لمح وزير الاتصال خالد الناصري الجمعة إلى احتمال أن يكون تنظيم القاعدة على صلة بالتفجير الذي استهدف مقهى في مدينة مراكش الخميس وأدى إلى سقوط قتلى وجرحى . وقال الناصري الذي يشغل أيضا منصب المتحدث باسم الحكومة المغربية في مقابلة مع إذاعة " أوروبا 1 " الفرنسية " نظن ذلك منطقيا لأنهم على صلة بهذا النوع من العمليات الإرهابية والتي تؤدي إلى القتل " . غير أنه أوضح أن التحقيق لم يتوصل بعد إلى أدلة حاسمة تتهم القاعدة ، مشيرا إلى أن ذلك " نظرية نعمل على أساسها "، ولكن لا يمكن توجيه الاتهامات طالما لا يتم تأكيد ذلك . وكان التفجير الذي استهدف مقهى في مراكش الخميس قد أدى على مقتل 16 شخصا بينهم أجانب وإصابة نحو 23 آخرين بجروح ، وقد وصفته الحكومة المغربية بالعمل الإجرامي . وقال وزير الداخلية المغربي الطيب الشرقاوي إن التحقيقات الأولية تشير إلى أن هذا كان " عملا إرهابيا " نتج عن عبوة ناسفة . وقال خبراء أمنيون إن الهجوم جاء متسقا مع محاولات سابقة لنشطاء إسلاميين لتقويض نظام الحكم في المغرب باستهداف صناعة السياحة . في غضون ذلك ، دان مجلس الأمن الدولي والسكرتير العام للأمم المتحدة بان كي مون بشدة التفجير " الإرهابي " الذي وقع في مراكش . وأعربا عن تعاطفهما العميق وقدما خالص التعازي لضحايا هذا العمل " الشنيع " ولأسرهم وإلى الشعب والحكومة المغربية . وقال مجلس الأمن في بيان صحفي " يدين المجلس بأشد العبارات الهجوم الإرهابي الذي تسبب في سقوط العديد من القتلى والجرحى " . وأضاف " ويؤكد المجلس مجددا أن الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره يشكل واحدا من أخطر التهديدات للسلام والأمن الدوليين وأن أي أعمال إرهابية هي أعمال إجرامية لا يمكن تبريرها بغض النظر عن دوافعها ومكانها وموعدها ومرتكبيها " . وقال المكتب الصحفي للسكرتير العام للأمم المتحدة في بيان أصدره في وقت متأخر من مساء أمس إن بان كي مون أصيب بصدمة أيضا لدى سماعه نبأ الانفجار الذي قتل وجرح مغاربة وأجانب بما في ذلك عدد من السياح . وقال البيان إن بان " يكرر رفضه الثابت لاستخدام العنف العشوائي ضد المدنيين الأبرياء ويرى أنه ليس هناك مبررا سياسيا لمثل هذه الأعمال الشنيعة " . وأمر الملك محمد السادس بفتح تحقيق سريع وشفاف في التفجير، بحسب بيان للديوان الملكي. وأكدت الرئاسة الفرنسية وجود فرنسيين بين القتلى من دون أن تحدد عددهم . ودانت فرنسا الهجوم ووصفته بأنه " وحشي وجبان " . ومن المرجح أن يؤثر الانفجار الأخير على صناعة السياحة التي تمثل مصدرا رئيسيا للعائدات في المغرب الذي يكافح بالفعل للتعافي من آثار الأزمة الاقتصادية العالمية .