دعا عبد الإله بنكيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، اليوم الخميس، رئيس الحكومة عزيز أخنوش إلى تقديم استقالته بسبب تماديه في تضارب المصالح، محذرا من انعكاس تصرفاته على فقدان الثقة في المؤسسات والدولة، وهو الحال الذي أخرج الناس للاحتجاج في 20 فبراير 2011. وقال بنكيران في ندوة نظمها حزبه حول تضارب مصالح أخنوش "هذه المرة يظهر لي أن أخنوش لا يمكن أن يستمر في مهمته، إذا كان الأحرار يبقى أسيدنا يجيبو شخص آخر، لكن هاد رئيس الحكومة، كايدير مشاكل ومكايعرفش تا يديرهم وكايحصل". وأشار الأمين العام للبيجيدي إلى أنه في المغرب، وعندما تبالغ حكومة أو مؤسسة، فهناك في الدولة من يقوم بمهم "تجباد الوذنين"، وأضاف "لا أريد أن أقول كالرميد بأن الدولة العميقة نعمة، لكن أعرف أنه كاين لي كايجبد الوذنين، وكايقول باركا". وشدد المتحدث على أن المطلوب ممن يسير الشأن العام ويترأس الحكومة بالخصوص، أن يكون على أعلى قدر ممكن من النزاهة، وألا يدخل نفسه والمقربين منه في المصالح الاقتصادية، وهو ما انتبهت له القوانين ومنعته، لكن الذين يترأسون الحكومة اليوم أخذوا كل شيء، فهم من يستورد العسل والأغنام والأبقار، ويأخذون على ذلك ملايير الدعم العمومي، التي تعود وتوظف لصالحهم في الانتخابات. ولفت بنكيران إلى أن ما يقوم به أخنوش من تضارب للمصالح غير مسبوق رغم أنه ليس رجل الأعمال الأول الذي يترأس الحكومة، فقبله كريم العمراني وادريس جطو، وما يقوم به أخنوش "حشومة وماشي معقول وخطير". وتوقف رئيس الحكومة الأسبق في كلمته على صفقة تحلية مياه البحر بالدار البيضاء التي فازت بها شركة لأخنوش، واستنكر كيف أنه يرأس الشركة الفائزة، ويرأس الحكومة، ويرأس اللجنة التي قدمت الدعم لشركته، فهو شارك في الصفقة وانتقاها لتفوز ثم خفض الضريبة على شركته الفائزة، ثم عاد ليمنحها دعم 217 مليار سنتيم من المال العام ضدا على القانون، ثم جاء للبرلمان ليكذب ويقول إنها لم تحصل على الدعم وهو ما يفنده بلاغ سابق له. واعتبر بنكيران أن هذا التضارب، ودخول رئيس الحكومة مع المستثمرين في منافسة غير شريفة وغير قانونية لأنه هو من يتخذ القرار، ينفر المستثمرين ورجال الأعمال الذين هم العنصر الأساسي في الاقتصاد، ويزرع في نفوسهم الخوف باستثناء المستثمرين الكبار المدعومين من بلدانهم القوية كأمريكا وفرنسا. وحذر بنكيران من أن المواطنين سيفقدون مع هذه السلوكات الثقة في المؤسسات من حكومة وبرلمان وأحزاب، وربما يفقدون الثقة في الدولة ككل، وهذا الأمر هو ما أخرج الناس في 20 فبراير، وخاطب أخنوش قائلا "أنت أخنوش لا تضمن شيئا، السياسة تدور وتجيب مفاجآت، 20 فبراير لم نكن نتخيلها". كما ذكّر الأمين العام للبيجيدي بالزيادات التي يفرضها أخنوش عبر شركته للمحروقات على المواطنين، وهو ما كان موضوع تغريم من مجلس المنافسة، وقال "فين غادي أأخنوش بهاد الفلوس، غي كاتجمع، ألم تقرأ قصة قارون". وحذر بنكيران من مهاجمة الحكومة لمؤسسات الحكامة، كما هو الحال مع هيئة النزاهة بسبب تقريرها الذي يفضح الفساد، وما يقوم به الوزراء من طعن وتنقيص بالمؤسسة التي نص الدستور على استقلاليتها عن الحكومة حتى لا تطغى هذه الأخيرة.