حمزة محفوظ - مخيم فينتيميليا للاجئين- ايطاليا 17 أكتوبر, 2015 - 12:28:00 "لقد وصل فوج جديد من اللاجئين" يصرخ بالانجليزية أحد منسقي المخيم. تقفز شابة ايطالية من مكانها وهي تصفق بكامل يديها، بعينين نكسوهما البهجة "ناجون جُدد، ناجون جدد". تنطلق إجراءات الاستقبال في المخيم، الحديث هنا خليط من اللغات المكسرة وحركات الأيدي وتعابير الوجوه. يتم تسجيل الأسماء ومنح كل لاجئ أرقام هواتف للاتصال. بعد ذلك ينطلق اجتماع لشرح كيفية التعامل مع مختلف أجهزة الشرطة اذا قبضت على المهاجرين وطرق الإجابة على أسئلتهم. يشرح النشطاء الأوروبيون التفاصيل بالانجليزية والايطالية والفرنسية وتترجم الى العربية. الأغلبية الساحقة من المهاجرين هنا، من السودان، بلد الطيب الصالح، صاحب رواية «موسم الهجرة الى الشمال». وفي حين أن بطل الرواية، مصطفى سعيد، مر عبر مصر ليصل الى انجلترا في رحلة للعلم والمجون. فأغلب العابرين من مخيم فنتيميا، والذي يجدد سكانه بحركة الذهاب والوصول كل يوم. أغلبهم هرب من السودان نتيجة الحروب في جنوبه، ثم مر عبر ليبيا، بضع أسابيع أو بضع سنوات. وقرروا الهجرة- الهرب شمالا بعد الفوضى التى عمت فيها وحروب السودان التي انفصل عن جنوبه، وجنوبه الذي ما تزال مستمرة فيه الحروب. "العصابات أحرقت منزل عائلتي على من فيه بجنوب السودان، ما أدى لوفاة أمي وجدتي وتفرق العائلة الذين لا ندري الى الآن مصير بعضهم. فهربت للخرطوم وانطلقت في دراسة الحقوق بالجامعة هناك. قبضت علي الشرطة من الحرم الجامعي وعذبوني لأخبرهم مكان أبي الذي كان ناشطا في أحد الأحزاب اليسارية. لم أكن أعرف، حرروني بعد أشهر فقررت الهرب الى ليبيا. عوملت بها كحيوان لأني أسود، وتم القبض علي وطلب فدية من أخي لتحريري. لم يكن أمامي الا الهرب من جديد." يقول عبد المولى وهو يكشف أثار التعذيب الذي أنهك جسده بعينين احمرتا من أثر التعب ووجه ألحفته الشمس. قصة مخيم -فنتميليا- اعتبره الكثير من المهاجرين الذين نجحوا في العبور، المكان الأول الذي ضمن لهم الكرامة والأكل والتعليم. استمر في تقديم خدماته ستة أشهر، قبل أن تدمره السلطات الإيطالية. من الحظ الكبير زيارته أسبوعا قبل احتلاله بقرار ايطالي لننقل القصة في هذا التقرير المفصل. في انتظار العبور الفوضى في ليبيا تجعلها المعبر يشرح عبد الرحمن، وهو شاب سوداني في الثامنة والعشرين من عمره. درس الفيزياء في الخرطوم قبل المغادرة الى ليبيا. الوضع في ليبيا بأنه كارثي، إن حوادث قتل الأجانب من العرب والسود صار متكررا هناك. إذ لا يجد الغرباء هناك من يحميهم من العصابات المسلحة والتي لا يحاسبها أحد في حال خطفت أو حتى قتلت الناس. ثم انهيار العملة الليبية نتيجة حالة الفوضى والتهريب جعلت الأوضاع المادية تتعقد بدورها. يقول "قبل الأحداث، كانت الحدود مراقبة والهجرة صعبة الى حد ما من الجهة الليبية. كما كان الناس يرغبون في