تخوض لائحة فيدرالية اليسار الديمقراطي بمقاطعة أكدال الرباط انتخابات يوم غد الجمعة برهان سياسي طموح لا ينحصر في توحيد فعاليات يسارية متفرقة فقط، بل إعطاء الدليل على أن هذه الوحدة يمكن أن تنجح في إقناع الناخبين بمنح مرشحي هذه اللائحة ثقتهم لتسيير شؤونهم المحلية. منذ انتخابات 2003 الجماعية واليسار، بشقيه المشارك والمقاطع، يحصد الهزائم، وحتى في حركة 20 فبراير لم يتمكن اليسار من تعبئة متظاهرين في حجم أؤلئك الذين عبأهم التيار الإسلامي. من أجل رفع هذا الرهان الحيوي بالنسبة لمستقبل اليسار في بلادنا حرصت فيدرالية اليسار الديمقراطي، كما يتضح من خلال لائحتها لمقاطعة أكدال الرياضبالرباط، على تجسيد طموح الوحدة من خلال أعضاء اللائحة أنفسهم. إلى جانب عمر بلافريج، وكيل اللائحة القادم من جمعية سياسية يسارية هي حركة "طموح وضوح، وشجاعة"، تجمع اللائحة مرشحين من مختلف مشارب الشتات اليساري. على سبيل المثال يوجد محمد فرج، أحد أعضاء اليسار المغربي منذ زمن الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، إلى جانب محمد الساسي، الذي غادر الاتحاد الاشتراكي في 2001 نحو الحزب الاشتراكي الموحد، وهند بنعمرو، عن حزب الطليعة الذي خرج من الاتحاد منذ 1983، ونشطاء يساريين من المجتمع المدني. يبدو أن هذه الوحدة لم ترق منافسي هذه اللائحة من المنتمين للحزب الذي يقوده إدريس لشكر ولائحة البديل الديمقراطي، الذين يظهر أنهم وراء هجومات إعلامية على لائحة فيدرالية اليسار الديمقراطي، تركزت بالخصوص على ترويج أن وكيلا هذه اللائحة لا يقطن بالعاصمة، بينما العكس هو الصحيح. لكن أعضاء لائحة الفيدرالية فضلوا الإعراض، على ما يبدو، عن هذه الهجومات ولم يصدر عنهم أي رد عنها، مركزين حملتهم الانتخابية على شعار "الخط الثالث". إلى جانب البرنامج المحلي، تحمل فيدرالية اليسار في هذا الاستحقاق الانتخابي شعارا سياسيا يتمثل في تقديم بديل مختلف في نفس الوقت عن مشروع الإسلاميين ومشروع البام. حضر هذا الشعار طيلة الحملة الانتخابية التي نشطها 150 متطوعا نظموا اتصالات مباشرة مع سكان الدائرة طيلة أيام الحملة، توجت بالمهرجان الخطابي الذي نظمته الفيدرالية في قاعة سمية بالرباط يوم الثلاثاء الماضي، بحضور نبيلة منيب، الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد، وسياسيين ومثقفين وفنانين يدعمون لائحة الفيدرالية. فقد كان من اللافت للانتباه، خلال هذه الحملة، أن لائحة الفيدرالية بأكدال الرياضبالرباط، حظيت بدعم مباشر من قبل مثقفين وفنانين من خارج الدائرة، تعبيرا عن دعمهم لمشروعها السياسي في حد ذاته.