توفي جان ماري لوبان "الرمز التاريخي لليمين المتطرف في فرنسا"، اليوم في فرنسا عن 96 عاما. تمتع لوبان بشخصية مزجت بين ميوله للشعبوية والفصاحة والجاذبية، وساعد في إعادة كتابة معالم السياسة الفرنسية في مسيرة امتدت 40 عاما من خلال استغلال استياء الناخبين من الهجرة وأمن الوظائف.
وأمضى جان ماري لوبان حياته في القتال بطريقة أو بأخرى، سواء كجندي في حروب فرنسا الاستعمارية، أو كمؤسس لحزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف الذي تنافس باسمه في خمس انتخابات رئاسية، أو في نزاعاته مع بناته وزوجته السابقة التي كانت في كثير من الأحيان تجري علنا وبضراوة. وأصاب لوبان العالم بالصدمة حين وصل إلى الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية عام 2002، قبل أن يفوز عليه جاك شيراك بأغلبية ساحقة بعدما قرر الناخبون دعم محافظ من الأحزاب الرئيسية بدلا من جلب اليمين المتطرف إلى السلطة لأول مرة منذ أن حكم المتعاونون مع النازيين البلاد في أربعينيات القرن العشرين. وكان السياسي الراحل قوميا صريحا وشديد الانتقاد للاتحاد الأوروبي الذي اعتبره لوبان مشروعا يغتصب السلطات الوطنية للدول، واستغل نوع الاستياء الذي دفع بريطانيا إلى التصويت لصالح الخروج من التكتل. صاحب الجدل لوبان دوما، فقد طاردت اتهامات العنصرية الجبهة الوطنية منذ اللحظة التي شارك فيها في تأسيس الحزب في عام 1972. في عام 2016، أدانه القضاء الفرنسي لآخر مرة وفرض عليه غرامة بعد أن وصف غرف الغاز النازية بأنها "مجرد تفصيلة" من تاريخ الحرب العالمية الثانية، مكررا تصريحات تسببت في إدانته أكثر من مرة في الماضي. واعتبر القضاء ذلك إنكارا لجرائم حرب. وأثار التعليق غضبا في فرنسا التي قامت فيها الشرطة باعتقال وترحيل آلاف اليهود إلى معسكر النازية في أوشفيتز عام 1942. وحين سئل عما إذا كان يندم على التعليق قال "أنا متمسك بهذا لأنني أؤمن بالحقيقة".