04 أكتوبر, 2016 - 05:17:00 تأوي قاعة متواضعة في منطقة أكدال بالرباط مقر حملة عمر بلافريج، مرشح فيدرالية اليسار الديمقراطي، ووكيل لائحتها بدائرة الرباط المحيط. لافتات ''منيب وبلافريج'' على الجدران ومدرج مظلم ومنصة صغيرة، هنا يعمل الناشطون المتطوعون على تنظيم الحملة الانتخابية لبلافريج. يصرح إبراهيم كويجان، متقاعد ومتطوع في حملة الفيدرالية : "بلافريج يحمل مشروع مجتمع منفتح وديمقراطي وتعددي يحترم حقوق الإنسان وحرية التعبير". ويضيف كويجان، الذي يناضل في صفوف حزب ''الطليعة الديمقراطي الاشتراكي''، وهو في الخمسينات من عمره، أنه يرى هذه المرة بوادر تغيير "فالمجتمع يتحرك وتوجد جبهة تقدمية حقيقية من أجل إنقاذ البلاد". تتوخى حملة فيدرالية اليسار بالرباط بلوغ 300 ألف صوت، إنه التحدي الذي يرفعه بلافريج، مؤسس جمعية ''طموح وشجاعة''، الذي مضت سنة على انتخابه بمجلس مقاطعة أكدال-الرياض ومجلس مدينة الرباط، يثبت اليوم رفقة 8 من رفاقه (5 نساء، و4 رجال) أنه ''بإمكاننا ممارسة السياسة بشكل جديد، أريد أن أدافع وأن أطالب من داخل قبة البرلمان عن مسار آخر لبلادنا''، يلفت بلافريج، الذي يبدو عازما على تحقيق مبتغى حزبه، وهو تشكيل فريق برلماني يكون مغايرا لباقي التشكيلات السياسية. بلافريج، 42 سنة، مهندس من المدرسة المركزية لليون، والمدير العام ل"تيكنوبارك" يقول: ''عملي النضالي ليس وليد البارحة، وأنا شاب، كان لي شرف مجاورة عبد الرحيم بوعبيد، الذي يشكل شعاره ''السياسة أخلاق''، بوصلتي في العمل السياسي''، قبل أن يوضح: ''ناضلت في صفوف الاتحاد الاشتراكي، كانت تجربة سياسية مهمة ساهمت في تشكيل قناعاتي الفكرية، اليوم، سنحاول تشكيل فريق في البرلمان، لكي نُسمع صوتَ الشعب ونُحول مطالبكُم المشروعة إلى مبادرات عملية''، موجها بلافريج كلامه لأحد المواطنين. عند مدخل المدينة القديمة، وبينما تمر أمواج بشرية من المواطنين يحملون لافتات مكتوب عليها بخط رديء ''ادعموا مرشح الاستقلال''، يبدو بلافريج ورفاقه، غير مبالين ب''مسيرة الاستقلال''، ''عيب وحشومة هادشي..يعقوب المنصور خصها ناس مناضلين لا يوزعون الأموال..يصرح أنس حمام 23 سنة، متطوع في حملة فيدرالية اليسار، الذي أكد أن ''حزبه يعتمد على مناضلين واعون بحجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم. وعن أسلوب التواصل الذي تنهجه الفيدرالية يقول أحد المتطوعين: ''يتم اعتماد أسلوب طرق الأبواب وتقديم مطوية تضم لائحة المرشحين باسم الفيدرالية وتضم بعض نقاط من برنامجها الانتخابي''.
أمينة بوغالبي، عضو في الشبيبية الطليعية وشباب فيدرالية اليسار الديمقراطي، انخرطت منذ أسابيع في حملة فيدرالية اليسار، تؤمن بالخط الثالث وتتنفس يسارا جديدا يبعث الأمل في المستقبل: ''الفيدرالية تراهن على خوض حملة نظيفة تعتمد فيها على مناضليها من التنظيمات الثلاثة المكونة لها، وكذا المتعاطفين والمتطوعين (بعد خضوعهم للتكوين حول برنامجها الانتخابي وأهدافها)، وذلك بعيدا عن استغلال الأطفال أو المراهقين أثناء خوض الحملة، هذا من جهة ومن جهة أخرى تراهن الفيدرالية على خوض الحملة في جميع الدوائر التسعين التي تمت تغطيتها، بهدف التواصل مع المواطنات والمواطنين في أفق استمرار هذا التواصل حتى بعد انتهاء الحملة، كما تراهن على العمل المشترك بين مناضلات ومناضلي الأحزاب الثلاثة المكونة لها خلال الحملة الانتخابية والرهان الأخير هو تمثيل صوت الفيدرالية في البرلمان وقد برز ذلك من خلال الشعارات التي ترفعها الفيدرالية في حملتها الانتخابية : الفيدرالية= صوت الشعب في البرلمان''. دائرة الرباط المحيط (حي الليمون، حي المحيط، ديور الجامع، العكاري، يعقوب المنصور، المسيرة، حي الرياض، أكدال) التي يوجد على رأس لائحتها عمر بلافريج، إلى جانب الأستاذ الجامعي محمد الساسي، عضو المجلس الوطني لحزب الاشتراكي الموحد، الذي صرح لموقع ''لكم'' أن ''المنظمات الحقوقية ذات مصداقية سبقت أن رتبت الحملة الانتخابية السابقة لفيدرالية اليسار، كأنظف حملة مقارنة بباقي الأحزاب، ونريد تحضير عرض سياسي جديد للمغاربة في شكل حزب اشتراكي ديمقراطي قادر على تجاوز أخطاء الماضي''. ويراهن حزب ''الأصالة والمعاصرة''، في ذات الدائرة، على عبد الفتاح العوني، الموظف الجماعي، الذي يحظى بحسب ما عاينه موقع لكم بشعبية ''انتخابية'' واسعة في مقاطعة يعقوب المنصور، الذي كان يدبر شأنها عندما كان نائبا أولا لرئيسها السابق، عبد الحكيم بنشماش، الرئيس الحالي للمجلس المستشارين. وسيكون العوني، المعروف لدى ساكنة يعقوب المنصور بلقب "مول البونج''، في مواجهة ''حارقة'' مع عمر بلافريج، عن فيدرالية اليسار، ومحمد الصديقي، وكيل لائحة حزب ''العدالة والتنمية''، في الدائرة نفسها، الذي يدخل غمار هذه التشريعيات وهو ''منهك'' بالانتقادات والاحتجاجات، التي لحقته مؤخرا بعدما تم انتخابه عمدة على مدينة الرباط، إلى جانب، عبد القادر التاتو، الذي رشحه حزب ''التجمع الوطني للأحرار''، قادما إليه من ''الحركة الشعبية''، ومحمد بو الحسن، الذي يشغل حاليا نائب لعمدة الرباط، مرشحا عن حزب ''الاستقلال''، قادما من حزب ''التجمع الوطني للأحرار''.