كلهم متشابهون، سواء كانوا أثرياء أم من أفقر الناس.. إنه حال الدول العربية، من الجمهوريات معدومة الدخل إلى المملكات الثرية، والذين تحدثوا عن فضائح جمال وعلاء مبارك... وعن فضائح الساعدي وسيف الإسلام القذافي، وعن عائلة الطرابلسي أصهار زين العابدين بن علي، بإمكانهم أيضا أن يتحدثوا عن أبناء وبنات الرئيس اليمني، علي عبد الله صالح، الذي احتفل الاثنين الماضي 21 مارس بعيد ميلاده 69، بمزيد من التمسّك بالعرش وليس بالكرسي، ولو على جثث أبناء اليمن الفقراء، وسيحتفل بثلاث وثلاثين سنة من الحكم، قضى 21 سنة منها على رأس اليمن الموحدة، والبقية على رأس الجمهورية العربية اليمنية، أي اليمن الشمالي في زمن التقسيم. وكلها سنوات جعلت الرجل يشعر بأنه، خُلِقَ لكي يعيش ويموت في السلطة. كان علي عبد الله صالح من الأوائل الذي نادوا بالتوريث، قبل مبارك، وبدأ يحضّر أبناءه للجلوس على عرش اليمن، ومنهم بالخصوص أكبرهم أحمد علي عبدالله صالح. قام الزعيم اليمني في زمن الهدوء بخرجات أبّهة مبالغ فيها، زادت من غضب اليمنيين البسطاء، الذين يعلمون أن بلادهم مصنفة ضمن أفقر عشر دول في العالم، وقد حلم الرجل بحياة البذخ التي يعيشها جيرانه الخليجيون، فانضم إلى مجموعة دول الخليج كرويا، وتمكن من تنظيم النسخة الأخيرة من كأس الخليج العربي، بمساعدة قوية من الكويت والمملكة السعودية، وحتى زواج أبنائه جعله حدثا وطنيا، حيث صرف عليهم أكثر مما يصرف أمراء الخليج على حفلات أبنائهم. وجلس أبناء الرئيس في قصر فاخر في صنعاء، وهم أحمد وخالد وكنعان يحيى محمد مثل الأمراء يحملون الخنجر وأيضا البندقية. وعندما بدأت رياح الثورة تعصف باليمن وأصبح الوريث غير وارد إطلاقا، قام بتعيين أبنائه كديبلوماسيين في الولاياتالمتحدةالأمريكية، حيث كشفت وثيقة أمريكية عن تعيينات غريبة لخمسة من أبناء علي عبد الله صالح وأبناء شقيقه، في السفارة اليمنية بالولاياتالمتحدةالأمريكية، وهم كنعان وزوجته بصفة ملحقين إداريين، وخالد علي كملحق تشاوري، وصلاح علي وزوجته كملحق أمني، والعقيد تيسير صالح علي كملحق عسكري، ومحمد صالح الأحمر كملحق اقتصادي. والغريب أن اليمن وهي من البلدان المحافظة، أكثر من المملكة العربية السعودية، سيما ما يخص المرأة، لكن ظهرت فيه بنات الرئيس اليمني للعلن، وسافرن إلى عدة بلدان أوروبية وإلى لبنان، وأصبحن يهتمن بالمودة، ومنهم الدلوعة عز الله علي عبد الله صالح، التي قامت بعمليات تجميلية على طريقة نانسي عجرم وهيفاء وهبي في بيروت، وظهرت صورها في كبريات المجلات العربية والخليجية بالخصوص، وصارت ترعى الكثير من النشاطات النسوية في اليمن، رغم أن تعليمها مثل إخوتها الذكور عادي جدا.