قال عبد الإله بنكيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية إن فقدان الثقة في الحكومة وصل لدرجة جد متدنية، ما بات يتطلب انتخابات سابقة لأوانها، واعتبر أن شهية رئيسها عزيز أخنوش للصفقات العمومية زادت مع ترأسه للحكومة. وأضاف بنكيران الذي حل ضيفا على طلبة معهد الدراسات العليا للتدبير "HEM" أن هذه الحكومة لم تحل مشاكل المغرب، وإذا استمرت واستمر معها فقدان الثقة فسنصل لشيء "ماشي هو هذاك". وزاد "هذه الحكومة مانجحاتش، لو كانت نجحت لطلبنا أن تبقى..".
وأشار إلى أن كل الأحزاب تريد أن تكون في الحكومة والبرلمان، لكن الأحزاب المتعقلة ينبغي أن تغلب مصلحة المواطنين والبلد على مصلحتها، وإذا كانت الحكومة ناجحة وتخرج البلد من الأزمات "ومانكونوش مهددين بما يشبه الربيع العربي" فمرحبا، لكن هذه الحكومة بمختلف أحزابها خاصة الحزب الذي يترأسها متعثرة. واعتبر الأمين العام للبيجيدي أن المغرب يحتاج لانتخابات سابقة لأوانها بسبب غياب الثقة، فالشارع يموج في المظاهرات والاحتجاجات والإضرابات، والحكومة المفروض أن تملأ الفضاء، وأن يتجاوب معها الناس، وقال "خلينا نديرو انتخابات سابقة لأوانها وإذا بغات تطلع من جديد تطلع". مشددا على ضرورة تغيير الحكومة، ولو مع الحفاظ على التشكيلة الحزبية. ونبه بنكيران إلى التضارب الكبير في المصالح لدى أخنوش، خاصة بعد فوز شركته بصفقة تحلية مياه البحر ومنحه إياها الدعم وتخفيضه الضريبة لصالحها، وقدومه للبرلمان من أجل الدفاع عن ذلك، معتبرا أن الحكومة كان ينبغي أن تسقط وأن يقدم استقالته في حينها. وقال المتحدث إن المفروض في أخنوش من مركزه أن يكون حريصا على مصلحة الشعب والدولة، وهذه الأخيرة لا تنجح بالإشهارات والإعلام والبهرجة وإنما بالمعقول والثقة، لكنه عندما أصبح رئيس حكومة تفتحت شهيته أكثر، وبات يدخل في المناقصات وتضارب المصالح، ويحاول التهام كل شيء، بشكل غير قانوني. وردا على تحميل الحكومة مسؤولية الأزمات لعوامل خارجية وللجفاف، أكد بنكيران أن الجفاف معطى بنيوي يعيشه المغرب منذ سنوات طويلة، ودور الحكومة أن تستخدم الوسائل لمعالجة المشاكل وأن تكون على قدر المسؤولية. وانتقد الأمين العام للعدالة والتنمية سياسات الحكومة في عدة مجالات، وعلى رأسها ما يتعلق بمؤشر الدعم الاجتماعي الذي حرم فئات واسعة من المغاربة من الدعم، وحرم الكثير من الأرامل من الأموال التي كانوا يتلقونها، فضلا عن حرمان الكثير من الأسر من التغطية الصحية بعدما كانت تستفيد من "راميد"، واستفادة المصحات الخاصة من التأمين الإجباري عن المرض. واعتبر بنكيران أن السياسة فيها مؤامؤة عظمى، هي أن هناك بعض الناس ينفرون الآخرين منها ويشوهون السياسيين حتى تبقى لهم السياسة لوحدهم، وهي مؤامرة قديمة جعلت الكثير من أطر الدولة والأحزاب المحترمة تذهب للهامش. ودعا بنكيران المغاربة لفهم أن السياسة هي التي تحدد ثمن النقل والخبز والصحة وغيرها، وعليهم الدخول للسياسة، حتى وإن لم يدخلوا للأحزاب التي لا تزال للأسف صورتها غير سوية، يجب أن يشاركوا في الانتخابات لأن الذي يصوتون عليه سكون في مكان اتخاذ القرار. ودافع بنكيران عن حظوظ حزبه في الانتخابات المقبلة، مشيثرا إلى جاهزيته وحزبه لترؤسها، معتبرا أن أي حزب سياسي في المغرب لا يحاول أن ينال المرتبة الأولى لا يستحق العمل السياسي، لأن المرتبة الأولى تعطي الفرصة للحزب من أجل العمل، وإلا فسيكون مجال عمله محدودا. وأكد أن حزب العدالة والتنمية كما سقط في الانتخابات الأخيرة يمكنه أن يقفز من جديد ويحقق نتيجة جيدة، مبرزا أنه جاهز وقادر على قيادة الحكومة "وسنقوم بجهدنا في المؤتمر التاسع ليمر بشكل جيد ونختار قيادة جديدة وقد تبقى القيادة الحالية، وبين المؤتمر وانتخابات 2026 التي من الراجح أن تكون في شتنبر فسنقوم بواجبنا، وهناك تفاعل مهم للمجتمع مع العدالة والتنمية".