تحقيق: نيك فايدج من بني ملال 26 نوفمبر, 2015 - 12:32:00 هذا التحقيق الذي ينشر موقع "لكم" نسخته العربية، بالاتفاق مع صحيفة "الديلي ميل" البريطانية، وبالتزامن مع نشرها لنسخته الانجليزية، يسلط الضوء على قضية الصور التي نسبت على نطاق واسع للانتحارية "ايت بولحسن"، وهي في الواقع صور امرأة تدعى نبيلة بقاشة. تحقيق "الديلي ميل" الذي فتحته مباشرة بعد ان علمت من موقع "لكم" بمزاعم السيدة بقاشة، طابقت فيه أقوال السيدة بقاشة والسيدة التي اتهمت بتسريب الصور للاعلام، التي نفت نفيا قاطعا، وقدمت رواية اخرى. كما كشفت الصحيفة عن معطيات أخرى أبرزها أن السيدة المتهمة بالتسريب تعرف الانتحارية ايت بولحسن، وتعرف ايضا، بالطبع، نبيلة بقاشة. نورد في ما يلي النص الكامل للتحقيق : صورتان لامرأة بريئة قدمتا على أنهما لحسناء أيت بولحسن، قريبة عبد الحميد أباود، العقل المدبر لعمليات باريس الإرهابية. نبيلة بقاشة، من بني ملال في المغرب، تقول إنها المراة التي تظهر في الصور وتقول: "حياتي انقلبت رأسا على عقب. أنا ضد العنف". صورة صدمت العالم: تظهر فيها المرأة التي فجرت نفسها في العملية الإنتحارية في باريس مسترخية وعارية في الحمام. إلا أن "ميل أون لاين" تستطيع اليوم أن تكشف أن تلك الصورة، إضافة إلى صورة أخرى رفقة صديقتيها، ليست صور المرأة التي توفيت في باريس، بل إنها مرأة مغربية بريئة وقعت ضحية انتحال هويتها نبيلة بقّاشة تقول اليوم: أريد أن يعرف العالم أنني لست إرهابية نبيلة تبلغ من العمر 32 سنة، وهي أم لثلاثة أطفال، وُصفت في بلدتها بأنها 'إرهابية'، مع أنها هي نفسها عرضة لخطر "داعش"، وأُرغمت على الإدلاء بتصريح للشرطة وقالت نبيلة: "إن صورتي لا علاقة لها بحسناء أيت بو لحسن، هذه صورة شخص آخر". 'هذه صورتي أنا، نبيلة، إنسانة عادية، لها مهنة متواضعة وتعيش مع أطفالها قريب: حسناء آية بولحسن، التي يعتقد أنها قريبة العقل المدبر المفترض لهجمات باريس، ماتت خلال مداهمة شنتها الشرطة لشقة في باريس بحثا عن عبد الحميد أباعود. أباعود هرب من بلجيكا الى سوريا لينضم إلى "داعش" ويتولى مهام الشنق و التجنيد، وكان واحدا من أهم المطلوبين في العالم وتعتقد السيدة بقّاشة أنها تعرضت للخيانة من قبل امرأة كانت صديقة لها، ولكن وقعت خصومة بينهما حصلت "ميل اون لاين" على الصورتين، الأولى تظهر امرأة في الحمام و الثانية مع صديقتين لها، ونشرتهما يوم الخميس في الأسبوع الماضي، وبعدها بقليل أعادت الصحف المغربية نشرها وقتها كان يعتقد أن حسناء أيت بولحسن فجرت نفسها بحزام ناسف عندما تدخلت الشرطة بحثا عن قريبها، العقل المدبر للمجزرة حصلت "ميل أون لاين" على صور مساكن في فرنسا، بالقرب من الحدود الألمانية، حيث عاشت حسناء أيت بولحسن مع والدها وخارج بيته خلال السنوات الاخيرة وقبل نشر الصور حصلنا على تأكيد من خمسة أشخاص بأنها صورة المرأة التي توفيت. أحد هؤلاء الأشخاص ذهب الى حد الادعاء بأنه أحد أقاربها، وبكى عندما شاهد صورة المرأة في الحمام. بريئة: نبيلة بقّاشة (يسار) تقول إنها تريد أن يعرف العالم أنها وقعت ضحية لانتحال هويتها و أنها ليست إرهابية بقّاشة، أم ثلاثة أطفال، بين 7 و 12 سنة، علمت بأن صورتها نشرت في وقت مبكر من يوم الجمعة. وقالت نبيلة: "اطلع أصدقائي على المقالات. وكان ذلك يوم الجمعة حوالي الساعة الرابعة فجرا". وتابعت "إتصلوا بي و قالوا إن صوري منشورة في الصحف المغربية، مع مقالات عن حسناء الإرهابية". واستطردت قائلة: "فتحت صفحات الصحف على الإنترنت على هاتفي ورأيت المقالات. أصبت بالصدمة