بعد انفراد "اليوم 24″ بنشر القصة الحقيقية للصور التي نشرتها وسائل إعلام دولية، وفي مقدمتها "دايلي ميل" البريطانية، على أنها ل"انتحارية باريس"، حسناء بولحسن، ليتضح أنها لمواطنة مغربية تنحدر من مدينة بني ملال ولا علاقة لها مطلقا بحسناء التي قتلت في عملية سان دوني الأربعاء الماضي، علم الموقع أن "دايلي ميل" اتصلت رسميا بالمغربية نبيلة وقدمت لها اعتذرها عما وقع. وقالت نبيلة، في اتصال مع "اليوم 24″، أن مسؤولين من إدارة "دايلي ميل" اتصلوا بها على هاتفها الخاص، ولجأوا إلى مترجم أبلغها اعتذارهم وأسفهم العميق على الزج بها في قضية حساسة لا علاقة بها لا من قريب أو بعيد. وأبلغ المترجم نبيلة، نقلا عن مسؤولي "دايلي ميل"، أن الخطأ الذي وقع جسيم، مشددين في حديثهم معها على حقها الكامل في اتباع الخطوات التي تراها مناسبة لرد الاعتبار، بما فيها اللجوء إلى القضاء. كما أبلغ المترجم نبيلة استياءهم العميق من الوقوع في مثل هذا الخطأ. هذا وأكدت نبيلة للموقع أن المسؤولين الذين اتصلوا بها أكدوا لها واقعة شراء الصور بمقابل مادي، رافضين الكشف عن الجهة التي باعتهم إياها على أنها "انتحارية باريس"، واكتفوا بالقول: "صحيح لقد اشترى صحفي ينتمي لهيئة التحرير صورك من شخص معين دفع له مبلغا ماليا للحصول عليها"، حيث أكد لهم أنها فعلا لانتحارية باريس. وبمقارنة الصور "المعروضة للبيع" مع الصورة الوحيدة التي تسربت عن حسناء بولحسن، قريبة عبد الحميد أباعود، العقل المدبر لهجمات باريس، كان الشبه كبيرا إلى درجة استعصى معها الانتباه إلى أن الأمر قد يتعلق بشخص آخر. ووعدت إدارة "دايلي ميل" نبيلة بنشر اعتذار رسمي لها، كما سحبوا الصور المنشورة بشكل نهائي من إصداراتهم ووعدوها باتصال ثان للاستمرار في مناقشة القضية. إلى ذلك، ومباشرة بعد نشر "اليوم 24″ للقصة الحقيقية للصور، وانفراده بإنجاز فيديو مع المعنية بالأمر التي تجاوبت مع طلب الموقع، تهاطلت عليها المكالمات الهاتفية من كل حدب وصوب، من داخل المغرب وخارجه، وهو ما ساعدها في تجاوز الأزمة التي عاشتها بعد نشر صورها وربطها بالإرهابية حسناء بولحسن، حيث عاشت لحظات رعب حقيقية خوفا على حياتها وحياة أبنائها، الذين يعيش أحدهم بالديار الفرنسية، وصار يواجه مشاكل من أقرانه، الذين نعتوه ب"ابن الإرهابية".