عبدالحكيم الرويضي 17 أكتوبر, 2016 - 06:51:00 صدر تقرير "حالة الأغذية والزراعة ل2016" عن منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "الفاو"، ليؤكد أن تغير المناخ يؤثر فعلا على الزراعة والأمن الغذائي. حيث ستشهد الإنتاجية الزراعية تراجعاً إذا لم يتم التصدي لتغير المناخ، وستكون هناك عواقب وخيمة على الأمن الغذائي. "وما لم تتخذ إجراءات عاجلة، ستكون ملايين أخرى من الناس معرضة لخطر الجوع والفقر"، يقول التقرير. محاصيل الحبوب ستتراجع ب 8.3 بالمائة وتتوقع الدراسات الاستشرافية التي عرضها تقرير "الفاو"، أن تعرف المحاصيل الزراعية في المغرب تراجعاً بفعل تغير المناخ خلال الفترة الممتدة ما بين 2030 و 2049. وأشارت المعطيات إلى أن إنتاج الحبوب في المغرب سيشهد تراجعاً بنسبة 8.3 بالمائة كأسوأ سيناريو محتمل، وستتراجع غلات البقول ب 9.23 بالمائة، وأما محاصيل الذرة فستشهد بدورها انخفاضا ب4.9 بالمائة، كما سيتراجع إنتاج البطاطا ب5.1 بالمائة، وستتراجع محاصيل نوار الشمس بنسبة 3.4 بالمائة. الزراعة أنتجت 13.6 مليون طن من انبعاثات الكربون وحدد التقرير معدل انبعاث ثاني أوكسيد الكربون الناتج عن الزراعة بالمغرب في 13.64 مليون طن سنة 2014. وفي المقابل سجلت عمليات استعادة أراضي الغابات وإعادة تأهيل الغابات خفض الانبعاثات الكربونية بمعدل 5.17 مليون طن، خلال السنة المذكورة. وتسببت إزالة الغابات أو تحويلها إلى أراضي ذات استخدامات أخرى في إنتاج 3.7 مليون طن من الانبعاثات الكربونية، ونجم عن حرق بقايا المحاصيل 105 ألف طن من الغازات الدفيئة، في حين أن بقايا المحاصيل نفسها تسببت في انبعاث الكربون ب615 ألف طن خلال 2014. ونتج عن الروث الحيواني المتبقي في المراعي 5.1 مليون طن من الكربون، كما نتج عن استخدام الروث كسماد طبيعي 240 ألف طن من ثاني أوكسيد الكربون. وفي المقابل تسببت الأسمدة الاصطناعية في بعث 1.5 مليون طن من الغازات الدفيئة المسببة للاحتباس الحراري. لا يمكن القضاء على الجوع إلا بدعم الفلاحين الصغار وأوضح التقرير أن نقص الإمدادات الغذائية يمكن أن يتسبب في حدوث زيادات هائلة في أسعار الأغذية، وسيؤدي تزايد تغير المناخ إلى تفاقم تقلب الأسعار. ودعت منظمة الأغذية والزراعة إلى إعادة توجيه سياسات التنمية الزراعية والريفية من أجل تعزيز اعتماد ممارسات مستدامة في مجالات الإنتاج الزراعي وإدارة الموارد الطبيعية وسلوك المستهلكين. وينبغي، لدى القيام بذلك، إيلاء اهتمام خاص إلى قرابة 475 مليون مزارع من أصحاب الحيازات الصغيرة من ذوي الدخل المنخفض الذين غالبا ما تكون فرص وصولهم إلى التكنلوجيات والأسواق والائتمان محدودة للغاية. وشدد التقرير على أن المزارعين الصغارهم بحاجة عاجلة إلى الدعم للتكيف مع تغير المناخ وإدارة المخاطر ذات الصلة. واستطرد: "فبدون القدرة على الصمود في زراعة أصحاب الحيازات الصغيرة من خلال الاعتماد الواسع النطاق لممارسات مستدامة في مجالات الأراضي والمياه ومصايد الأسماك والغابات، لا يمكن القضاء على الجوع في العالم".