يقول ألبرت أينشطاين : أغرب ما في الكون، أننا نستطيع فهم كيفية عمله إنه شيء غريب حقا أن نصل إلى فهم أمر من نفس الأمر إلا أنه بالرغم من نطاق نظريته : الجاذبية العامة التي تفرز ما يسمى بالمعابر الدودية وبالرغم من ميكانيك الكم والديناميك الحرارية التي تجعل من الثقوب السوداء أمكنة للعبور في سدرة المنتهى وبالرغم من توفر العلماء على أحدث المخابر العلمية، ومعدات البحث المتطورة، وآليات الكشف والرصد المتقدمة فما زال موضوع الثقوب السوداء لغزا محيرا، ومن أكثر الأسرار غموضا وتعقيدا وغرابة في هذا الكون الفسيح إنه لغز تنهزم فيه القوانين الفيزيائية والمعادلات الرياضية، ينهار فيه المكان ويتوقف فيه الزمان، لغز سماه البعض الوحش الفضائي، يجذب إليه كل شيئ ويبتلعه بشراهة، يتغذى على كل ما يقترب منه ولا يشبع، حتى الضوء بسرعته التي تفوق ثلاث مائة الف كلم في الثانية لا يفلت من قبضته
الثقوب السوداء
النجم الذي تبلغ كتلته ثمان مرات كتلة الشمس، تنتهي حياته عادة بانفجار هائل ومروع " سوبرنوفا " فينهار على نفسه ويهوى، تتقارب ذراته وجسيماته، تصطف منتفية كل الفراغات لتتداخل في بعضها البعض، تتوحد بالبلايين البلايين من الأطنان، تُضغط المكونات في بعضها لتشكل نقطة صغيرة قد لا تزن شيئا، وفي نفس الوقت يحتفظ بنفس الوزن قبل هويانه، وهذه النقطة " المتفردة " أو سدرة كما نسميها باللغة العربية، تصبح مركز الثقب الأسود وهذه النقطة الصغيرة الغريبة العجيبة، احتار في تفسيرها العقل والراسخون في العلم، فلا هي مادة صلبة ولا عنصر سائل أو غازي، ولا هي حالة " البلازما" هي نقطة تكوّن دوامات مروعة في اتجاه واحد، تلتهم كل مادة تقابلها دون تمييز والأغرب في الأمر، أن ما لا يهضمه الثقب الأسود من مكونات النجم عند ابتلاعه، يتقيأه على شكل نفاثات يقذفها بقوة بعيدا عن قطره الى نهاية المجرة على هيئة خيوط رفيعة، وكأنه يتجشأ بعد وجبة الغذاء مستعدا للطبق الآخر
هل في مجرتنا ثقب أسود
أثبت علم الفلك أنه هناك علاقات حميمية بين كتلة الثقب الأسود وكتلة المجرة نفسها وأن المجرات والثقوب السوداء مرتبطين ومترابطين ببعضهم البعض منذ الولادة وأن الثقوب السوداء مشتركة في تكوين وتشكيل المجرات نفسها وأنه يوجد ثقب أسود في مركز مجرتنا درب التبانة، وهو ثقب صغير يتغذى على الغازات والنجوم القريبة منه، وهو الآن شبه خامل، توقف عن التغذية لسبب ما، وحش نائم نسبيا إن صح التعبير يعتقد علماء الفلك أنه يتكون في مجرتنا ثقب أسود عبر كل الف عام، مما يعني أن هناك ملايين الثقوب السوداء داخل مجرتنا البالغ قطرها حوالي مائة ألف سنة ضوئية، ويستبعد العلماء مخاطر الوحش الفضائي على مجرتنا درب التبانة ومجموعتنا الشمسية التي تبعد عن مركز مجرتنا أكثر من ثلاثين الف سنة ضوئية ذلك بحكم قوة الجاذبية المتحكمة في المسافات بين الكواكب،وقوة الطرد المركزية التي تبعدنا عن الثقب الاسود