البقاء هناك والصبر على العنف والعنصرية التي يواجهونها، نتيجة الأجور المرتفعة وقيمة العملة الليبية أمام العملات العالمية. الآن العملة انهارت". وحدد أحمد أنه مر في المركب بين ليبيا وايطاليا، مقابل ثلاثمئة أورو اذ قال: "المبلغ بين ثلاثمائة وخمسمائة أورو يكفي. لقد كان المهربون لطيفين معنا، وأخذوا معنا حتى أولئك الذين لا مال لهم. إنهم فقط يريدون أن لا يثير أحدهم المشاكل حتى لا تنطلق حرب بين العصابات. والدولة التي يُفترض فيها أن تحمي الحدود، رجالها وممثلوها يحمون أنفسهم برجال العصابات." صرخة "ح/هرية" المسموعة على الساحل مراكب الأغنياء المقيمين على الجانب الفرنسي، والأثرياء القادمين من إمارة موناكو الغير بعيدة، تتجول في البحر الممتد الهادئ تحت نور البدر المكتمل. الحركة في البحر لا تزعجها الحدود، فقط في البر يوجد المعبر والأسلاك والهراوات المنتصبة. والشرطة لا توقف إلا السيارات التي تشك أن فيها مهاجرين بناء على علامات الإرهاق وسواد البشرة أو سمرتها نتيجة التعرض للشمس. أسباب عنصرية تُعتمد لكشف المهاجرين المفترضين وتأخير سيرهم. إنه أول أيام الخريف، وفي أقصى غرب إيطاليا، علامات التشوير تخبرنا أنه لا يفصل بين المخيم وفرنسا، التي تشكل هدف أغلب اللاجئين هنا، سوى كيلومتر واحد. "فقط كيلومتر واحد ونتجاوز كل هذا القلق!". في الساعة التاسعة مساء، تنطلق مجموعة لتعبر عبر الجبال الوعرة فيما تبدء مظاهرة أمام المعبر. تشتبك الأيدي بين النشطاء الايطاليين والمهاجرين العرب. يبدو أن هدف المظاهرة هو إثارة الضجيج للفت الانتباه. طبول وزغاريد ونواقيس ورقص أمام المعبرين، وسط الطريق الذي على يمينه الحاجز الإيطالي وعلى يساره من الجهة الأخرى الحاجز الفرنسي. العرب يصرخون "حرية"، والنشطاء الأوروبين ينطقونها "هرية". والجميع يرقص على إيقاع الضربات على الطبول. لاجئون عالقون بمخيم فينتيميليا سد النشطاء الطريق وسط احتجاج بعض الراغبين في العبور وتعاطف البعض. كونت شرطة الحدود الايطالية سلسلة لحماية المعبر. وعلا الضجيج وسط الوقفة، إلى درجة صار صوت الطبل فيها مزعجا وبدى واضحا أن ذلك مقصود. بدء عدد من المتظاهرين الملثمين يتقلص. اللثام واجب على اللاجئين من أجل أن لا تجد الشرطة الفرنسية أدلة على أنهم مروا من إيطاليا وتعيدهم لها. بعد ساعة من التظاهر، وبداية تناقص أعداد المتظاهرين، هجمت الشرطة الإيطالية على المتظاهرين بالضرب. هرب اللاجؤون وتماسك النشطاء الأوروبيون مشكلين حلقة أمام العنف وعلت صرخة موحدة بينهم "نو بوردر نو نايشون، ستوب دبرتيشون" أي "لا حدود، لا أوطان، أوقفوا عمليات الترحيل".
