قال حركة التحرير الوطني الفلسطيني إن القيادة الفلسطينية "معنية جدا" بتسلم أرشيف الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات من تونس لتوثيقه. غير أن الحركة لم تحدد مكان حفظ الأرشيف، في حال تسلمه، حتى الآن. ويكتسب أرشيف عرفات في تونس أهمية كبيرة لدى الفلسطينيين لأن تونس كانت مقرا لمنظمة التحرير الفلسطينية منذ الخروج من لبنان عام 1982 وحتى تأسيس السلطة الفلسطينية بموجب اتفاق أوسلو مع إسرائيل عام 1993. وتتحدث مصادر فلسطينية أن أرشيف عرفات يتضمن جميع مراسلاته مع زعماء دول العالم والكثير من الأسرار التي تتعلق بالثورة الفلسطينية وعملياتها العسكرية وطبيعة علاقاتها مع الكثير من الشخصيات العربية والدولية ومصادر تمويلها. وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد أعلن، خلال استقباله رؤساء تحرير وسائل الإعلام التونسية خلال زيارته لتونس، أن القيادة التونسيةالجديدة وافقت على طلبه بتسلم أرشيف عرفات قائلا "لقد تم إبلاغنا أننا سوف نتسلم هذا الأرشيف". وقال أمين مقبول أمين سر المجلس الثوري لحركة "فتح" التي يتزعمها عباس إن القيادة الفلسطينية "معنية جدا" بتسلم الأرشيف "بغرض توثيقه وحفظه" معتبرا أنها خطوة "طبيعة وعادية تعبر عن الاهتمام بالتراث وتسليمه للجهات المعنية به". وتابع مقبول أنه سيجري تسلم الأرشيف وبحث إمكانية الاستفادة منه في قضايا تتعلق بتوثيق المرحلة المهمة التي قادها عرفات باعتبار ذلك حقا حصريا للشعب الفلسطيني وقيادته. وأضاف أن القيادة الفلسطينية لم تحدد حتى اللحظة المكان الذي سيتم فيه حفظ أرشيف عرفات قائلا إن قرارا بهذا الشأن ستتخذه القيادة في وقت لاحق. وبدد أي مخاوف من إمكانية استيلاء إسرائيل عليه، نافيا أن تكون السلطة الفلسطينية طلبت من إسرائيل السماح بنقل الأرشيف إلى الضفة الغربية أو أنها تتخوف من إمكانية استيلاء السلطات الإسرائيلية عليه، مؤكدا أن ذلك أمر غير وارد. كما أكد أنه لم يتقرر حتى اللحظة مكان حفظ الأرشيف الجديد سواء كان في الضفة الغربية أو العاصمة الأردنية عمان مشيرا إلى أن ذلك سيتقرر لاحقا. إلى ذلك، نفى القيادي في الحركة أن يكون النظام التونسي السابق برئاسة زين العابدين بن علي رفض سابقا طلبا فلسطينيا بتسليم الأرشيف، موضحا أن القيادة الفلسطينية لم يسبق أن قدمت طلبا رسميا بهذا الخصوص. --- تعليق الصورة: الملك الراحل الحسن الثاني يستقبل عرفات وفي الخلف يبدو الملك محمد السادس، ولي العهد آنذاك