06 أكتوبر, 2016 - 08:59:00 ختمت "فيدرالية اليسار" حملتها الانتخابية بمسيرة لمناضليها طافت الشوارع الرئيسة لمدينة الرباط. المسيرة التي ترأسها كل من عمر بلافريج ومحمد الساسي انطلقت من ساحة باب الأحد مرورا بديور الجامع ثم حي العكاري لتنتهي بحي أكدال. المشاركون في المسيرة حملوا لافتات وأعلام تروج لرمز الفدرالية وشعارها الانتخابي ولأبرز وجوهها السياسية المرشحة في استحقاقات يوم الجمعة. المسيرة كما أراد لها منظموها كانت صامتة حيث طاف المشاركون فيها شوارع الرباط دون هتافات أو شعارات سياسية ودعائية بل اكتفوا بالتواصل مع المواطنين وتسليمهم البرامج الانتخابي للفدرالية. مراجعة الدستور.. وعدم مع أي حزب سياسي وقال عمر بلافريج، وكيل لائحة فدرالية اليسار بدائرة الرباط المحيط، إنه جد متفائل بالحملة الانتخابية التي قدمتها فدرالية اليسار خاصة وأنها نجحت في التواصل مع "الحزب الأول"في المغرب ألا وهو حزب العازفين عن السياسية، حسب بلارفيرج، مضيفا أن فدرالية اليسار نجحت في التواصل مع هذه الفئة واختراقها لأنها تمثل خطا ثالثا مغايرا لحزبي "العدالة والتنمية" و"الأصالة والمعاصرة" المسيطران على الساحة السياسية. وأكد بلافريج أن الفدرالية ستعمل على المرافعة من داخل البرلمان من أجل مراجعة الدستور وأنها تطمح لتشكيل فريق برلماني يتموقع في المعارضة فهي لن تتحالف مع أي حزب "الفدرالية لن تكذب على الناس نحن خيار ثالث ولن نتحالف مع أحد وهذه المسألة محسومة. ويضيف بلافريج: "هدفنا هو أن يكون هناك صوت مختلف في البرلمان هو صوت الشعب لأننا سنناقش كل القضايا التي تؤرق المواطنين" في إطار ما يسميه بلافريج ب "استراتيجية النضال من داخل المؤسسات". فدرالية اليسار ستحقق تقدما كبيرا عن ما حققته في انتخابات 2015 من جانبه قال محمد الساسي القيادي بحزب "الاشتراكي الموحد"، والذي ترشح هو الآخر باسم فدرالية اليسار بحي المحيط إنه من خلال احتكاكه بالمواطنين في الحملة الانتخابية شعر أن هناك رغبة حقيقية من قبل المواطن المغربي للخروج مما أسماه "سندان الأصولية المحافظة" و"مطرقة تجديد السلطوية"، وأضاف الساسي أن أول شيء يلاحظه المواطن المغربي هو اختلاف حملة فدرالية اليسار عن باقي الأحزاب السياسية، لأن الفدرالية جندت متطوعين لا يتلقون أية تعويضات مالية كما أن هؤلاء المتطوعين خضعوا إلى تكوين لعدة أيام قبل انطلاق الحملة الانتخابية. وأضاف الساسي أن هناك وعيا كبيرا بأن التيار الذي تمثله الفدرالية سيحقق تقدما بالمقارنة مع النتائج التي حصل عليها في 2015 والنتائج التي تحصل عليها قبل هذا التاريخ أي في المحطات السابقة التي شاركت فيها الأحزاب الثلاثة المشكلة للفدرالية، موضحا أن مقاطعة التصويت كانت فقط في 2011 لأن المغرب كان يعيش ظرفا استثنائيا ولأن حزب "الاشتراكي الموحد" أحس أنه لو شارك آنذاك في انتخابات 2011 كان سيخون مبادئ حركة 20 فبراير والمقاطعة، حسب الساسي. نشارك ولا نطبع مع قواعد اللعبة السياسيةالمحامي والناشط الحقوقي عبد العزيز النويضي الذي كان مشاركا في مسيرة "فدرالية اليسار"، قال إن الفدرالية لديها حظوظا كبيرة في استحقاقات 7 أكتوبر، خاصة أنها مدعومة من الفئات المثقفة التي تفهم الحقل السياسي وتعرف بأنه موزع بين عدد كبير من الأحزاب التي لا تملك قرارها وليس لها مصداقية. وبين حزب "العدالة والتنمة" الذي يملك قراره لأنه حزب مستقل وهو ما يجعل السلطة تحاربة، على حد قول النويضي الذي يعتقد أن فوز حزب "العدالة والتنمية" مؤكد ل لم تحدث تلاعبات في استحقاقات الجمعة. وعبر النويضي عن أمله أن يأتي اليوم الذي تتفق فيه الأحزاب المستقلة التي تملك قرارها على كلمة سواء وعلى ميثاق للديمقراطية في اتجاه الدفع بالنظام الذي يلائم المغرب وهو الملكية البرلمانية الديمقراطية كما هي متعارف عليها عالميا. وأضاف النويضي أن فدرالية اليسار مكونة من أحزاب لاطالما رفضت التطبيع مع قواعد لعبة غير ديمقراطية وأن مشاركتها الحالية في الانتخابات لا تعني قبول قواعد لعبة غير ديمقراطية، ولكنها تنتهز فرصة الحملة الانتخابية للتواصل مع المواطنين وللدخول إلى المؤسسات والنضال من داخلها في آفاق تقوية نفسها للاستحقاقات القادمة، مشددا على أن الفدرالية ملزمة مستقبلا أن تذوب في حزب يساري كبير يؤمن بالمبادئ الديمقراطية وبالعدالة الاجتماعية ويجسد فعلا قيم الحداثة.