نزل جزء من المهاجرين الى الصخور الملاصقة للبحر وبدؤوا يطلقون الحجارة على الشرطة التي لم تتردد في الضرب بقسوة. تراجعت الشرطة وسط الصرخات تاركة سبع جرحى تم نقلهم الى الخلف ليسعفوا بعضهم البعض بالأدوية والمراهم التي يتوفرون عليها. "إنها المرة الأولى التي يضربون فيها بهذه القوة" تخبرنا ناطاشا. وفرة المساعدات وازدحام في المخيمات قدمت ناطاشا من الجانب الفرنسي هي ومجموعة من صديقاتها لتنقل الأخبار من مارسيليا. فيما جاء صديقها دانيال من باريس لنقل أخبار العاصمة. وجاء آخرون من مدن وبلدان مختلفة ليحكوا الأخبار الجيدة والسيئة. "اللجوء في باريس صار أشبه بالعذاب. أنصحكم بتحاشي باريس. الشرطة هناك عنيفة ومهيجة ومراكز الإيواء التي سبق أن احتتلناها ممتلئة على آخرها. نحن نحاول إيجاد أماكن بديلة الآن. لكن أنصحكم بتحاشي باريس مؤقتا." قال الناشط الباريسي الذي يدرس الصحافة ويذهب ويجيء كل أسبوع من العاصمة إلى فنتيميليا. على عكسه شرحت ناطاشا أن رفاقها في الجنوب الفرنسي استطاعوا احتلال مكان جديد لإيواء عدد إضافي من المتدفقين. مصنع قديم مساحة غرفته الرئيسية ألف متر وسط مارسيليا، سيكون جاهزا في الأسابيع القليلة القديمة. وفي الوقت الذي جلبت الشابة عشرات الحقائب مملوءة باللباس والغطاء، أخبرها المنسقون أن التبرعات في مخزن المخيم وصلت لحد ألزم عليهم رفض تبرعات جديدة. مما اضطرها لإعادة تحميل التبرعات في الشاحنة وإطلاق مجموعة من الاتصالات لإيجاد مخيم تنقصه المساعدات واللباس. الفوضيون و"دعاة الدين" والبسطاء تتكثف في المخيم وعبر أوقات محدودة وجهات نظر مختلفة، يحاول حملتها تدبير التعايش مع الآخرين وفي حين آخر فرض وجهات نظرهم بمختلف وسائل الاقناع أوالضغط. في مساء كل ليلة تجيء شاحنة محملة بوجبة العشاء لسكان المخيم. الوجبة يتم تنسيقها من القائمين على أحد المساجد الغير البعيدة. شباب ملتحي بين المكلفين بتوزيع العشاء يتحدثون بعربية مكسرة مخلوطة بكلمات فرنسية عن الخلق والخالق والتوبة. تقترب ناشطة شيوعية للحصول على إناء من وجبة الكسكس وفي يدها اليسرى قنينة بيرا. يقول لها أحد الملتحين: "العصير أحسن من البيرا، ولذلك تم تحريمها في الاسلام". فتجيبه: "إذا كان ذلك صحيحا فأنا أتركه لك، أنا أفضل البيرا وأترك الأحسن لك ولأصدقائك." يخبرنا كريم فيما بعد أن الدعاة القادمين من المساجد يأمرون اللاجئين بعدم الرقص مع النشطاء في المخيم، وتحاشي التعامل مع النساء منهن، والابتعاد عن دق الموسيقى والاستماع إليها فذلك "حرام في الإسلام". «كنا نسمعه ونحن نأكل الكسكس اللذيذ كل ليلة، حتى إذا ذهب وإخوانه عدنا للرقص وبحثنا عن الجعة». الى جانب شباب المسجد الذي يجلبون العشاء يوميا، هناك رجال الدين المسيحيين الإيطاليين الذين فتحوا أبواب الكنائس بأمر من البابا، يقدمون خدمات جيدة للاجئين. تخبر آنا كروسطا أنه لم يعد بوسع رفاقها النشطاء الشيوعيين مهاجمة الكنيسة في هذا التفصيل. فالأمور تبقى حسنة الى حد ما في الملاجئ والمخيمات التي تشرف عليها الكنائس. أغلب النشطاء الشباب الذين يسيرون الملجئ من المجموعات اللاسلطوية والفوضوية والأممية والشيوعية بمختلف تلويناتها. المهاجرون في المقابل بسطاء ينحدرون من مناطق فقيرة ونائية. لا هم لهم خلافات المجموعات التي تسير المخيم، والدعاة الأعاجم الى الاسلام، القادمين محملين بقصاعي الكسكس للعشاء والمواعظ عن "سيدي ربي"، والمساعدات التي توفرها الكنائس ورجالها والتي تشكل بديلا ممكنا بشكل دائم. السؤال الكبير يُطرح على الجميع "هل تعرف متى سيصل علي الدور لأعبر؟ وهل بريطانيا أفضل كوجهة نهائية، أم السويد؟!". الجميع سيعبر بعد أيام على الرغم من المظاهرات اليومية والعنف الذي تقابل به أحيانا، والأجواء المتوترة بالمخيم والخوف من مهاجمته وضربه من طرف الشرطة. يبقى اليقين بأن الجميع سيمر في حد أقصاه العشرة أيام، ليواصلوا طرقهم المرغوبة ويتركوا الأماكن للقادمين الجدد. يشرح أحمد بالعربية والانجليزية في اجتماع الصباح. "أعينونا يا جماعة الخير بصبركم. سجلوا معلوماتكم في القوائم وشاركوا في دروس تعلم اللغات. رجاء لا تفضحونا بالسرقات، فالأوروبيين معنا في المخيم هدفهم مساعدتكم. وبدل أن تسرق هاتف سنعطيك هاتف، واذا احتجت الأنترنت أخبرنا وندبر الأمر. اصبروا، وسيتم التواصل معكم أول ما يصل عليكم الدور. الله يعينكم على الوصول وعلى خير". يقول أحمد، هو الذي قرر البقاء في المخيم بعد أن وضع طلبه باللجوء في ايطاليا وبدء يشتغل لصالح المخيم مسهلا التواصل بين اللاجئين من أبناء بلده الأصل، والنشطاء من بلده الملجئ. حدود الدولتين وحد العنف تخوف المهاجرين من قبض الشرطة عليهم، يجعلهم صيدا سهلا للعديد من أشكال العنف. التقينا عبد الرحمن في مرتفع يحاول أن يجد طريقا سالكا بين الفجاج الوعرة لجبال الألب. أحرق عبد الرحمن أنامله حتى لا تعيده الشرطة الفرنسية أو الايطالية وبقية بلدان العبور إلى بداية الطريق. إذ بين دول شينغن اتفاق يقتضي بإعادة اللاجئين الى البلد الأول الذي نزلوا فيه من أعضاء الاتحاد. تعرض عبد الرحمن كما العديد من رفاقه السابقين في المخيم للسرقات من المهربين المفترضين. "أخبروني مهربون التقيتهم قرب محطة ميلانو أنهم سيوصلوني في سيارة أنيقة لن تفكر الشرطة في تفتيشها، دفعت لهم مائتي أورو. لكنهم أخبروني أن عندهم معلومات تفيد بتشديد المراقبة في النقطة الحدودية، ثم هرولوا بسيارتهم بعد أخذ المال." نسأله لماذا لم يخبر الشرطة، فيجيب بطريقة استنكارية "كيف تريد أن ألجأ لمن أديت لأهرب منه أول الأمر؟!" وجها لوجه... لاجئون وقوات الشرطة الإطالية.. والبحر في نفس الليلة نعود للمخيم. نجد احدى ممثلات منظمة أمنستي أنترناسيونل التي تزوره للحديث مع القاصرين الذين لم يبلغوا بعد 18 سنة، وجدت عشرة: من السودان وجيبوتي وسيناء وسورية. بحثت السيدة عن مترجم بين العربية والفرنسية فتطوعنا. "كم أعماركم؟" "-14- 15- 16- 17"، فتشرح "من واجب الدولة الفرنسية أن تحميكم، اتصل الآن بصديق مشرف على سكن للشباب، سيتم توفير السكن والدراسة والتطبيب لكم. سأرى إمكانية