19 غشت, 2017 - 04:58:00 فجأة وجد محمد البشير العبدلاوي عمدة مدينة طنجة، نفسه وسط عاصفة من الانتقادات والاحتجاجات من طرف جمعيات المجتمع المدني بعد حفل استقبال وعشاء الذي نظمه مساء الأحد 13 غشت الجاري بالمركز الثقافي أحمد بوكماخ لفائدة 150 من شباب وشابات المخيم القومي العربي، في الوقت الذي لم تتوصل فيه جمعيات المدينة وهي بالعشرات المستفيدة من الدعم السنوي للموسم الثاني على التوالي، مما جعلها تلغي العديد من أنشطتها السنوية، بسبب الأزمة المالية الخانقة التي تعيش على إيقاعها جماعة طنجة، بعد الاقتطاعات الغير مسبوقة لصالح ضحايا نزع الملكية من رصيد الجماعة . وتقوم فكرة المحتجين والمنتقدين على أن غالبية الجمعيات لم تتوصل بعد بدعم سنة 2016، مع العلم ان دعم 2017 لم يقرر بعد والسنة قريبة من الانتهاء، كما أن هذه الجمعيات مطلوب منها مبالغ مالية للاستفادة من فضاء المركز الثقافي أحمد بوكماخ، في الوقت الذي منح للجهة المنظمة مجانا، بالإضافة إلى أن العمدة يؤكد في كل مناسبة أن مالية جماعة طنجة في أزمة خانقة . عمدة طنجة : حفل العشاء كان في غاية البساطة العمدة بدا غاضبا وهو يرد على الاحتجاجات والانتقادات التي قال إنه علم بحدوثها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، محاولا التقليل من الضجة المثارة حول حفل العشاء الذي رفض العمدة الكشف عن تكلفته الحقيقية، وقال في تصريح لموقع "لكم"، العشاء كان بسيطا وعادي جدا ولم يكلف كثيرا، كما أن ممون الحفلات غاية في التواضع، مضيفا أنه لم يكن من الممكن عدم استقبال هؤلاء الشباب، خاصة وأن الشباب العربي تم استقبالهم من طرف الرئيس السابق للحكومة، وأيضا من طرف العديد من الرموز السياسية والفكرية بالمغرب ومن مختلف الاتجاهات، والمغاربة لم يكونوا في يوم من الأيام بخلاء. وأضاف العبدلاوي أن "لطنجاوة خصوم يكبروا كبر المدينة، وهناك مشاكل كبيرة وحقيقية ومصاريف كبيرة تصرف تقدر بعشرات الملايين ولا أحد يتحدث عنها"، "ونحن قمنا بعشاء متواضع لشباب عربي من باب الضيافة قامت الدنيا، أما نتشطروا على عشاء فحال هذا، وربط بقضية الدعم فهذا غير معقول، لأنه لم يكلف شيئا كبيرا"، يؤكد القيادي في البجيدي. وأوضح العمدة في حديثه مع موقع "لكم" أن الجماعة بدأت في صرف مبالغ الدعم لسنة 2016 رغم الأزمة المالية، وستبرمج الجماعة قريبا دعم سنة 2017 في إحدى دوراتها، وبالتالي ليس هناك أي ضياع، وستذهب الأموال إلى حسابات الجمعيات كما كانوا يتوصلون بها في الماضي. حفل عشاء كلف الملايين في عز الأزمة في عز الأزمة الخانقة التي تعيشها مالية جماعة طنجة، نظم عمدة المدينة حفل استقبال وعشاء على شرف وفد مخيم الشباب القومي العربي المكون من حوالي 150 شابا وشابة يمثلون 15 دولة عربية، المغرب، الجزائر موريطانيا، تونس ليبيا مصر، لبنان، فلسطين، لبنان والأردن..وغيرها من البلدان العربية قال بلاغ للجهة المنظمة يتوفر موقع "لكم" على نسخة منه، أنها تثقيفية استكشافية وترفيهية إلى العديد من المآثر التاريخية والطبيعية لطنجة ونواحيها . حفل العشاء الذي كلف ملايين السنتيمات حسب مصادر، احتضنه بالمجان حسب ما علمه موقع "لكم" فضاء المركز الثقافي أحمد بوكماخ، الذي تستفيد منه جمعيات المدينة بمقابل، حضره إلى جانب الشباب العربي، عدد من نواب العمدة، وكاتب عام المجلس، ومقرر المجلس الجماعي، ومجموعة من المنتخبين، بالإضافة إلى أعضاء الجهة المنظمة وهي فرع الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطينيبطنجة، ومجموعة العمل الوطنية لدعم فلسطين، وعدد من ممثلي وسائل الإعلام المحلية والوطنية، حسب تقرير للجهة المنظمة توصل موقع "لكم2" بنسخة منه . غضب جمعيات بطنجة ولعل أبرز ردود الأفعال على الإطلاق صدرت عن الوجه الجمعوي المعروف بطنجة ، الذي يشغل في نفس الآن رئيس مركز ابن بطوطة للدراسات وأبحاث التنمية، حيث عبر عن امتعاض واضح من هذا الدعم من طرف جماعة طنجة في الوقت الذي تحرم فيه جمعيات طنجة للموسم الثاني على التوالي من دعم المجلس الجماعي بسبب الأزمة المالية الخانقة، وتساءل في تصريح لموقع "لكم": أين جانب الحكامة في كل هذا؟ وأين مبدأ المساواة وتكافئ الفرص ؟. وأضاف المتحدث متسائلا : كيف يعقل أن تستفيد جمعية ما من حضور واستقبال وحفل عشاء واستغلال مجاني لمرفق عام (مركز أحمد بوكماخ )، في الوقت الذي تضطر فيه جمعيات المجتمع المدني بطنجة من كراء ذلك المرفق بأثمان باهظة ؟ بل إنها تواجه بالقول يضيف عدنان إن الجماعة لا تغطي تكاليف الاستقبال لمجموعة من الأنشطة والتي تكون فيها وفود من خارج الوطن قادمة للمشاركة في أنشطة هاته الجمعيات الطنجاوية ؟. وأوضح الفاعل الجمعوي في ذات التصريح "أن الأمر لا علاقة له لا بخلاف اديولوجي ، فلسفي ، لبغى يكون قومي عربي شغلو هذاك ، ولي بغى يكون اسلامي شغلو هذاك ، ولي بغى يكون حتى علماني اودي شغلو هذاك ،نحن ننادي فقط بالمساواة و تكافئ الفرص في الحصول على الدعم من جماعة طنجة". من جهته بلال الصغير رئيس جمعية "المدينة للتنمية والثقافة" صاحبة مشروع المهرجان الوطني للشعر والزجل الذي يصادف هذه السنة دورته الخامسة، قال لموقع "لكم" إنه في الوقت الذي يمنح فضاء المركز الثقافي أحمد بوكماخ مجانا للجهة المنظمة لحفل عشاء العمدة على شرف الشباب العربي، تطلب منا إدارة مركز بوكماخ 3500 درهم لليوم مع العلم أن مدة المهرجان 3 أيام، وهو ما جعلنا يضيف المتحدث أن نلغي مركز بوكماخ من الأماكن المقترحة لاحتضان المهرجان رغم أنه الفضاء الأحسن لاحتضان حدث أدبي وثقافي من هذا النوع. وأكد على أن جمعيته لم تتوصل بالدعم لسنة 2016 لا الدفعة الأولى ولا الثانية, اما دعم 2017 قدمنا نشاط المهرجان الوطني للشعر والزجل في دورته الخامسة ولم يتم أي إعلان عن النتائج منذ أن تقدمنا بطلب الدعم في شهر 11 سنة 2016 , وبعد هذا المستجد سنعمل على تقديم طلب دعم عاجل للمهرجان الذي يستضيف أسماء كبيرة ونوعية في عالم الشعر والزجل، يوم الثلاثاء عسى أن يعطي نتيجة. عادل الحداد رئيس جمعية "مؤسسة طنجة الكبرى للشباب والديمقراطية" فقد قال لموقع "لكم" إن المقاربة الجديدة التي أتى بها المجلس الجماعي الحالي والشفافية التي ينهجها، لا تعني أبدا أن نتفق على إيلاء أي تمييز من جانب الجماعة لأي طرف مدني كيف و مهما كان على طرف أو أطراف أخرى دون سند و لا مبرر حقيقي، إعمالا لمبدأ المساواة أمام المرفق العام. وأضاف في ذات التصريح "في تقديري الشخصي، ومع جملة الحيثيات المتعلقة بالموضوع و على رأسها الضائقة المالية التي تمر منها الجماعة، و بالنظر لمجريات الأمور في ما يخص دعم الجماعة (تحت أي مسمى كان) مع أنشطة بعينها بنوع من الأفضلية؛ هذا يدفع للتساؤل عن المعايير المعتمدة و الجدوى في ظل واقع جمعوي يعيش أزمات متشابكة متعلقة بالدعم لا يتسع المقام بالتعمق في حيثياتها (على أهميتها وأكد المتحدث على أهمية انفتاح البنيات التمثيلية للمدينة، مع ضرورة مراعاة المبادئ المؤطرة و القيم العامة التي ينبغي على الجماعة انتهاجها حفاظا على نفس المسافة من كافة الأطراف بما يخدم النسيج المدني المحلي لتقويته للإسهام من جانبه في تنمية المدينة. الزيدي : نشكر العمدة على حفل العشاء من جهته، قال المحامي عبد الله الزيدي رئيس فرع الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطينيبطنجة أحد المكونات المنظمة في تصريح لموقع "لكم"، لا يمكننا إلا نشكر المجلس الجماعي لطنجة لتفضله باستضافة الشباب العربي في حفل عشاء، في أجواء قال عنها أنها تنم علي تقدير للشباب العربي وتأكيد تقليد مغربي عريق في كرم الضيافه، وهي بادره اعتبرها حسنه وضرورية للغايه ولا يمكن التذرع باي سبب لتجاهلها، ولا أجد سببا لربط هذه القضية بالدعم. وأشار الزيدي إلى أنه مع دعم الجمعيات الجادة والمنابر الإعلامية النشطة لأنها تقوم بدورها المجتمعي، معتبرا أنها مثل أجر المستخدمين تؤدى فورا وغير مقبول التذرع بغياب الاعتمادات، ومن موقعه الحقوقي والجمعوي طالب الزيدي المجلس الجماعي بصرف مستحقات الجمعيات والمنابر باعتبارها حقوق وليس منة من أحد.