يتوقع أن يؤدي احتمال انهيار التهم الموجهة إلى دومينيك ستروس-كان إلى متغيرات في اللعبة السياسية في فرنسا. ويأمل العديد من أصدقاء المدير العام السابق لصندوق النقد الدولي في أن يحقق عودة سياسية. واستبعد ستروس-كان (62 عاما)، الذي كان المرشح الأوفر حظا للانتخابات الرئاسية في أبريل وماي 2012، من السباق الرئاسي في أواسط ماي بعد اتهامه بمحاولة اغتصاب عاملة تنظيف مما أدى إلى توقيفه قبل وضعه تحت الإقامة الجبرية في نيويورك. ولئن كان أمرا لا يمكن تصديقه أو تخمينه حتى مساء الخميس فان عودة ستروس-كان إلى الحياة السياسية الفرنسية لم تعد مستبعدة ، في حين أطلق الحزب الاشتراكي الفرنسي الذي ينتمي إليه حملة الانتخابات التمهيدية لتعيين مرشحه إلى الانتخابات الرئاسية في 2012. وصرح رئيس الوزراء الاشتراكي الأسبق ليونيل جوسبان أنها "بمثابة الصاعقة لكن ليس في الاتجاه نفسه هذه المرة". وأضاف جوسبان انه "في حال تبرئة دومينيك من كل الاتهامات وهو ما أتمناه فعلا، فسيتعين عليه أولا أن يقرر ما يريد القيام به بعد مثل هذه الصدمة الشخصية. ثم سيعود إلى الاشتراكيين والمسؤولين في الحزب أن يتخذوا قرارهم". وأوردت صحيفة نيويورك تايمز في عددها الصادر الجمعة أن المدعين باتت لديهم شكوك جدية إزاء الاتهامات بحق ستروس-كان وحول مصداقية المدعية. وقد حددت جلسة طارئة خلال يوم الجمعة في نيويورك. وبعد زوال صدمة توجيه الاتهام الى ستروس-كان، أعاد الاشتراكيون تنظيم صفوفهم للمضي من دونه في المعركة الانتخابية ومواجهة الرئيس نيكولا ساركوزي الذي من المرجح أن يترشح لولاية جديدة. وأطلق الحزب الاشتراكي الثلاثاء انتخابات تمهيدية لتعيين مرشحه إلى الانتخابات الرئاسية. وبعد تردد طويل، قررت رئيسة الحزب مارتين أوبري أن تترشح في الانتخابات التمهيدية المقررة في 9 و16 أكتوبر. وكان الاشتراكيون يتوقعون مواجهة بين أوبري والنائب فرانسوا هولاند. وكانت الأولى دعت الجمعة القضاء الأمريكي إلى "إظهار الحقيقة كاملة"، بينما أعرب هولاند عن أمله في إسقاط "كل التهم" الموجهة الى ستروس-كان. ولا يتيح جدول أعمال الاشتراكيين مجالا كبيرا للمناورة لأن أمام الأعضاء مهلة حتى 13 يوليوز لتقديم ترشيحاتهم. وطلبت ميشال سابان المسؤولة في الحزب والمقربة من ستروس-كان تعليق العملية لإفساح المجال أمام مشاركته. واعتبر النائب جان-ماري لوغين القريب أيضا من ستروس-كان أن المدير السابق لصندوق النقد سيكون "لاعبا لا يمكن تجاوزه في الحياة السياسية في الأشهر المقبلة". من جهته، أعرب الوزير السابق جاك لانغ والذي يتمتع بتأثير كبير في الحزب الاشتراكي عن أمله بعودة ستروس-كان إلى الساحة السياسية في حال إسقاط التهم. وصرح لشبكة "بي اف ام تي في" الفرنسية أن "وجوده معنا والى جانبا سيكون مصيريا بالنسبة إلى نجاحنا في الانتخابات"، دون أن يعطي رأيا حول احتمال ترشح ستروس-كان. ويأتي هذا المنعطف في القضية بعد تعيين الفرنسية كريستين لاغارد وزيرة الاقتصاد السابقة مديرة عامة لصندوق النقد الدولي. ونجح ساركوزي في احتفاظ بلاده بهذا المنصب الذي يتمتع بنفوذ، مع استبعاد أحد أكثر منافسيه المحتملين عن السباق بعد اتهامه بمحاولة اغتصاب. وأشار المحيطون بساركوزي في الأسابيع الأخيرة إلى أن ثقته بفرصه في الفوز تزداد وذلك على الرغم من أن استطلاعات الرأي أظهرت خسارته أمام ابرز مرشحي الحزب الاشتراكي.