أدانت عدة جهات ومنظمات دولية التفجير الذي هز يوم أمس مقهى في مدينة مراكشجنوبي المغرب وقتل فيه 16 شخصا على الأقل وأصيب 23 آخرون، في حين بدأت الشرطة المغربية حملة تعقب لبعض من تشتبه في أنهم متورطون في التفجير. وأدان التفجير مسؤولون في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (ناتو)، والأمين العام للأمم المتحدة، إضافة إلى مسؤولي وقادة بعض الدول الغربية والعربية. عمل شائن واستنكر التفجير رئيس المفوضية الأوروبية خوسيه مانويل باروسو والممثلة العليا لشؤون السياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون في بيان مشترك أصدراه اليوم. أما الأمين العام للناتو أندريس فوغ راسموسن فقد أرسل رسالة تعزية يوم أمس الخميس إلى الملك المغربي محمد السادس أشاد فيها بالمغرب ودوره في "تعزيز التعايش السلمي". كما أدان مجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 عضوا الهجوم ب"أشد العبارات"، معربا عن تضامنه مع ضحايا ذلك "العمل الشائن"، وأسرهم. الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ومجلس الأمن الدولي نددا من جهتهما بالهجوم "الإرهابي"، ووصفه بان في بيان أصدره المتحدث باسمه أمس الخميس ب"المفزع"، منددا ب"استخدام العنف العشوائي ضد المدنيين الأبرياء". وبدورها أدانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الحادث ووصفته "بالإرهابي"، وأعربت عن تضامنها مع أسر الضحايا، وأرسلت برقية عزاء لمحمد السادس. وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون قالت في بيان لها الخميس إن بلادها تدين "بأشد العبارات" الهجوم الذي "قتل وجرح أبرياء"، وأضافت أن واشنطن عرضت تقديم كامل المساعدة للمغرب في التحقيق في ملابسات الحادث. وسارع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إلى الاتصال بملك المغرب بعد الهجوم واصفا إياه ب"الشنيع والهمجي والجبان" حسب ما أفاد مسؤول في قصر الإليزيه. وعلى المستوى العربي أدانت الإمارات العربية المتحدة تفجير مراكش ووصفته ب"الإجرامي". أما الناطق باسم وزارة الخارجية الجزائرية عمار بلاني فوصف التفجير بأنه "عمل دنيء يستحق الإدانة"، وقال إن الجزائر تدين هذا "الاعتداء الإرهابي الجبان". التفجير أسفر عن مقتل 16 شخصا حسب بيان رسمي (رويترز) حملة تعقب من جهة أخرى بدأت الشرطة المغربية حملة تعقب لبعض من تشتبه في أنهم متورطون في التفجير، الذي هز يوم أمس مقهى "أرغانة" في ساحة "جامع الفنا" وسط مدينة مراكش، التي تبعد 350 كيلومترا جنوب العاصمة الرباط. وحسب وسائل إعلام محلية فإن الشرطة تركز تحقيقاتها جزئيا على تقارير شهود عيان ذكروا أنهم شاهدوا شابا يحمل حقيبة على ظهره في موقع الهجوم يوم أمس. وتحقق الشرطة في عدة فرضيات بشأن التفجير، وتبحث ما إذا كان نفذه شخص أو عدة أشخاص يُعتقد أنهم ربما تركوا حقيبة تحوي متفجرات في المقهى وانصرفوا. وقالت وزارة الداخلية المغربية في بيان اليوم الجمعة إن عدد الضحايا وصل حتى الآن 16 قتيلا، وذكرت أن الضحايا بينهم مغربيان وفرنسيان وكنديان وهولندي. وفي السياق ذاته ذكرت وسائل الإعلام الفرنسية والهولندية أن من بين الضحايا ستة فرنسيين وهولنديا. ونقلت وكالة المغرب العربي للأنباء (وكالة رسمية) في وقت سابق عن وزير الداخلية المغربي الطيب الشرقاوي قوله إن التحقيقات الأولية تشير إلى أن التفجير كان "عملا إرهابيا" نتج عن عبوة ناسفة. وكان مسؤول حكومي رجح من قبل أن يكون الهجوم نجم عن هجوم انتحاري بعد العثور على مسامير في إحدى الجثث، إلا أن الشرقاوي رفض هذه الفرضية. وأمر الملك المغربي محمد السادس بفتح تحقيق في الهجوم الذي يعد الأقوى منذ تفجيرات عام 2003 في الدارالبيضاء التي أوقعت 45 قتيلا.