أفاد المندوب السامي للتخطيط، أحمد الحليمي، أنه تم إنجاز عمليتين خرائطيتين، همت الأولى الأسر والبنايات والمساكن، فيما شملت الثانية المنشآت الاقتصادية، وذلك باستعمال نظام متنقل للمعلومات الجغرافية مزود بصور الأقمار الاصطناعية عالية الدقة. وأوضح الحليمي في كلمة خلال، ندوة بمناسبة انطلاق المرحلة الميدانية لإنجاز الإحصاء العام للسكان والسكنى2024، يوم الأربعاء، أن العلمية الخرائطية الأولى، والتي تهدف إلى ضمان مسح شامل للسكان أثناء فترة إنجاز الإحصاء، دون إغفال أو تكرار لأية أسرة أينما كان موقع مسكنها في الجبال أو السهول، بالوسط الحضري أو القروي، من تقسيم مجموع التراب الوطني إلى حوالي 38 ألف منطقة إحصاء، بحدود واضحة يسهل التعرف عليها في الميدان وحجم متوسط يتناسب مع قدرة الباحثين على تجميع المعطيات لدى جميع لأسر المقيمة فيها خلال فترة إنجازالإحصاء.
وأبرز المندوب، أن العملية مكنت من التوطين الجغرافي لأزيد من 4 ملايين بناية بالوسط الحضري، 75 في المائة منها منها مصنفة كدور مغربية عصرية، بالإضافة إلى التوطين الجغرافي لحوالي 34 ألف دوار بالوسط القروي. وفيما يخص العملية الخرائطية الثانية، فقد ساهمت حسب الحليمي، في إنشاء خريطة ذات مرجعية جغرافية للمؤسسات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، كالمساجد والمراكز الثقافية، والتجهيزات الجماعية، كالإدارات العمومية والمدارس والمستشفيات، والمؤسسات الجمعوية الجمعيات والنقابات، والأسواق الأسبوعية. وأكد المندوب السامي للتخطيط، أن أن نتائج هذه العملية، ستتيح بعد نشرها ، للمستخدمين إنتاج خرائط ديناميكية وتفاعلية، عبر منصة تمُ تظهرتوزيع الأنشطة الاقتصادية بالإضافة إلى معلومات مفصلة حول هيكل وخصائص إعدادها لهذا الغرض، القطاعات الاقتصادية على المستويات الوطنية والإقليمية والمحلية أو على مستوى أي منطقة يحددها المستخدمون شريطة الاتزام بالقوانين التي تنظم السرية الإحصائية. وقد مكنت هذه العملية، يسجل الحليمي، من التوطين الجغرافي لأزيد من مليون و300 ألف مؤسسة اقتصادية نشيطة، غالبيتها أكثر من 85في المائة هادفة للربح، بالإضافة إلى أزيد من ألف سوق أسبوعي نشيط. وفي سياق آخر، شدد الحليمي، على أهمية تكوين المشاركين، والذي يشكل عاملا حاسما في نجاح الإحصاء العام للسكان والسكنى 2024، مشيرا إلى اعتماد نموذج معلومياتي لانتقاء المرشحين للمشاركة في إنجاز هذه العملية الوطنية، من باحثين ومراقبين ومشرفين. وكشف الحليمي أنه من بين 500 ألف طلب ترشيح، تم اختيار حوالي 200 ألف مرشح بطريقة آلية بناءً على معايير محددة قانونيا مع الأخذ بعين الاعتبار الحاجيات المجالية في كل جماعة محلية، مشيرا إلى أنه استفاد هؤلاء المرشحون من تكوين عن بُعد تم تطويره بشراكة مع جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية حيث استغرق هذا التكوين ثلاثة أشهر، تمكن على إثرها حوالي 100 ألف مرشح من إنهاء جميع الوحدات التكوينية بنجاح. وتتميز المرحلة الحالية، بحسب الحليمي، بإجراء مقابلات فردية، يقوم بها المديرون الجهويون والمشرفون الإقليميون للمندوبية السامية للتخطيط لانتقاء 55 ألف مرشح بناء على امتلاكهم للمهارات والكفاأت اللازمة للقيام بمهامهم، مبرزأن جميع هؤلاء المرشحين سيستفيدون بعد ذلك من تكوين حضوري لمدة أسبوعين خلال شهري يوليوز وغشت 2024. كما سيتم تعزيز هذا التكوين بزيارة ميدانية يقوم بها، قبل يومين من الإطلاق الرسمي للإحصاء العام للسكان والسكنى 2024، كل باحث ومراقب ومشرف من أجل التعرف على المنطقة المسندة إليهم والقيام بتحيين حدودها إذا لزم الأمر ذلك. وكشف الحليمي أنه للتعرف على المشاركين المكلفين من طرف المندوبية السامية للتخطيط بتجميع المعطيات لدى الأسر خلال الإنجاز الميداني لإحصاء، فقد تم مدهم بشارات رسمية تحتوي على صورهم ورقم بطاقات التعريف الوطنية وبقبعات تحمل شعار الإحصاء العام للسكان والسكنى 2024، حيث سيتم تزويد هؤلاء المشاركين بلوحات إلكترونية تحتوي على التطبيق المعلوماتي الذي طوره المعلوماتيون والمختصون في نظم المعلومات الجغرافية بالمندوبية السامية للتخطيط، والذي يتضمن الحدود والمسارات التي يجب على الباحثين اتباعها وكذا الاستمارات الإلكترونية المعدة لتجميع المعطيات لدى الأسر. كما أشار المندوب إلى أن هذا النظام يضم قواعد للتحقق من صحة وانسجام المعطيات، مما سيسهل استغلال المعلومات المجمعة في عين المكان قبل إرسالها أوتوماتيكيا بشكل مباشر ومؤمن إلى مركز معالجة المعطيات. وأعلنت المندوبية السامية للتخطيط، اليوم الأربعاء، عن انطلاق الحملة التواصلية الخاصة بالإحصاء العام للسكان والسكنى 2024، مع الكشف عن الهوية البصرية والشعارات التي تضمنتها، والتي تعبر عن القيم المرجعية التي اعتمدتها.