كشف أحمد الحليمي، المندوب السامي للتخطيط، عن تفاصيل جديدة متعلقة بالإحصاء العام للسكان والسكنى 2024 المرتقب إنجازه من 1 إلى 30 شتنبر المقبل، وذلك خلال ترأسه لقاءً صحفيا خاصا بانطلاق التكوين عن بعد لفائدة المرشحين للمشاركة في إنجاز الإحصاء. وخلال اللقاء الصحفي الذي انعقد أمس الأربعاء بالرباط، أعلن الحليمي عن إطلاق المنصة الرقمية للتكوين عن بعد لفائدة المرشحين للمشاركة في عملية الإنجاز الميداني للإحصاء العام للسكان والسكنى 2024. وأوضح الحليمي أن عملية إنجاز الإحصاء العام للسكان والسكنى تتم حسب البرنامج التوقعي المسطر، حيث تم الانتهاء كليا من صياغة محتوى الاستمارة ومعالجتها المعلوماتية، والانتهاء من الأعمال الخرائطية التي تعتبر ركيزة أساسية في عملية تجميع المعطيات لدى الأسر. الأعمال الخرائطية وأشار إلى أن الأعمال الخرائطية ستمكن من تقسيم التراب الوطني إلى حوالي 38 ألف "منطقة إحصاء"، وضمان التعداد الشامل للسكان دون إغفال أو تكرار، ومن التوزيع الأمثل للموارد البشرية واللوجستية خلال إنجاز الإحصاء. وأبرز أن نسبة تقدم أعمال التوطين الخرائطي للمنشآت الاقتصادية والأنشطة التي تمكن من تحيين معرفتنا بالنسيج الإنتاجي الوطني، بلغت حاليا حوالي 77%، وستكتمل، كما هو متوقع، في شهر ماي 2024، وفق الحليمي. وكشف عن إبرام الصفقة المتعلقة باقتناء المعدات والبرامج المعلوماتية اللازمة للإحصاء، والتي تشمل اقتناء الأجهزة اللوحية أندرويد المزودة بحلول تكنولوجية تمكن من المراقبة عن بعد (MDM،) ومن الاتصال بالصوت والمعطيات، وكذا ببطاريات شحن خارجية. وتتضمن هذه الأجهزة، من جهة ثانية، خدمات أخرى ذات الصلة، تشمل المراقبة والتخزين والأمن والمواكبة التقنية وإعادة التغليف، بالإضافة إلى الخدمات اللوجستيكية اللازمة من أجل تغطية شاملة لمجموع التراب الوطني. وأوضح المسؤول ذاته، أنه تم هذا الاقتناء في إطار اتفاقية ثلاثية بين المندوبية السامية للتخطيط وزارة التربية الوطنية والتعليم والوزارة المكلفة بالميزانية، من أجل إعادة استعمال هذه الأجهزة اللوحية بعد الانتهاء من تجميع معطيات الإحصاء. نصف مليون ترشيح وكشف المندوب السامي عن انتقاء 200 ألف متعلم وفق مسلسل مضبوط وشفاف، من بين نصف مليون ترشيح تم تلقيه في إطار الدعوة لتقديم طلبات المشاركة في الإحصاء العام للسكان والسكنى 2024. واعتبر الحليمي أن توصل المندوبية بحوالي 500 ألف ترشيح من 7 إلى 27 فبراير، يعد نجاحا منقطع النظير، مشيرا إلى أن حاملي الشهادات يمثلون 42% من هؤلاء المترشحين، يليهم طلبة التعليم العالي ب29%، ثم الموظفين ب19%، والأجراء ب8%، والمتقاعدين ب2%. وأضاف الحليمي أنه "على الرغم من رغبتنا في ضم أكبر عدد ممكن من المرشحين، فإن طاقاتنا التكوينية المحددة في 200 ألف مشارك حتمت علينا إجراء انتقاء". ولفت إلى أن الانتقاء يتم بشكل أوتوماتيكي حسب المستوى الدراسي والخبرة المهنية، مع مراعاة احتياجات عمليات الإحصاء من باحثين ومراقبين ومشرفين والمعايير الجغرافية لتغطية الوحدات الإدارية الأساسية. وبحسب المصدر ذاته، سيتم استدعاء المرشحين الذين تم قبولهم في هذه المرحلة لمباشرة تكوينهم عن بعد عبر المنصة الرقمية المعدة لهذا الغرض، من 15 مارس إلى غاية 15 