تظاهر العشرات من مناضلي تحالف اليسار الديمقراطي وسط العاصمة الرباط، مساء أول أمس الثلاثاء، احتجاجا على ما وصفوه بالخروقات التي تطال الحملة الانتخابية في مختلف دوائر العاصمة، واستعمال المال بشكل مكثف، خاصة في الأحياء الشعبية بالعاصمة الإدارية للملكة. وردد نحو مائتي متظاهر، كانوا يرتدون أقمصة تحمل رمز الرسالة، وهي الشعار الذي اختاره تحالف اليسار الديمقراطي، لخوض استحقاقات 12 يونيو، شعارات من قبيل «وحدة وحدة يا يسار لتحقيق الانتصار»، و«ا لا هاد الشي ماشي معقول أين دولة القانون». ولوحظ غياب عدد من قياديي التحالف عن المسيرة التي كان من المقرر أن تنطلق من أمام محطة القطار بالرباط، على الساعة الخامسة والنصف، لتتأخر بأزيد من ساعة عن التوقيت الأصلي لها. وبينما أرجعت مصادر من التحالف سبب غياب أبرز قياديي التحالف إلى انشغالهم بالحملة الانتخابية، أشارت مصادر أخرى إلى ضعف تدبير طريقة الحملة الانتخابية من طرف «الرفاق». ويخوض تحالف اليسار الديمقراطي، الذي يضم حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي وحزب المؤتمر الوطني الاتحادي والحزب الاشتراكي الموحد، غمار الانتخابات الجماعية المقبلة، في ثلاث دوائر انتخابية بالعاصمة، حيث يقود نقيب هيئة المحامين بالرباط محمد أقديم لائحة الرسالة بدائرة حسان، ويترأس محمد الساسي لائحة التحالف في دائرة يعقوب المنصور، بينما جاء على رأس لائحة التحالف بأكدال الرياض محمد بناني. واستنادا إلى تصريحات مرشحي الرسالة، فقد صادفوا حالات عدة لاستعمال المال، ولكن صعوبة إثبات ذلك حالت دون تدخل السلطات، مشيرين إلى أن مرشحين، لم يصفوهم بالاسم أو الهيئة السياسية المنتمين إليها، بدؤوا في «تدريب» ناخبين على الطرق التي يضمنون بها أصواتهم، قبل أن يتسلموا الثمن مباشرة بعد الاقتراع لصالحهم يوم الجمعة المقبل. وفي سياق ذلك حاصر مجموعة من أنصار الحركة الشعبية، بشارع فرنسابالرباط، سيارة تابعة للجماعة كان يستعملها مرشح حزب الاستقلال ورئيس دائرة أكدال الرياض في حملته الانتخابية بنفس الدائرة، قبل أن يطلبوا تدخل رجال الأمن الذين حضروا إلى عين المكان، حوالي الساعة الحادية عشرة ليلا من مساء الثلاثاء، ليفتح محضر تم فيه الاستماع لمرشحي وكيلتي كل من حزب الحركة الشعبية والاستقلال. وبحسب مصادر مطلعة، فإن المصالح الأمنية المختصة قامت بفتح محضر وتم حجز السيارة موضوع النزاع والاستماع إلى كل الأطراف، مشيرة إلى أن حزب العدالة والتنمية الذي يوجد مقره بالقرب من الحادث قدم هو الآخر شكاية في الموضوع. إلى ذلك، أشارت هيئات المجتمع المدني بمدينة قلعة السراغنة إلى أن من وصفتهم «تجار البشر وسماسرتهم وجهوا ضربة إلى المسلسل الديمقراطي الهش في بلادنا»، عبر توزيع كثيف للمال الحرام على مرأى ومسمع من الجميع مقابل أداء القسم على القرآن الكريم كضمان لبيع الصوت الانتخابي، في تحد سافر لتوجيهات السلطات العليا وللدورية المشتركة لوزيري العدل والداخلية. ودعا بيان هيئات المجتمع المدني بقلعة السراغنة، توصلت «المساء» بنسخة منه، السلطة وشركاءها في العملية الانتخابية، من نيابة عامة وأمن وطني، إلى الخروج عن الحياد السلبي «للضرب بيد من حديد على أيدي تجار البشر»، صونا للمسلسل الديمقراطي وإعمالا للقوانين والأنظمة الجاري بها العمل، داعية كل الهيئات المدنية والسياسية والحقوقية إلى التصدي لتلك الممارسات المشينة لسماسرة الانتخابات.