19 غشت, 2016 - 02:20:00 أعادت واقعة استدعاء الكاتب الوطني للنهج الديمقراطي، مصطفى البراهمة،من طرف الفرقة العاشرة للبحث والتقصي التابعة لولاية الرباط للتحقيق معه حول عرض قدمه بمدينة وجدة سنة 2015، أشار خلاله إلى تورط الدكتور الخطيب في عملية اغتيال القيادي الاتحادي عمر بنجلون سنة 1975 ، تحريك القضية من جديد وجرت معها مرة أخرى سيلا من التساؤلات حول الجهات التي ارتكبت هذه "الجريمة اللغز"، والتي لازال يحيط بجوانبها الكثير من الغموض. فلماذا تم تحريك هذه القضية - بالذات - بعد مرور أربعين سنة على وقوعها في الوقت الذي ظن فيه عدد من المتتبعين أن هذا الملف طوي بشكل نهائي؟ ولماذا لم يتم تحريك باقي ملفات "الاغتيالات السياسية" بالمغرب خلال سنوات الستينات والسبعينات؟ الشبيبة الإسلامية المتهمة باغتيال بنجلون تتهم بدورها الدكتور الخطيب بتورطه في هذا الملف أكدت الشبيبة الإسلامية، لمؤسسها عبد الكريم مطيع، في بيان لها، تصريحات مصطفى البراهمة، حول ضلوع عبد الكريم الخطيب في عملية اغتيال القيادي الاتحادي عمر بنجلون، وأن الاستخبارات المغربية كانت على علم بهذه العملية، معتبرة أن مسؤولية الدولة ثابتة في هذا الاغتيال. وأوضحت "شبيبة مطيع" في نفس الوقت بأن "الخطيب نفسه اعترف بأن الملك الحسن الثاني أخبره أن بملف القضية وثائق تدينه بالتورط في التخطيط للاغتيال، واتهمه بذلك مباشرة وصراحة بصفته القاضي الأول في البلاد والأحكام القضائية تصدر كلها باسمه، ثم عندما حول الملك الملف إلى النيابة العامة كانت تلك الوثائق قد اختفت" وهو ما جاء على لسان عبد الكريم الخطيب في شريط موثق بالصوت والصورة بموقع "اليوتيوب"، يقول بيان الشبيبة الإسلامية. البراهمة: النهج الديمقراطي يرفض توظيفه في معارك لا تعنيه في نفس السياق، اعتبر الكاتب الوطني للنهج الديمقراطي، مصطفى البراهمة، أن بعث هذا الملف من جديد يدعو إلى الاستغراب، وأن المستهدف به بالدرجة الأولى هو "النهج الديمقراطي" ما دام أن مسألة اغتيال عمر بنجلون أصبحت حقيقة يعلمها الجميع، متسائلا عما إذا كان الحديث عن عبد الكريم الخطيب أصبح يدخل في خانة المقدسات. وأضاف البراهمة في تصريح لموقع "لكم"، في إشارة إلى المغزى من إثارة هذه القضية من جديد، وعما إذا كان المستهدف منها جهات أخرى غير "النهج الديمقراطي" : "ربما قد تكون هناك جهات تحاول توظيف "النهج الديمقراطي" في صراعات انتخابوية لا شأن للنهج بها، خاصة وأن مراكز القرار أصبحت متعددة في المغرب"، رافضا ما أسماه سياسة "الضرب تحت الحزام". منجب: تحريك قضية "اغتيال بنجلون" جاءت لأغراض انتخابية من جهته، اعتبر المؤرخ المغربي، المعطي منجب، أن تحريك هذا الملف ضد الكاتب الوطني للنهج الديمقراطي، بعد مرور سنة على تصريحاته، جاء لأهداف انتخابية واضحة، مؤكدا على الدور الكبير الذي لعبه عبد الكريم الخطيب في التقريب بين النظام السياسي بالمغرب والإسلاميين، الذي توج بانخراط حزب العدالة والتنمية في اللعبة السياسية، موضحا أن إثارة هذا الملف بعد أسابيع قليلة من انتخابات 7 اكتوبر جاء لغرض التذكير بمسؤولية الإسلاميين في اغتيال بنجلون وبعدائهم لليسار بشكل عام، وذلك بهدف التأثير في الانتخابات المقبلة من خلال توجيه أصوات الناخبين من المتعاطفين مع اليسار. أفتاتي: الدكتور الخطيب لا علاقة له بمقتل بنجلون ويرى عبد العزيز أفتاتي، البرلماني عن حزب العدالة والتنمية، أن تصريحات البراهمة تجانب الحقيقة، وهي تدخل فقط في خانة الدعاية، وقد تم استغلالها من طرف خصوم العدالة والتنمية لتشويه سمعة الحزب قبل خوض غمار انتخابات 7 اكتوبر المقبل، وأن استدعاء البراهمة جاء بناء على حديثه عن الملك خلال العرض الذي قدمه بمدينة وجد سنة 2015 وليس على كلامه عن عبد الكريم الخطيب. ونفى أفتاتي تصريحات البراهمة، التي اتهم فيها عبد الكريم الخطيب بالمشاركة في تصفية عمر بنجلون، موضحا أن الخطيب لا علاقة له بهذه القضية لأنه كان يعيش تهميشا حقيقيا خلال هذه الفترة، وأن سلوكه داخل جيش التحرير يشهد على ذلك، معتبرا أن أسلوب القتل ليس من سلوكيات هذا الرجل، وأن الجهات التي كانت تقوم بعملية القتل والاغتيالات السياسية معروفة لدى الجميع خلال هذه الفترة، دون أن يذكر إسمها.