المسيرة الخضراء هو مُصطلح يُطلق على المُظاهرة السلميّة الجماهيريّة التي نظّمها ملك المغرب الحسن الثاني في عام 1975م وذلك احتجاجاً على الاحتلال الإسباني للأقاليم الجنوبية وهي التي تُمثّل صحراء المغرب. اشترك في المسيرة الخضراء حوالي 350 ألف مغربي ومغربية، وبلغ عدد النساء 10% من عدد المشاركين، وتحرّكت هذه الأعداد الهائلة بانتظام وتنظيم مميّز من مدينة طرفاية باتجاه صحراء المغرب. بعد 75 عاماً من الاحتلال الإسباني لأراضي المغرب، قرّر الملك الراحل الحسن الثاني تنظيم مسيرة سلميّة ضخمة للضغط على الطرف الإسباني وإجباره على الانسحاب من الأراضي المغربية، وفتحت مكاتب وأقاليم عديدة لاستقبال طلبات المتطوعين للمشاركة في المسيرة، وتمّ مسبقاً تحديد أعداد نسائية مقدارها 10% من المتطوعين، وكوتة متعلقة بكل إقليم ومتناسبة مع عدد سكانه. انطلقت أول مجموعات المتطوّعين في تاريخ 23 أكتوبر 1975 من مدينة الرشيدية، وعلى امتداد اثني عشر يوماً التالية عملت عشر قطارات يومياً ودون انقطاع على نقل المتطوّعين إلى مراكش، ثمّ إلى أكادير ثم إلى ضواحي طرفاية. في 5 نوفمبر من عام 1975م ألقى الحسن الثاني خطاباً لشعبه، يدعوهم فيه للانطلاق بالمسيرة صبيحة اليوم التالي، وقال في الخطاب كلماته الشهيرة: "غداً إن شاء الله ستنطلق المسيرة الخضراء، غداً إن شاء الله ستطؤون طرفاً من أراضيكم وستلمسون رملاً من رمالكم وستقبلون ثرىً من وطنكم العزيز". أعلن الملك الحسن الثاني في 9 نوفمبر 1975 أنّ المسيرة حقّقت أهدافها المرجوّة، وأعطى للمشاركين إشارة انتهاء المسيرة بنجاح، وفي 14 نوفمبر 1975م وقّعت كلٌّ من المغرب وموريتانيا وإسبانيا اتفاقيّةً تفيد باسترجاع المغرب لأقاليمه الجنوبية.