حين كان في الثامنة من عمره رأى مصطفى أكيول عبارة صدمته وهو يقلب في مكتبة جده.. عبارة تنصح الآباء بضرب الأطفال العاقين. والآن يعمل أكيول صحفيا في تركيا ويتعشم أن يظهر ربيع العرب جانبا مختلفا للإسلام.. جانبا لا تضارب فيه بين الإسلام والحرية السياسية. ويهدف كتابه الجديد «إسلام بدون متطرفين.. قضية مسلم من أجل الحرية» الذي يطرح في الولاياتالمتحدة يوم 18 من يوليوز إلى أن يقول للناس أن هناك تاريخا طويلا للحريات في العالم الإسلامي. وقال أكيول لرويترز «حقيقة أن العديد من الدول العربية تخضع لحكام مستبدين عززت أسطورة أن هذا هو النوع الوحيد من الحكومات الذي يمكن لهذه الدول أن تنتجه. الانتفاضات الحالية بينت أن ذلك خطأ». ومع هيمنة أنباء المفجرين الانتحاريين والعنف والزعماء المستبدين على أخبار منطقة الشرق الأوسط يخشى أكيول من سهولة تكوين فكرة خاطئة عن دينه. وفي كتابه يجادل أكيول أن للإسلام تاريخا طويلا في دعم الحريات والتسامح. وسرد أكيول سجلا عن التسامح الديني في ظل الحكم الإسلامي متتبعا ذلك حتى عصر الرسول محمد. وعرض أكيول بلده تركيا دليلا على أن الديمقراطية يمكن أن تنجح في العالم الإسلامي. وانتقلت تركيا سلميا للتعددية الحزبية في خمسينات القرن الماضي، ويرى أكيول أن بوسع تركيا إلهام المسلمين في ربوع المعمورة. ويجادل الكاتب التركي بأن وصفة نجاح تركيا هي الاقتصاد الحر المطعم بالقيم الإسلامية. وقال «الحكومة هنا تثمن علانية التقاليد الإسلامية. التقدم الاقتصادي مهم أيضا. إنه محرك التغيير في تركيا». ويتعشم أكيول ألا تقف أفكار المدارس القديمة عن الإسلام عائقا في وجه التوجهات الديمقراطية التي تتحرك بسرعة في أنحاء المنطقة. وقال «كانت الديمقراطية مرفوضة رفضا تاما من قبل كثير من المفكرين الإسلاميين زمنا طويلا. إلا أن ذلك يتغير. الآن هناك مزيد من الفهم بأن الديمقراطية يمكن أن تتسق مع القيم الإسلامية أيضا». وتخشى الدول الغربية أن يخطف المتشددون الدينيون ربيع العرب لكن أكيول ركز على إسلام أقل تهديدا. وقال «بهذا الكتاب أرغب في أن أقدم ذخيرة للمسلمين الليبراليين في أنحاء العالم ليجادلوا من أجل إسلام يدعم الحريات الفردية بدلا من الشمولية». *رويترز