يونيو 2024. التكوين عن بعد وبخصوص التكوين عن بعد المجاني ل3 أشهر، قال الحليمي إنه مكن التكوين من الجمع بنجاح بين خبرة المندوبية السامية للتخطيط في مجال الإحصاء وخبرة جامعة محمد السادس متعددة الاختصاصات "UM6P" في مجال تطوير منصات التكوين عن بعد. وأشار إلى تطوير برنامج تكوين ملائم للمشاركين في الإحصاء، يجمع بين إتقان المفاهيم المتعلقة بالقضايا الديمغرافية والاجتماعية والاقتصادية والبيئية للمجتمع، وتقنيات تجميع المعطيات لدى الأسر باستعمال تكنولوجيا المعلومات. كما يتم التركيز على جودة المعطيات، مع التأكيد على أهمية الشمولية والدقة طوال عملية الإحصاء، ويتناول البرنامج أيضًا التحديات التنظيمية واللوجستيكية والعملياتية التي يجب رفعها من أجل إعداد وإنجاز عملية كبرى مثل الإحصاء، وفق المتحدث. وبحسب المصدر ذاته، فقد تم تطوير مساعد رقمي ذكي بفضل الذكاء الاصطناعي سيواكب المتعلمين في مسارهم التعليمي، موضحا أنه بفضل تزويده بقاعدة معرفية مهمة قادرة على التكيف باستمرار، يمكن للمساعد التفاعل أو الدردشة في أي وقت (24س/24 و7أيام/7) مع المتعلمين بالعربية والدارجة والفرنسية. وتشمل الوظائف الرئيسية لهذا المساعد الرقمي، الإجابة الآنية وبشكل دقيق وصريح على مختلف تساؤلات المتعلمين، سواء فيما يتعلق بمفاهيم الإحصاء أو تقنيات تجميع المعطيات وكذلك استعمال تكنولوجيا المعلومات أوالجوانب التنظيمية. كما سيقوم المساعد الرقمي بتوجيه المشاركين للاختيارات الملائمة حسب احتياجاتهم وتساؤلاتهم، وفي حالة الأسئلة المعقدة، سيقوم بتحديد موضوعها وإحالتها على الخبراء لتقديم مزيد من التوضيحات، معتبرا أن التعلم والتكيف باستمرار ينتج عنه التحسن المستمر للقدرات على تلبية احتياجات المشاركين. تكوين حضوري بتعويضات بعد ذلك، يقول الحليمي، سيتم استدعاء المرشحين الذين اجتازوا مرحلة التكوين بنجاح، في حدود 55 ألف شخص، من أجل مقابلة على المستوى الإقليمي للتحقق من ملفاتهم وتقييم المهارات التي اكتسبوها، لافتا إلى أن التعيينات ستتم بناء على الدرجات التي تحصلوا عليها والاحتياجات الجغرافية للعملية على الصعيد الجماعي. وسيتابع هؤلاء، بعد ذلك، تكوينا حضوريا خلال شهر غشت من أجل تعزيز استيعابهم للمفاهيم ومختلف مكونات التكوين والتدرب على استعمال اللوحات الالكترونية. ووفق المتحدث، سيتم تعويض المشاركين في التكوين الحضوري وفقا للمرسوم رقم 2.23.580 الصادر في 7جمادى الآخرة (21 دجنبر 2023)، المتعلق بمنح تعويض للمشاركين في تهيئ وإنجاز الإحصاء العام للسكان والسكنى في المملكة. وبخصوص المرشحين الذين أتموا التكوين عن بعد ولم يتم قبولهم لعدم مطابقة طلبهم للحاجيات المجالية للإحصاء، سيحصلون على شهادة المشاركة تشير لاستيعابهم للمميزات الديمغرافية والاجتماعية والاقتصادية للأسر واكتسابهم لمهارات عملية في إنجاز واستغلال البحوث لدى الأسر. وبالنسبة لبرنامج متابعة التكوين، كشف الحليمي أنه ينقسم إلى ثلاث وحدات، تركز الوحدة الأولى على إتقان المفاهيم الأساسية وأدوات جمع المعطيات لدى الأسر، وتتناول الوحدة الثانية تدبير المعطيات المجمعة مع التأكيد على أهمية الدقة والصدقية طوال عملية الإحصاء، فيما تهم الوحدة الثالثة عملية التنظيم الميداني للإحصاء.