دافع عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية رئيس الحكومة الأسبق، عن "طموح" حزبه للعودة إلى رئاسة السلطة التنفيذية، مفيدا بأنه ظلّ يفكر لمدة طويلة بعد نتائج انتخابات الثامن من شتنبر بأن "المصباح من المستحيل أن يقفز عدد مقاعده من 13 نائبا إلى 100 مثلا، لكي يتصدر ويقود الحكومة"، مستدركا :"بعدما رأيت أحزابا عدة تتعارك على المرتبة الأولى، بت أتساءل عما يمنع تصدرنا الانتخابات المقبلة". الأمين العام لحزب "المصباح"، الذي كان يتحدث خلال لقاء مفتوح مع طلبة معهد الدراسات العليا للتدبير "HEM"، ضمن مبادرة تواصلية استضاف فيها الأخير شخصيات عدة سياسية وتدبيرية وازنة، أكد في تعقيبه على ما بدا "تنافسا سياسيا مبكرا بين أحزاب الأغلبية يسائل موقع التنظيمات المعارضة، وضمنها البيجيدي"، أنه ما "دامت تراجعت مقاعد الحزب من 125 إلى 13، فمن الطبيعي أن يحقق النقلة ذاتها ولكن في المنحى التصاعدي، شريطة قيامه بالواجب". وشدد عبد الإله بنكيران، في هذا الصدد، على أن "أي حزب سياسي في المغرب لا يحاول الظفر بالمرتبة الأولى لا يستحق العمل السياسي في البلد؛ فإذا لم تكن أنت الأول لن تستطيع القيام بشيء (إنجاز) فيه". وأضاف المسؤول الحزبي فيما بدا أيضا إجابة عن التساؤلات حول طبيعة قيادة "البيجيدي" بعد مؤتمر أبريل: "جاهزون، وهنا لا أتحدث عن نفسي؛ فالدستور يتحدث عن حزب جاهز، ومن فيه يقدر على المهمة. سوف نعمل ما في جهدنا لاختيار قيادة بعد المؤتمر، قد تكون الوجوه الحالية نفسها أو أخرى". وأكد الأمين العام لحزب العدالة والتنمية أنه "إذا صوّت المؤتمر على قرار بَارَكا عبد الإله بنكيران، فلن يرجع، غير أنه في نهاية المطاف من غير المقبول النزول عند رغبة 6 أو 7 أشخاص يرفضون ضدا على الأغلبية". وأفاد بأن "فشل الحكومة سبب كاف لرجوع العدالة والتنمية"، مردفا: "لو كانت نجحت لطالبنا بأن تبقى. ما يهمنا ليس الأشخاص، بقدر ما هو مصلحة الوطن"، مشيرا إلى أن "ثمة مؤامرة في السياسة، تتمثل في وجود منفرين منها ومشوهين لها، وهي التي تركت عددا من أطر الدولة والأحزاب ينزون إلى هوامش المجتمع". وأخبر بنكيران طلبة معهد الدراسات العليا للتدبير وعموم الحاضرين بأن حزبه "اقتنع كمعارضة بأن الحكومة لم تقدم حلولا، وإذا استمر الوضع على ما هو عليه؛ فظلت الثقة تنقص، سنصل إلى ما لا يحمد عقباه"، مضيفا: "لذلك نقوم بما نراه مناسبا لمنع ذلك". وفي هذا الصدد، لم يخف المسؤول الحكومي السابق تصور حزبه بأنه "محتاجين لانتخابات سابقة لأوانها، نظرا لأن الثقة مفقودة، ونحن نرى الإضرابات الكثيرة التي مرت بالنسبة لطلبة الطب وفي التعليم". المعهد ينفتح وعلى هامش هذا الحدث، قال لحسن أقرطيط، أستاذ الأنظمة السياسية والعلاقات الدولية بمعهد الدراسات العليا للتدبير "HEM"، إن "تنظيم هذا اللقاء مع الأمين العام لحزب العدالة والتنمية رئيس الحكومة السابق، يأتي في إطار الأنشطة الموازية التي دأب المعهد على تنظيمها، وتندرج في إطار انفتاحه على المحيط السياسي الوطني والدولي". وأورد أقرطيط، ضمن تصريح لهسبريس، أن "هذا اللقاء يؤشر إلى أن الجامعة فضاء للنقاش والحوار السياسي البناء، ومن شأنه تعميق الوعي السياسي للطلبة، وتعزيز حس المواطنة والوطنية لدى هؤلاء الشباب"، مستحضرا "الخطابات الملكية التي أوعزت للمؤسسات الرسمية وغير الرسمية المساهمة في الدينامية التي يعرفها المغرب على المستوى السياسي والاقتصادي". وذكر أستاذ الأنظمة السياسية والعلاقات الدولية بمعهد الدراسات العليا للتدبير "HEM" أن "هذه الخطابات تطرقت كذلك إلى الذي يجب أن تقوم به هذه المؤسسات للمساهمة في بناء القوة الصاعدة، خصوصا أن الطموح كبر بشكل كبير وغدا بحق قوة إقليمية صاعدة". وزاد: "بالتالي من المفروض انخراط كل النخب والطبقات السياسية من أجل المساهمة في ترسيخ مكانة المغرب الإقليمية". وأعاد الأستاذ الجامعي نفسه التذكير بأن "هذه اللقاءات مناسبة مفتوحة لكل الفاعلين بجميع مشاربهم السياسية والفكرية"، وقد "جرى تنظيمها مع جملة من السياسيين والاقتصاديين، بمن فيهم أجانب ووزراء خارجية استضافهم المعهد أثناء زياراتهم للمغرب".