أن آخذكم معي الليلة. اجمعوا أشيائكم وتجهزوا." عمت الفرحة أوجه الشباب، وبدؤوا يودعون رفاقهم في المخيم ويتبادلون النصائح والتبرعات. النشطاء قاموا بتجهيز لائحة للمحاميين والنشطاء الذين يُفترض الاتصال بهم في حالة وقوع أي مشكل. وانطلقت الرحلة وسط دموع الفرحة للعالقين أكثر منها على ملامح العابرين المفترضين. قسمنا الشباب على مجموعتين وواصلتُ ترجمة النصائح والارشادات. "قد تأخذكم الشرطة للحجز ليلة، لكنهم سيرحلوكم الى مخيم الشباب غذا. لا تخافوا ولا تهربوا. واجب على الدولة الفرنسية أن تحميكم." وصلنا للنقطة الحدودية وشرحت ممثلة المنظمة سبب مجيئها وحقيقة مرافقيها، فأجابت الشرطة بنبرة محتدة "سنقبض عليك يا سيدتي اذا لم تتراجعي في ظرف خمس دقائق، بتهمة المساعدة في الهجرة السرية. هل عندك غرفة كبيرة وتفضلين المراهقين لذلك تريدين العبور بهم؟! أنت لست أول من يفعل ذلك!". العجوز الفرنسية أصابتها الصدمة والخرس، تراجعت المجموعة والاحباط في الوجوه. قصص الحب والجنس والاغتصاب الشرطي الذي كان يكلم الممثلة عن المنظمة العالمية بطريقة غير لائقة، يلمح للاستغلال الجنسي الذي بدءت القصص عنه تتردد على الألسنة. تأتي عجائز ثريات خاصة من موناكو على بواخر فخمة. ينتقين عبر سماسرة أوسم المهاجرين، ثم تنقل اللائحة للثرية التي تختار أحدهم لتنقله على متن مركبها، فالشرطة الفرنسية لا تراقب مراكب الأثرياء، مقابل الاستغلال الجنسي وتلبية الرغبات الغريبة لهن. وعلى الرغم من أن أغلب الضحايا من بين المهاجرين، فقد يكون منهم أحيانا من يستغل ظروفه الجديدة وتحرر من حوله، ليصير جانيا. طيلة اليومين التي قضيناها في المخيم لم يكن من حديث للصحافة الايطالية وخاصة المحلية منها، سوى عن فضيحة اغتصاب مهاجر من السينغال، لناشطة، بالمخيم. الحدث تم قبل ثلاثة أشهر. لكن المغتصبة لم تتوجه الى الشرطة بعد أن ضغط عليها رفاقها حتى لا تزر وازرة وزر أخرى، ولا تجد الشرطة الايطالية الحدث مناسبة لمهاجمة المخيم بمن فيه. وذلك ما حدث فعلا، حملة اعلامية شرسة، انتهت بدخول الشرطة الى المخيم وتفكيكه والقبض على مجموعة من النشطاء. قبل أن تنظم مسيرات متعددة في الجانبين الفرنسي والايطالي، ومفاوضات مع الدولة الايطالية، تقرر نتيجة لها اخلاء سراح المعتقلين وعدم تبصيم المهاجرين وايوائهم في مستوطنات للاجئين تشرف عليها. بعد أسبوع من زيارة فينتميليا، قامت الشرطة بتدمير المخيم الذي شكل نقطة العبور. التقيت في مارسيليا بمعاوية، أحد الشباب السودانيين الذين كنت قد تعرفت عنهم في المخيم. سألته عن الرسالة التي يرغب في توجيهها للأوربيين، فأجاب: "يجب أن يفهموا أننا لسنا مجرمين، لقد اضطررنا للهجرة لننجوا بحياتنا." "وللعرب؟" سألته. «الكف عن الظلم والعنصرية، لو كانت في بلداننا مساواة وعدالة لما كانت قامت الحروب، ولولا تلك الحروب لما كنا اضطرنا للهجرة والتخلي عن أوطاننا».