أعلن الملك الحسن الثاني (رحمه الله )في 16 من اكتوبر من سنة 1975 عن تنظيم أكبر مسيرة سلمية في التاريخ مكنت من تحرير الأقاليم الجنوبية للمملكة. وفي الخطاب الملكي بمراكش 16 اكتوبر قال الحسن الثاني مخاطبا الشعب المغربي " علينا أن نقوم بمسيرة خضراء من شمال المغرب إلى جنوبه ، ومن شرقه إلى غربه ، علينا أن نقوم كرجل واحد بنظام وانتظام ، لنلتحق بالصحراء ولنصل الرحم مع إخواننا في الصحراء ". لتنطلق بعدها الاستعدادات بداية من تسجيل المتطوعين ، إلى شحن المؤونة والمستلزمات. وانطلق المتطوعون من المدن والقرى والاقاليم ابتداءا من 21 اكتوبر على أن يكون التجمع بمراكش، والتوجه إلى أكادير ومنها إلى طرفاية . الحسن الثاني : "غدا ستقبلون ثرى من وطنكم العزيز" وفي 5 من نونبر سنة 1975 بأكادير خاطب الملك الحسن الثاني المغاربة الذين تطوعوا للمشاركة في هذه المسيرة قائلا "غدا إن شاء الله، شعبي العزيز، ستخترق الحدود، غدا إن شاء الله ستنطلق المسيرة الخضراء، غدا إن شاء الله ستطؤون طرفا من أراضيكم وستلمسون رملا من رمالكم وستقبلون ثرى من وطنكم العزيز". 350 ألف مغربي ومغربية تجمعوا بطرفاية ، 10بالمائة منهم من النساء، لينطلق الزحف في نظام وانتظام، أدهش العالم، اناس عزل يحملون الرايات والمصحف وصورالملك، ويعبرون الحدود، لينزعوا العلم الإسباني ويضعوا مكانه العلم المغربي"حاملين كتاب الله و طريقنا مستقيم، إخوانا فالصحراء يسالونا الرحم"، مرددين "الله أكبر " ألله أكبر" ، و توغلت المسيرة لمسافة 15 كم داخل الصحراء المغربية، بعدها بدأت الاتصالات بين أسبانيا والمغرب، ظهر خلالها تغير واضح في الموقف الأسباني، ولذلك أصدر الملك أوامره بعودة المتطوعين في المسيرة إلى طرفاية مؤقتاً، حتى يتم التوصل إلى حل سلمي للمشكلة. وجاءت المسيرة الخضراء لتضع حدا فاصلا مع منطق الحرب. إذ حرص الملك الحسن الثاني على تجنيب المنطقة حربا مدمرة اتخذ قراره الحكيم القاضي بتنظيم مسيرة خضراء والداعي إلى نبذ العنف واللجوء إلى الحوار لتسوية النزاعات. وقد وضعت هذه المسيرة السلمية حدا لحوالي ثلاثة أرباع قرن من الاستعمار والاحتلال. و في كتاب -ذاكرة ملك- في جوابه عن سؤال "في أي وقت بالضبط قررتم وقف المسيرة الخضراء؟" قال الملك الحسن الثاني "في الوقت الذي أدركت فيه جميع الأطراف المعنية انه يستحسن أن تحل الدبلوماسية محل الوجود بالصحراء. ولم يكن إرسال المغاربة في المسيرة الخضراء بالأمر الأكثر صعوبة، بل كان الأكثر من ذلك هو التأكيد من أنهم سيعودون بنظام وانتظام عندما يتلقون الأمر بذلك، وهم مقتنعون بان النصر كان حليفهم، وذلك ما حصل بالفعل". وفي التاسع من نونبر 1975 سيعلن الملك الحسن الثاني أن المسيرة الخضراء حققت المرجو منها وطلب من المشاركين في المسيرة الرجوع إلى نقطة الانطلاق أي مدينة طرفاية. بعد ذلك سيوقع المغرب واسبانيا وموريتانيا في مدريد يوم 14 نونبر 1975 اتفاقية استعاد المغرب بمقتضاها أقاليمه الجنوبية. المسيرة في أرقام 350 الف مشارك 10 بالمائة منهم نساء تعبئة 113 قطار ، وسفن وطائرات 12 الف شاحنة 200 سيارة اسعاف 200 مستشفى متنقل تم تعبيد 100 كيلو متر من الطريق الى طرفاية خلال 18 يوم فقط ، خصيصا لمرور شاحنات المسيرة معدات ومواد غذائية 17 مليون لتر من المحروقات التزويد ب5 ملايين لتر من المياه بمعدل 10 لتر للفرد 9 مليون علبة حليب 2500 طن من السكر 2500 طن من الزيت 3000 طن من السمك 900 طن من التمر 15 طن من الشمع