تقع قرية الألوان الملونة على بُعد نحو 32 كيلومترًا شمال مدينة أكادير، وهي قرية صغيرة ذات طابع فريد من نوعه في المغرب. تتزين مباني القرية وأزقتها بألوان زاهية ومتنوعة، مما يجعلها لوحة فنية حية وسط الطبيعة. هذه القرية الشاطئية، التي كانت مجرد تجمع سكني بسيط، تحولت في السنوات الأخيرة إلى وجهة سياحية تجذب العديد من الزوار والمصطافين، داخل المغرب وخارجه، بفضل مبادرة فنية بيئية تهدف إلى إحياء المنطقة. مع صيف 2024، تكتسي القرية السّياحية "أغروض" حلة جديدة، يزداد جمالها بصباغات جديدة وألوان صيفية تتراءى للمار على الطريق الوطنية رقم 1 وتجذب المارين والزوار على حد سواء، يزيد من جمالها تصاميم وديكورات بيوتها الجميلة التي تسر أعين زوارها، وبشاطئها النقي المعروف بتدفق الأسر والعائلات وعشاق رياضات البحر والجبل. وبحسب الإفادات التي تلقاها موقع "لكم"، انطلقت فكرة تزيين القرية بالألوان من مجموعة من الفنانين المحليين بالتعاون مع السكان الأصليين، بهدف جعل القرية مكانًا يعكس روح الإبداع والتنوع الثقافي، حيث جرى اختيار الألوان بعناية لتعكس التنوع الطبيعي والبيئي للمنطقة، حيث تم طلاء المنازل والجدران بألوان تتراوح بين الأزرق السماوي، والأصفر الذهبي، والأخضر الزاهي، والأحمر الناري. يقول علي أمركوك، وهو أحد سكان القرية: "كانت القرية قبل بضع سنوات مكانًا عاديًا، ولكن عندما بدأنا بتزيين المنازل بالألوان، تغيرت الأجواء بشكل كبير. لم يعد المكان مجرد قرية نائية، بل أصبح مقصداً سياحياً يجذب الزوار من مختلف المدن وحتى من خارج المغرب." من جانبها، عبرت ليلى تافضنة، وهي زائرة لبلدة تامري التي تقع على ترابها القرية الملونة، ، عن إعجابها بالقرية قائلة: عندما أزور قرية الألوان الملونة، أشعر وكأنني في مكان سحري. الألوان تجعلني أشعر بالسعادة والطاقة الإيجابية. إنها تجربة فريدة من نوعها وأعتقد أنها تستحق الزيارة." ومنذ بدء مشروع تزيين القرية بالألوان شهدت المنطقة زيادة كبيرة في عدد الزوار بحسب إحصائيات محلية، إذ أن القرية تستقبل سنويًا حوالي 30 ألف زائر، معظمهم يأتون للاستمتاع بجمال الألوان والتقاط الصور في الأزقة الزاهية. وهو ساهم هذا الإقبال السياحي في تحريك عجلة الاقتصاد المحلي، حيث ارتفعت عائدات السياحة في القرية بنسبة 40% خلال السنوات الثلاث الماضية بالنظر لموقعها وقربها من منتجع "إمي ودّار" السياحي على الطريق الوطنية رقم 1 الرابطة بين أكادير شمالا في اتجاه الصويرة. كما أظهرت المعطيات أن نسبة البطالة في القرية الملونة انخفضت بشكل ملحوظ، إذ تمكن العديد من السكان من العثور على فرص عمل جديدة في مجالات مثل الإرشاد السياحي، والحرف اليدوية، وخدمات الضيافة. كما تم أيضا إنشاء عدد من المقاهي والمطاعم الصغيرة التي تقدم أطباق محلية تقليدية، مما ساهم في تعزيز جاذبية القرية. وعلى الرغم من النجاح الكبير الذي حققته قرية الألوان الملونة، إلا أن هناك تحديات تواجه المنطقة. يشير حسن بونار، أحد العاملين في القطاع السياحي، إلى أن "القرية تحتاج إلى مزيد من الدعم من حيث البنية التحتية، خاصة فيما يتعلق بالنقل والمرافق الصحية. إذا تم تحسين هذه الجوانب، يمكن أن تجذب القرية الملونة المزيد من الزوار." ويعمل السكان المحليون بالتعاون مع الجهات المعنية على تطوير خطة مستقبلية لتحسين الخدمات وتوسيع المشاريع الفنية في القرية. يهدفون إلى زيادة الوعي البيئي من خلال استخدام الألوان والرسومات التي تعكس القضايا البيئية والاهتمام بالطبيعة، حيث يبقى الأمل في أن تكون هذه القرية نموذجًا للتنمية المستدامة التي تجمع بين الفن والاقتصاد التضامني المحلي والمجتمع في لوحة واحدة.