تحل اليوم الإثنين 6 نونبر الجاري، ذكرى "المسيرة الخضراء" التي يخلدها المغرب سنويا عيدا وطنيا، والتي شارك فيها ما يناهز 350 ألف شخص من كل الفئات منها 10 في المائة من النساء، استجابة لنداء الملك الراحل الحسن الثاني للخروج في مسيرة بالآلاف تجوب مناطق الصحراء المغربية وتحديدا يوم نونبر من عام 1975 للمطالبة باسترجاع الأراضي من المحتل الاسباني. وتوضح الصور التي نشرها موقع "magnumphotos" كيف شاركت مختلف الأطياف الاجتماعية في المسيرة الخضراء، وأسلوب العيش في الجو الصحراوي القاحل. وبدأت حكاية المسيرة الخضراء بعد أن وجه الحسن الثاني خطابا للمتطوعين للمسيرة قائلا "غدا إن شاء الله سنخترق الحدود، غدا إن شاء الله ستنطلق المسيرة الخضراء، غدا إن شاء الله ستطؤون طرفا من أراضيكم وستلمسون رملا من رمالكم وستقبلون ثرى من وطنكم العزيز". وحسب ما نشرته الوكالات الدولية، فإن الملك الراحل نجح في إحاطة ترتيبات المسيرة، تنظيميا ولوجستيا، بالسرية على مدى عدة شهور قبل ساعة الصفر، واقتصرت معرفتها على بعض القيادات العسكرية البارزة. وانتظمت المسيرة في حشود على مستوى المدن والقرى والزوايا والمدارس بمتطوعيها وقياداتها وكوادرها، وتمت تعبئة نحو 44 ألفا من المسؤولين ، و470 طبيبا لمرافقة ورعاية المتطوعين الذين تجمعوا في مدينة طرفاية في انتظار إشارة الانطلاق. وبحسب الوكالات الدولية فإن المسيرة الخضراء أفلحت من خلال الأمر الواقع الذي فرضته في السادس من نونبر 1975، بعد تجاوز الأسلاك الشائكة التي كانت تحدد مجال النفوذ الإسباني، في تكثيف الضغط على إسبانيا التي لم تكن مهيأة للدخول في مواجهة مع المغرب. وبعد نحاج المسيرة، طلب الحسن الثاني من المشاركين العودة ليبدأ التفاوض الذي أسفر في 14 من الشهر نفسه عن توقيع اتفاقية مدريد التي تخلت بموجبها إسبانيا عن إقليم الصحراء ليقتسم بين المغرب وموريتانيا. وجاء في تقرير لموقع "الجزيرة.نت"، أن الملكية عززت شرعيتها من خلال التعبئة الوطنية حول قضية الصحراء، وبنت شبه إجماع حول الطرح المغربي للقضية، بما في ذلك لدى أحزاب المعارضة. وأورد التقرير ذاته، أنه في كتاب "مذكرات ملك" أجاب الحسن الثاني عن سؤال الصحفي الفرنسي إيريك لوران حول موقف الملك في حال فشلت المسيرة، فكان جوابه "لو فشلت المسيرة لكنت استقلت، إنه قرار أمعنت التفكير فيه طويلا بحيث كان يستحيل علي أن أترك على الساحة ضحايا لم يكن لهم سلاح سوى كتاب الله في يد والراية المغربية في اليد الأخرى، إن العالم كان سيصف عملي بالمغامرة".