16 سبتمبر, 2017 - 04:25:00 من المرتقب أن يصدر الصحافي والكاتب المغربي، عمر بروكسي، كتابا يحمل عنوانا مثيرا "جمهورية صاحب الجلالة"، حيث يرصد فيه رجالات القصر في فرنسا، وعلاقة النخبة المغربية بالمستعمر القديم. ويتوقف بروكسي في مؤلفه الجديد، الذي خصّ، به جريدة "أخبار اليوم"، عند العديد من الحكايات التي طبعت العلاقات المغربية الفرنسية في عهد محمد السادس بالخصوص. وصرّح بروكسي لجريدة "أخبار اليوم" في عددها الصادر نهاية هذا الأسبوع، أنه "قضى سنتين ونصف في إعداد هذا المؤلف"، مشيرا إلى أن "هناك جمهوريات داخل الجمهورية الفرنسية وأن هناك نخبة قليلة مؤثرة في الصحافة والاقتصاد، يعتبرها بروكسي، جمهورية تقدم البيعة للملك، ولها علاقات قوية مع العائلة الملكية والمحيط الملكي/ وبعض الشخصيات المقربة من دوائر السلطة. هيئة الإنصاف و"المدونة" أولى طرق العهد الجديد نحو فرنسا.. "أطلق القصر مبادرتين جرى تقديمهما للإعلام الدولي والفرنسي، على أنهما خطوتان إصلاحيتان كبيرتان واحدة سياسية والأخرى اجتماعية"، ينقل كتاب "جمهورية صاحب الجلالة". المبادرة الإصلاحية السياسية الكبرى تتمثل في إطلاق مسلسل الإنصاف والمصالحة، بقيادة صديق الملك في الدراسة فؤاد عالي الهمة. هذا المشروع جاء لتصفية التركة الثقيلة التي خلفها الحسن الثاني من فترة حكمه. وتولى قيادة هذه المهنة المعتقل السياسي السابق إدريس بنزكري، "بعدما قبل بشروط القصر" يقول عمر بروكسي في كتابه. هذه الشروط تتمثل في عدم ذكر أسماء المسؤولين عن تجاوزات حقوق الإنسان في العهد الماضي وعدم إلزام الدولة ممثلة في شخص الملك بالاعتذار عن تلك التجاوزات، وعدم إطلاق أية محاكمات قضائية. أما المشروع الثاني والمتسم بصبغة اجتماعية فهو تعديل مدونة الأسرة إصلاح يقول عنه صاحب الكتاب إنه "سعى إلى إرضاء الفئات المحافظة داخليا، والحصول على مباركة الرأي العام". وقد شرع محيط الملك في حملته الخاصة في اقتحام دوائر التأثير الفرنسية، مسلحا بمشروعيه الإصلاحيين الكبيرين، ومستندا إلى شخصيتين فرنسيتين شديدتي القرب من القصر العلوي من داخل النواة الصلبة للدولة الفرنسية. الشخصية الأولى هي الرئيس الفرنسي السابق، جاك شيراك، والوزير الأول الأسبق دومينيك دوفيلبان. أول جيل بيرو...خليفة الحسن الثاني لا يريدك في المغرب. بعد زوال أحد أيام شهر فبراير 2000، أي بعد شهور قليلة على وفاة الملك الحسن الثاني وتربع ولي عهده سيدي محمد على العرش العلوي، يرن الهاتف في البيت الذي يقيم فيه الصحفي الفرنسي ''جيل بيرو'' منذ أكثر من أربعين عاما. على الطرف الآخر من الخط صوت يقدم نفسه كمبعوث من المستشار الملكي، أندري أزولاي، وقدم هذا الصوت نفسه كمقرب من المستشار الملكي، وقال لي ''إن الملك الجديد لا يضمر لي أي سوء لكن واحتراما لذاكرة والده، فإنه لا يحبذ مطلقا رؤيتي في المغرب''، هذا ما ينقله عمر بروسكي عن الكاتب الفرنسي جيل بيرو.
قطبي وبينبين أول سفيرين معتمدين لدى النخب الفرنسية أول ما انبنت عليه استراتيجية محيط محمد السادس لبناء شبكة علاقات جديدة وقوية داخل فرنسا، هو اعتماد بعض "السفراء" الجدد، يتمثلون في شخصيات مغربية نسجت ما يكفي من العلاقات في الأوساط الباريسية. أولى هذه الشخصيات التي يوردها كتاب "بروكسي" هي المدير الحالي لمؤسسة متحف المغرب، المهدي قطبي. هذا الأخير يعتبر حسب الكتاب أحد أوائل عناصر الكوموندو الملكي في الجبهة الفرنسية. شخصية فنية وثقافية أخرى ساهمت في هذا المد المغربي الهادئ داخل الأوساط الفرنسية المؤثرة، هي الفنان والكاتب ماحي بينبين، هذا الأخير الذي عاد للاستقرار في مراكش سنة 2002، جاعلا من رياض مراكشي فاخر مقرا للقاءات جد خاصة، كان وراء أول الاتصالات بين الصحفيين الفرنسيين ورجالات المحيط الملكي. علاقات بيبنين النافذة مكنته من الحصول على قطعة أرضية أقام عليها مرسمه الفني، والذي كان في الوقت نفسه مقرا لعلاقات عامة من طينة خاصة. جلسات تضم أسماء مثل الجنرال السابق حميدو العنيكري، وكريستين السرفاتي، والمخرج السينمائي، نبيل عيوش، وجمال الدبوز. الدبوز...مهرج الملك نقل بروكسي عن مصادر فرنسية أن ''الدبوز وما إن يدخل البلاط الملكي حتى يسارع إلى إبداء الخضوع التام، حيث يفرط في الانحناء وتقبيل يد الملك. مصادر المؤلف الناقمة على الدبوز تؤاخذه أيضا بتجنبه شبه التام توجيه أي انتقادات للمغرب وللأوضاع الاجتماعية والسياسية فيه، منذ أن ارتبط بعلاقة مباشرة مع القصر الملكي. الكتاب الجديد يكشف كيف أن ساركوزي كان قد عبر عن استهجانه فيلم "ليزانديجين" الذي شارك فيه جمال الدبوز في بطولته، ويحكي قصة المغاربيين في صفوف الجيش الفرنسي. استهجان لم يغفره الدبوز لساركوزي، حيث سارع إلى مهاجمته بطريقة لاذعة خلال الانتخابات الرئاسية للعام 2007. "أياما قليلة بعد انتخاب ساركوزي تلقى الكوميدي مكالمة من محمد السادس الذي دعاه بلطف إلى الإسهام في الحفاظ على العلاقات الجيدة بين القصر والإليزيه.