بدأ المغرب إحصاء الخسائر التي سيتكبدها القطاع السياحي بعد تفجير في مقهى مزدحم في مراكش أسفر عن مقتل 15 شخصا ووصفته الحكومة بأنه «ارهابي». ولم يحدد المسؤولون المغاربة مرتكبي الحادث، الذي وقع الخميس، وقال محللون أمنيون غربيون إن من المرجح أن متشددين إسلاميين نفذوه في محاولة للأضرار بالقطاع الذي تعتمد عليه المملكة. وذكرت وزارة الداخلية المغربية أنه تم التعرف حتى الآن على هوية سبعة من بين قتلى الهجوم وعددهم 15. وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية إن اثنين من الضحايا هما رجل وامرأة يهوديان يعيشان في شنغهاي وان المرأة تحمل على ما يبدو جنسية إسرائيلية. وبكت السائحة الألمانية يوليا زاشو وأمها بينما كانتا تقفان خارج المقهى المحطم في ساحة جامع الفنا وهما تنظران إلى المكان الذي قالتا إنهما اعتادتا زيارته. وقالت زاشو «لا نفهم. مراكش مكان رائع. ما حدث كارثة للسياح». والهجوم الذي أسفر أيضا عن إصابة 23 شخصا هو الأشد فتكا في المغرب منذ قتل انتحاريون 33 شخصا في هجمات منسقة في الدارالبيضاء قبل نحو ثماني سنوات. ونقلت وكالة المغرب العربي للإنباء الرسمية عن وزير الداخلية الطيب الشرقاوي قوله «التحريات الأولية حول الاعتداء الذي استهدف أمس مقهى بمراكش بينت أن عملية التفجير تمت عن بعد وأن الأمر لا يتعلق بعملية انتحارية". وقال اثنان من السكان في مراكش كانا قرب الميدان لرويترز إن انتحاريا نفذ الانفجار لكن لم يصدر إعلان فوري بالمسؤولية. ونقل موقع لكم دوت كوم الإخباري عن مصدر أمني لم يسمه قال إنه مطلع على التحقيقات إن العبوة الناسفة تم تفجيرها بواسطة انتحاري أفرج عنه من السجن قبل نحو شهرين بعدما كان يقضي عقوبة السجن بتهمة الاغتصاب. ووقع الانفجار في وقت تتزايد فيه مشاعر القلق بشأن الاستقرار في الشرق الاوسط الذي تجتاحه منذ أشهر اضطرابات سياسية واحتجاجات حاشدة ضد نظم حكم شمولية. والسياحة أكبر مصدر للعملة الأجنبية وثاني أكبر قطاع يستوعب عمالة بعد الزراعة في المغرب. وزار وزير السياحة ياسر الزناكي مستشفى ابن طفيل حيث يجري علاج كثير من الضحايا بينهم عدد من الأجانب إصاباتهم خطيرة. وقال الزناكي إن من الصعب التحدث عن العواقب وان الأولوية تنصب الآن على أن نكون قريبين من الضحايا وأقاربهم. وفي مطار مراكش حيث قال مسؤول انه جرى تشديد الأمن لم يكن هناك ما يشير إلى أن سياحا قطعوا عطلاتهم. لكن الكثيرين قالوا إنهم سيعيدون النظر في زيارة المغرب في المستقبل. وقال متقاعد ألماني اكتفى بذكر لقب عائلته هيلجرز في المطار «لم أقدم موعد مغادرتي لكن بعض السياح في الفندق الذي أقمت فيه فعلوا ذلك. كنا دائما نعتقد أن المغرب بلد آمن.. الناس لطفاء للغاية. أعتقد أن ما حدث سيوجه ضربة قوية للسياحة. إنه يزعج الناس». وقال هشام نجمي الطبيب بمستشفى ابن طفيل إن المسعفين وجدوا مسامير في أغلب الجثث فيما يشير إلى أن من صنعوا القنبلة حشوها بشظايا لإحداث أكبر أضرار ممكنة. وبعد لحظات من الهجوم قال مصور لرويترز انه شاهد عمال الإنقاذ يسحبون جثثا ممزقة الأوصال من تحت حطام المقهى. *عن رويترز --- تعليق الصورة: سياح بمدينة مراكش