قامت المندوبية السامية للتخطيط، باللجوء إلى الذكاء الاصطناعي، من أجل تحسين تجربة التكوين وتقديم دعم مخصص لكل مشارك في الإحصاء العام، وذلك بتطويرها لمساعد رقمي ذكي، سيواكب المتعلمين، في مسارهم التعليمي والتكويني. وأوضح أحمد الحليمي المندوب السامي للمندوبية السامية للتخطيط، في ندوة صحفية، أول أمس الأربعاء بالرباط، خصصت لإعطاء الانطلاقة للتكوين عن بعد لفائدة المرشحين للمشاركة في إنجاز الإحصاء العام للسكان والسكنى 2024، (أوضح) أن هذا المساعد الرقمي الذكي تم تزويده بقاعدة معرفية مهمة قادرة على التكيف باستمرار، ويُمكنه التفاعل (أو الدردشة) في أي وقت (24س/24 و7 أيام/7) مع المتعلمين بالعربية والدارجة والفرنسية. ويشتمل المساعد الرقمي، وفق المندوب السامي، على وظائف رئيسية تتمثل في الإجابة الآنية وبشكل دقيق وصريح على مختلف تساؤلات المتعلمين سواء فيما يتعلق بمفاهيم الإحصاء أو تقنيات تجميع المعطيات وكذلك استعمال تكنولوجيا المعلومات أو الجوانب التنظيمية، وتوجيه المشاركين للاختيارات الملائمة حسب احتياجاتهم وتساؤلاتهم، وفي حالة كانت الأسئلة معقدة، يقوم المساعد الرقمي بتحديد موضوعها وإحالتها على الخبراء لتقديم مزيد من التوضيحات، مشيرا إلى أن التعلم والتكيف باستمرار ينتج عنه التحسن المستمر لقدرات على تلبية احتياجات المشاركين. وأضاف أحمد الحليمي، أن المندوبية السامية للتخطيط، توصلت بحوالي 500 ألف طلب مشاركة في الإحصاء العام للسكان والسكنى، 42 في المائة منهم شباب من حاملي الشهادات، و29 في المائة طلبة التعليم العالي، و19 في المائة موظفون، و8 في المائة أجراء، و 2 في المائة متقاعدون، مشيرا إلى أنه تم، في مرحلة أولى، انتقاء 200 ألف مشارك عن طريق الانتقاء الأوتوماتيكي حسب المستوى الدراسي والخبرة المهنية مع مراعاة احتياجات عمليات الإحصاء من باحثين ومراقبين ومشرفين والمعايير الجغرافية لتغطية الوحدات الإدارية الأساسية، معلنا أنه سيتم استدعاء المرشحين الذين تم قبولهم في هذه المرحلة لمباشرة تكوينهم عن بعد عبر المنصة الرقمية المعدة لهذا الغرض من 15 مارس إلى غاية 15 يونيو2024. وفي سياق متصل، يضيف المندوب السامي، أن الوكالة الوطنية لتقنين المواصلات ANRT أتاحت لجميع المشاركين إمكانية التنزيل المجاني لفيديوهات التكوين، مشيرا إلى أن أكثر من ثلاثة أرباع المشاركين هم شباب حاملي الشهادات وطلبة. وفي مرحلة ثانية، يقول أحمد الحليمي "سيتم استدعاء المرشحين الذين اجتازوا مرحلة التكوين بنجاح، في حدود 55000 شخص، من أجل مقابلة على المستوى الإقليمي للتحقق من ملفاتهم وتقييم المهارات التي اكتسبوها" مشيرا إلى أن التعيينات ستتم بناء على الدرجات التي تحصلوا عليها والاحتياجات الجغرافية للعملية على الصعيد الجماعي، وسيتابع هؤلاء، بعد ذلك، تكوينا حضوريا خلال شهر غشت من أجل تعزيز استيعابهم للمفاهيم ومختلف مكونات التكوين والتدرب على استعمال اللوحات الالكترونية، وسيتم تعويض المشاركين في التكوين الحضوري وفقا للمرسوم المتعلق بمنح تعويض للمشاركين في تهيئ وإنجاز الإحصاء العام للسكان والسكنى في المملكة. أما المرشحين الذين أتموا التكوين عن بعد ولم يتم قبولهم لعدم مطابقة طلبهم للحاجيات المجالية للإحصاء، يضيف المندوب السامي، سيحصلون على شهادة المشاركة تشير لاستيعابهم للمميزات الديمغرافية والاجتماعية والاقتصادية للأسر واكتسابهم لمهارات عملية في إنجاز واستغلال البحوث لدى الأسر. إلى ذلك، أكد أحمد الحليمي، أن عملية إنجاز الإحصاء العام للسكان والسكنى تتم حسب البرنامج التوقعي المسطر، حيث تم الانتهاء كليا من صياغة محتوى الاستمارة ومعالجتها المعلوماتية. كما تم الانتهاء من الأعمال الخرائطية التي تعتبر ركيزة أساسية في عملية تجميع المعطيات لدى الأسر، حيث ستمكن، يضيف المتحدث، من تقسيم التراب الوطني إلى حوالي 38.000 "منطقة إحصاء" وضمان التعداد الشامل للسكان دون إغفال أو تكرار، ومن التوزيع الأمثل للموارد البشرية واللوجستية خلال إنجاز الإحصاء. وأورد الحليمي أن أعمال التوطين الخرائطي للمنشآت الاقتصادية والأنشطة التي تمكن من تحيين المعرفة بالنسيج الإنتاجي الوطني، تقدمت بحوالي 77%وستكتمل، كما هو متوقع، في شهر ماي 2024.