والذهول. ومنذ ذلك الحين بدأت مشاكلي في المغرب". وقد تعرضت السيدة بقاشة للسخرية من طرف الجيران والمارة في الشارع، وأضطرت إلى الإدلاء بتصريح للشرطة حول تلك المقالات. وقالت: "اليوم قضيت أربع ساعات في مركز الشرطة من أجل الإستماع إلي. لم أقض يوما جيدا". وأضافت: "لم أنم منذ صباح الجمعة. وبالكاد استطيع أن اتناول الطعام. أريد فقط أن أعيد الأمور إلى نصابها. منذ يوم الجمعة تغيرت حياتي: مزيج من الغضب، والخوف، والصدمة النفسية، كل شيء". "خسرت وظيفتي، إتصل بي المدير وألغني أنه لا داعي للمجيء للعمل" تؤكد المتحدثة. وقالت بقاشة ان صديقة سابقة لها هي التي التقطت لها الصورة في الحمام بواسطة هاتفها المحمول. إلا أن صديقتها قالت ل" ميل أون لاين" إنها ليست مصدر الصورة التي التقطت في الحمام. وقالت السيدة بقاشة إنها "اندهشت من سلوك هؤلاء الذين سربوا الصورة الى العموم". وأضافت: "حتى أنا لم أحصل أبدا على نسخة من هذه الصورة". وأوضحت قائلة: "عندما بلغ إلى علمي ما فعله هؤلاء، انتابني شعور سيئ، إنه فعل فظيع، وغير مقبول. هل هي الغيرة، أم الانتقام، لا أدري ما دفعهم للقيام بما قاموا به، يجب أن يكونوا مجانين ليفعلوا هذا". وتابعت " لا أعرف كيف أقدموا على هذا التصرف. لقد عرضوا حياتي للخطر لأن الجميع يعتقد الآن أنني إرهابية". اتصل الصحفي الإستقصائي المغربي، سعيد السالمي، عن صحيفة "لكم" الإلكترونية، ب" ميل أون لاين "، بعد أن نشر خبر تصريحات السيدة بقاشة التي ادعت فيها أن الصور صورها. وقامت " ميل أون لاين" بسحب الصور على الفور وفتحت تحقيقا لتقصي ما حدث وأوفدت فريقين صحفيين إلى كل من المغرب و"كروتزوولد" في فرنسا. "ميل أون لاين" الآن مقتنعة بأن المرأة التي في الصورة هي بقّاشة. وكانت السيدة بقّاشة وصديقتها السابقة التي تعرف "ميل أون لاين" هويتها ولكنها قررت أن تخفيها قد عاشتا معا بعدما هاجرت بقاشة الى فرنسا وهي في سن المراهقة. وأكدت بقاشة: "عندما ذهبت إلى فرنسا لأول مرة إلى فرنسا، لم أكن أتكلم الفرنسية بشكل جيد وساعدتني". واسترسلت قائلة: "أبواها مغاربة و لكنها فرنسية. كنا نتكلم اللغة العربية مع بعضنا، ولكن، فيما بعد وقعت خصومة بيننا". إلا أن هذه المرأة نفت ذلك عندما اتصلت بها "ميل أون لاين" خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضية، ونفت علمها بالطريقة التي عممت بها الصورة، غير أنها اعترفت أنها سبق لها أن شاهدتها، كما اعترفت أنها كانت صديقة للسيدة بقاشة. وقالت إنها "تعتقد أن الصورة التي التقطت في الحمام كانت متداولة على نطاق واسع في المحيط الذين كانت تعيش فيه السيدة بقّاشة" انها "تعرف المراة التي توفيت في باريس خلال تدخل الشرطة". إلا أن السيدة بقّاشة لا تعرف المرأة المتوفاة، ولا قريبها الإرهابي، حيث قالت "لا أعرف حسناء". وأوضحت قائلة "زرت باريس مرة واحدة فقط، وكان ذلك في رحلة مدرسية سنة 1999". وأعلنت النيابة العامة الفرنسية يوم الجمعة الماضي أن حسناء أيت بو لحسن لم تفجر نفسها، ورجحت أن تكون ضحية قريبها عبد الحميد أباعود. وشدت السيدة بقّاشة على أنها ترغب في أن يزول كل لبس أو ربط بين اسمها وما حصل في باريس. وأضافت قائلة: "لا أعرف أيا من هؤلاء الإرهابيين. أنا ضد العنف.' وتابعت "ماذا سيقول أهالي الضحايا عندما يشاهدون صوري؟ هذه المرأة هي التي قتلت ذويهم وأحباءهم؟" وختمت بالقول: "أنا بريئة ولست إرهابية". نبيلة بقاشة في فيديو مع موقع "لكم" من بلدتها من بني ملال - المصدر: ينشر هذا التحقيق تزامنا وبإتقاف مع صحيفة "الديلي ميل" البريطانية.