26 أبريل, 2017 - 02:09:00 أعلنت منظمة "مراسلون بلا حدود" لحرية الصحافة، أن المغرب تراجع إلى المركز 133 في التصنيف العالمي لحرية الصحافة الذي تصدره المنظمة سنويا ويغطي 180 بلدا حول العالم. وكان المغرب قد حل في المركز 131 بحسب التصنيف الذي أصدرته "مراسلون بلا حدود" خلال 2016. وبحسب نسخة 2017 من التصنيف العالمي لحرية الصحافة، فإن السلطات المغربية أظهرت خلال العام الماضي عداءً كبيراً تجاه الصحفيين الأجانب، حيث أقدمت على طرد خمسة إعلاميين أوروبيين، "مما يدل على ارتفاع حدة التوتر الذي بات يميز علاقة (المخزن المغربي) مع الاتحاد الأوروبي على وجه الخصوص"، تضيف منظمة "مراسلون بلا حدود". وأشارت المنظمة إلى أن الجزائر حلت في المركز 134 في جدول التصنيف العالمي لحرية الصحافة، مشيرة إلى أنها المرة الأولى التي تقبع فيها الجزائر خلف الجار المغربي. وأوضحت أن عام 2016 كان صعبا على الصحافة الجزائرية، "حيث توفي محمد تاملت في السجن بعد اعتقاله بسبب نشر معلومات على جريدته الإلكترونية. كما تأكد خلال هذا العام مدى رغبة الحكومة الجزائرية في تكميم الصحافة بعد اعتقال إعلاميين اثنين ومدونا إلى جانب تدخل السلطات لإلغاء عملية بيع أسهم صحيفة الخبر"، وفق "مراسلون بلا حدود". وقالت ياسمين كاشا، مسؤولة مكتب شمال إفريقيا في منظمة "مراسلون بلا حدود"، "من المؤسف أن يفضل السياسيون في بلدان شمال إفريقيا التسامح مع الصحفيين الذين يعلقون على الخبر ويعتمدون على الاتصال المؤسساتي على حساب أولئك الذين يرفضون لعبة التوافقات"، مضيفة أن "مواصلة الكفاح للحصول على معلومات مستقلة وتعددية وحرة أصبحت اليوم ضرورية في المنطقة أكثر من أي وقت مضى". وانتقدت المنظمة التي تراقب انتهاكات حرية الصحافة في العالم "استمرار العداء الذي يكنه قادة دول المغرب العربي لوسائل الإعلام، ولا سيما عندما يتطرق الصحفيون لقضايا تهم الرأي العام من قبيل الفساد والتهرب من دفع الضرائب أو جماعات الضغط". وأشارت إلى أن تونس تواصل تربعها على صدارة تصنيف منطقة المغرب العربي، حيث حلت في المركز 97، لتعتبر الدولة الوحيدة في المنطقة التي نجحت إلى الآن في انتقالها الديمقراطي. مضيفة أنه على الرغم من ذلك "فإن البلاد لاتزال تشهد مناخاً يحول دون ترسيخ حرية الصحافة، وذلك بسبب استمرار الرقابة الذاتية من جهة وتضارب المصالح داخل المؤسسات الإعلامية من جهة أخرى". فيما تعيش ليبيا، التي حلت في المركز 163، على وقع فرار الصحفيين من حالة الفوضى التي تعصف بالبلاد، حيث هرب أكثر من 50 إلى المنفى منذ عام 2011. إذ لايزال عدد الانتهاكات في تزايد مطَّرد وسط إفلات تام من العقاب في سياق حرب لا تتردد أطرافها المتناحرة في استهداف الأصوات الحرة. ويكشف التصنيف العالمي لحرية الصحافة ل2017 استمرار معاناة الإعلاميين أمام العديد من الخطوط الحمراء المفروضة من دول لا تبدو مستعدة لفسح المجال أمام الصحافة المستقلة للقيام بدورها المتمثل في مراقبة الأنظمة الحاكمة في شمال إفريقيا.