قالت الحكومة المغربية إن تفجير مقهى ساحة الفنا في مراكش نجم عن "عمل إرهابي" وسط تلميح لمسؤولية خلايا تنتمي لتنظيم القاعدة عن الهجوم الذي أوقع 15 قتيلا على الأقل ونحو 23 جريحا. ونقلت وكالة أنباء المغرب العربي الرسمية عن وزير الداخلية الطيب الشرقاوي قوله إن التحقيقات الأولية تشير إلى أن هذا كان "عملا إرهابيا" نتج عن عبوة ناسفة. وكان مسؤول حكومي رجح في وقت سابق أن يكون الهجوم نجم عن هجوم انتحاري بعد العثور على مسامير في إحدى الجثث إلا أن الشرقاوي رفض هذه الفرضية. وأبلغ الناطق باسم الحكومة خالد الناصري وكالة أسوشيتد برس أنه من المبكر الحديث عن الجهة المسؤولة عن الهجوم لكنه أشار إلى أن المغرب سبق له أن فكك عددا من الخلايا المرتبطة بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وأجهض عدة عمليات كان التنظيم بصدد تنفيذها. وقالت وزارة الداخلية إن 14 شخصا قتلوا في الهجوم وأصيب 23 آخرون إلا أن القناة الثانية بالتلفزيون المغربي قالت إن عدد قتلى الانفجار 15 منهم ستة فرنسيين وخمسة مغاربة وأربعة أجانب لم تذكر جنسيتهم. وتحدثت وكالة الأنباء الألمانية عن ارتفاع عدد القتلى إلى 18. وذكر رئيس قسم الطوارئ في مستشفى مراكش إن ثمانية سياح فرنسيين تلقوا العلاج إضافة إلى كندي وبريطاني وثلاثة مغاربة ونقل آخرون إلى المستشفى العسكري وبعض العيادات الخاصة. وأمر العاهل المغربي الملك محمد السادس بفتح تحقيق في الهجوم الذي يعد الأقوى منذ تفجيرات عام 2003 في الدارالبيضاء التي أوقعت 45 قتيلا. واستهدف الهجوم مقهى في ساحة جامع الفنا الذي يعد معلما سياحا بارزا يجتذب ملايين السياح الأجانب في المدينة التي تبعد 350 كيلومترا جنوب العاصمة الرباط. وسارع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إلى الاتصال بملك المغرب بعد الهجوم واصفا إياه ب"الشنيع والهمجي والجبان" حسب ما أفاد مسؤول في قصر الإليزيه. وأكد المسؤول كذلك مقتل السياح الفرنسيين. وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ إن سفير بلاده لدى المملكة توجه إلى مراكش دون أن يؤكد مقتل سياح بريطانيين في التفجير. وفي واشنطن أدانت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون "بأقوى العبارات الهجوم الإرهابي الذي قتل جرح مدنيين في مقهى بمراكش" ووصفته كذلك بالجبان. وقالت وكالة (أسوشيتد برس) إن ألمانيا قالت إن أيا من مواطنيها لم يصب بالهجوم لكنها شددت على ضرورة "ألا يؤدي إلى تقليل شأن العملية الإصلاحية التي انطلقت في المغرب". ووعد ملك المغرب بإصلاح الدستور لتهدئة المحتجين المغاربة الذين يستلهمون انتفاضات شعبية في دول عربية أخرى، لكن من المخطط تنظيم جولة جديدة من الاحتجاجات يوم الأحد. وندد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بدوره في "استخدام العنف العشوائي ضد المدنيين الأبرياء" وقال بيان صدر باسمه إنه "لا يوجد هدف سياسي يبرر أو يخدم مثل تلك الأعمال الشائنة". كما أدان مجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 عضوا الهجوم ب"أشد العبارات"، معربا عن تضامنه مع ضحايا ذلك "العمل الشائن"، وأسرهم. وأكد المجلس مجددا على أن "الإرهاب بكافة أشكاله ومظاهره يشكل واحدة من أخطر التهديدات على السلام والأمن الدوليين". (وكالات)