"علينا أن نقوم بمسيرة خضراء من شمال المغرب إلى جنوبه، ومن شرقه إلى غربه.. علينا أن نقوم كرجل واحد بنظام وانتظام، لنلحق بالصحراء ولنصل الرحم مع إخواننا في الصحراء"، بهذه الكلمات دعا الملك الراحل الحسن الثاني من مراكش، في السادس عشر أكتوبر عام 1957، الشعب المغربي إلى تنظيم أكبر مسيرة سلمية في تاريخ المغرب، سميت ب"المسيرة الخضراء"…مسيرة باللونين الأخضر والأحمر، أجبرت إسبانيا على تسليم أراضي الصحراء إلى أصحابها. وبدءا من تاريخ 21 أكتوبر من العام نفسه (1975) انطلق آلاف المتطوعين من جميع القرى والمدن والأقاليم، نحو مراكش، ثم أكادير فطرفاية.وقبل يوم من التاريخ المقرر لانطلاق المسيرة (6 نونبر 1975)، خاطب الملك الحسن الثاني في أكادير المغاربة، الذين تطوعوا للمشاركة في المسيرة قائلا: "غدا إن شاء الله، شعبي العزيز، ستخترق الحدود، غدا إن شاء الله، ستنطلق المسيرة الخضراء، غدا إن شاء الله ستطؤون طرفا من أراضيكم، وستلمسون رملا من رمالكم، وستقبلون ثرى من وطنكم العزيز".وفي مثل هذا اليوم (6 نونبر) من عام 1975، تجمع أكثر من 350 ألف مغربي ومغربية (10 في المائة منهم نساء) بطرفاية، لينطلق الزحف والتوغل داخل الصحراء المغربية، حاملين الرايات وصور الملك، و"حاملين كتاب الله وطريقهم مستقيم، إخوانهم في الصحراء يسالوهم الرحيم"، لتنطلق بعدها الاتصالات بين المغرب وإسبانيا. وفي التاسع من نونبر من العام نفسه، أعلن الحسن الثاني، أن المسيرة الخضراء، حققت المطلوب.. ليوقع المغرب في يوم 14 نونبر 1975، اتفاقية بين موريتانيا وإسبانيا، استعاد المغرب بمقتضاها صحراءه.