علمت «الاتحاد الاشتراكي» أن السلطات الأمنية الفرنسية تواصل، منذ بداية الأسبوع المنصرم، تجميع إفادات عن عدد من المهاجرين غير النظاميين، من بينهم مغاربة، تسللوا إلى الجنوب الفرنسي بعدما وصلوا إلى الأراضي الإيطالية عبر ليبيا. وكشفت مصادر مطلعة ل«الإتحاد الاشتراكي» أن ليبيا تحولت إلى بوابة جديدة لمجموعة من المغاربة المرشحين للهجرة السرية من أجل الوصول إلى الضفة الشمالية للبحر الأبيض المتوسط عبر صقيلية ولمبيدوزا. وأوضحت ذات المصادر أن عددا من المهاجرين غير النظاميين المغاربة كانوا تسللوا إلى الجنوب الفرنسي بعدما غادروا مراكز الإيواء الإيطالية، يتم الاستماع إليهم من أجل تحديد مسار إنطلاقهم نحو بلدان أوروبا الشمالية وكذا طبيعة ممراتهم لعبور المتوسط. وأضافت نفس المصادر أن مجموعة من الشباب المغاربة وصلوا الأراضي الإيطالية بعدما تبعوا مسارا جديدا مثل السوريين والصوماليين والايريتيريين عكس مسار طنجة طريفة الجزيرة الخضراء الذي يفضله المهاجرون غير النظاميين القادمون من بلدان جنوب الصحراء.وأضافت المصادر ذاتها أن عددا من المغاربة المرشحين للهجرة السرية الراغبين في الوصول إلى بلدان أوروبا الشمالية، حولوا مطار محمد الخامس الدولي إلى معبر جديد نحو مياه البحر الأبيض المتوسط من خلال اقتناء تذاكر رحلات جوية بين البيضاءوتونس العاصمة ومنها إلى جربة. وأفادت أن العاصمة التونسية تحولت أيضا، بعد العاصمة الاقتصادية الدارالبيضاء، إلى نقطة البداية في رحلة العبور نحو الضفة الشمالية للبحر الأبيض المتوسط عبر مدينة جربة في الحدود التونسية الليبية في اتجاه ميناء مسراطة، ومنه إلى المياه الإيطالية. وأضافت نفس المصادر أن ثمة عددا من سماسرة التهجير السري نحو إيطاليا ينشطون في الثالوث المغربي التونسي الليبي، يعملون على رسم مسار رحلة المرشحين للهجرة ويحددون توقيت مغادرتهم وكذا الاتفاقات لدفع إتاوات العبور لتأمين الطريق بين تونس وليبيا إلى ميناء موانئها والتي لا تقل قيمتها عن 250 دولارا أمريكيا، فيما قدرت مصادر متطابقة تكلفة الرحلة بحوالي 4 آلاف دولار يوفرها السواد الأعظم عبر قروض شخصية أو بنكية.. وقضى 800 شخص في غرق مركب صيد الاحد الماضي قبالة سواحل ليبيا حسب ما أعلن ممثلا المفوضية السامية لشؤون اللاجئين والمنظمة الدولية للهجرة فجر أمس الثلاثاء، وذلك بعد ساعات على إعلان خطة عمل أوربية لمواجهة مأساة المهاجرين في المتوسط. وأعلنت الشرطة الإيطالية خلال الليل أن اثنين من الناجين وهما تونسي وسوري يشتبه بأنهما القبطان وأحد أفراد طاقمه أوقفا على متن مركب تابع لخفر السواحل. وقرر الاتحاد الأوربي أول أمس الاثنين عقد قمة استثنائية الخميس من أجل مواجهة مأساة المهاجرين في البحر المتوسط، وذلك بعد سلسلة من حوادث الغرق أوقعت مئات القتلى منذ مطلع العام. وصرح رئيس مجلس أوروبا دونالد توسك أنه "«لا يمكننا الاستمرار على هذا النحو، ولا يمكن أن نقبل أن يموت مئات الأشخاص وهم يحاولون عبور البحر للوصول إلى أوروبا"»، وذلك خلال إعلانه عن القمة الاستثنائية لرؤساء الدول والحكومات الخميس. وحذر ديمتريس افراموبولوس المفوض الأوروبي المكلف بالملف من أنه "«إذا لم نتدخل الآن، فإن الأزمة ستتخذ أبعادا خطيرة في الأشهر المقبلة»"، وعرض خطة عمل من عشر نقاط ستكون بمثابة «أساس العمل» في قمة الخميس. وعرضت الخطة أول أمس الاثنين على وزراء خارجية وداخلية الاتحاد الاوروبي. وهي تنص على زيادة بمقدار الضعف للأموال المخصصة لمهمة ترايتون للمراقبة البحرية التي سيكون بإمكانها القيام بدوريات على نطاق أكبر، وسيتعين عليها المشاركة في عمليات الإنقاذ. كما تنص الخطة على ضبط وتدمير القوارب التي يستخدمها المهربون، لكن يجب أن تحصل هذه النقطة على موافقة الأممالمتحدة وإقناع بعض الدول المترددة، لا سيما بريطانيا.