أعلنت المندوبية السامية للتخطيط في لقاء صحافي بمقرها بالرباط، بعد زوال اليوم الأربعاء، عن إعطاء انطلاقة عملية التكوين عن بُعد لفائدة 200 ألف مرشح جرى انتقاؤهم قصد الإنجاز الميداني للإحصاء العام للسكان والسكنى 2024، ستمتد لثلاثة أشهر عبر "المنصة الرقمية للتكوين عن بعد" المخصصة لهذا الغرض، بتعاون وشراكة مع جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية (UM6P). أحمد الحليمي علمي، المندوب السامي للتخطيط، بسَط في مداخلة مفصلة خلال اللقاء شروحات عن هذه المنصة وعملية التكوين ومسارها وبعض مضامينها، واستهلَّها بالتعبير عن فائق امتنان المندوبية واعتزازها بالرعاية الملكية لهذه العملية الكبرى وحرص العاهل المغربي على إنجازها كل عشر سنوات بما يتوافق مع توصيات هيئة الأممالمتحدة في هذا الميدان. كما اغتنم الحليمي المناسبة لتوجيه "الشكر لجميع شركاء المندوبية على الصعيد الوطني والدولي لما قدموه من دعم تقني أو مادي، مساهمين بذلك في الرفع من فعالية الأشغال المتعلقة بإنجاز إحصاء 2024 وفي تقليص تكلفته المالية"، خاصا بالذكر "الوكالة الوطنية لتقنين المواصلات (ANRT) التي وفرت كل الدعم اللازم لتمكين المشاركين من التحميل مجانا، عند الاقتضاء، لفيديوهات التكوين عن بعد"، ومُمثِّلي شركاء المندوبية في منظومة الأممالمتحدة بالمغرب، مع "إشادة خاصة بصندوق الأممالمتحدة للسكان (FNUAP) الذي كان ولا يزال شريكنا الأكثر نشاطا واهتماما بنجاح رقمنة الإحصاء العام للسكان". "مسلسل عملياتي مطابق للجدولة الزمنية" عن مستجدات الإعداد لإنجاز الإحصاء في شتنبر 2024، أكد المندوب السامي أن هذه العملية "تتم وتسِير حسب البرنامج التوقعي المسطر، بعد الانتهاء كليا من صياغة محتوى الاستمارة ومعالجتها المعلوماتية. كما تم الانتهاء من الأعمال الخرائطية التي تعتبر ركيزة أساسية في عملية تجميع المعطيات لدى الأسر، حيث ستمكن، كما تعلمون، من تقسيم التراب الوطني إلى حوالي 38.000 منطقة إحصاء وضمان التعداد الشامل للسكان دون إغفال أو تكرار، ومن التوزيع الأمثل للموارد البشرية واللوجستية خلال إنجاز الإحصاء". كما بلغت نسبة "تقدم أعمال التوطين الخرائطي للمنشآت الاقتصادية والأنشطة التي تمكن من تحيين معرفتنا بالنسيج الإنتاجي الوطني، حوالي 77% فيما، وستكتمل، كما هو متوقع، في شهر ماي 2024′′، حسب إفادة الحليمي الذي أكد أنه "تم إبرام الصفقة المتعلقة باقتناء المعدات والبرامج المعلوماتية اللازمة للإحصاء". وشملت الصفقة "اقتناء الأجهزة اللوحية أندرويد المزودة بحلول تكنولوجية تمكن من المراقبة عن بعد (MDM) ومن الاتصال بالصوت والمعطيات وكذا ببطاريات شحن خارجية"، كما تتضمن، من جهة ثانية، "خدمات أخرى ذات الصلة، تشمل المراقبة والتخزين والأمن والمواكبة التقنية وإعادة التغليف، بالإضافة إلى الخدمات اللوجستيكية اللازمة من أجل تغطية شاملة لمجموع التراب الوطني". "إحصاء مُرقمن وتكوين عن بعد" "خيار رقمنة الإحصاء مكنَّنا من خلق هوامش للإنتاجية، مما سمح بإغناء الاستمارة بمواضيع جديدة وإعطائها كثافة مهمة من المعلومات حول ظروف معيشة السكان، ما سيُمكن من توفير حزمة واسعة من المؤشرات الديموغرافية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية على مختلف المستويات، الوطنية والجهوية والمحلية، المفيدة للوقوف على مستوى الإنجازات وتنوير السياسات العمومية بخصوص تحديد الأهداف المستقبلية للمملكة في هذه المجالات"، يؤكد المندوب السامي للتخطيط، لافتا إلى أن "نجاح هذه العملية يعتمد على الباحث الذي يجب أن يتقن المفاهيم المعتمدة في الاستمارة ويكتسب الخبرة اللازمة من أجل تجميع المعطيات لدى الأسر باستعمال اللوحة الإلكترونية". وحسب المسؤول ذاته، سيتم تكوين الموارد البشرية المكلفة بإنجاز وتأطير الإحصاء عبر مرحلتين. ستمتد المرحلة الأولى على مدى ثلاثة أشهر (من 15 مارس إلى 15 يونيو) "عن بعد ومجانية"، يَليها تكوين حضوري سيستمر لبضعة أيام قُبيل الانطلاق الرسمي للإحصاء". توفير تكوين عن بعد مجاناً بحسب الحليمي، فإن التكوين عن بعد يعد "ثمرة تعاون نموذجي بين الإدارة العمومية والعالم الأكاديمي، أتاح الجمع بنجاح بين خبرة المندوبية السامية للتخطيط في مجال الإحصاء وخبرة جامعة محمد السادس متعددة الاختصاصات (UM6P) في مجال تطوير منصات التكوين عن بعد". وكانت مساهمة أطر مديرية الإحصاء بالمندوبية "استثنائية ومقدَّرة في تطوير محتوى هذا التكوين"، وفق الحليمي الذي أعرب عن امتنانه لفُرق جامعة محمد السادس متعددة الاختصاصات لإنشاء منصة التكوين وإنتاج مختلف الأنشطة التعليمية، ما يضمن "بيئة تعليمية مريحة وفعالة". وأعلن المسؤول ذاته عن "تطوير برنامج تكوين ملائم للمشاركين في الإحصاء العام للسكان والسكنى 2024، يجمع بين إتقان المفاهيم المتعلقة بالقضايا الديمغرافية والاجتماعية والاقتصادية والبيئية للمجتمع وتقنيات تجميع المعطيات لدى الأسر باستعمال تكنولوجيا المعلومات"، مشددا على "التركيز على جودة المعطيات، مع التأكيد على أهمية الشمولية والدقة طوال عملية الإحصاء". محتويات برنامج التكوين خلال اللقاء الصحافي ذاته، بسط مسؤولون في المندوبية السامية للتخطيط، أمام أنظار الحاضرين والمندوب السامي، "محتوى التكوين عن بعد المضمَّن في منصة خاصة من خلال عرض تفصيلي. كما استعرض مدير مسؤول عن المشروع من جامعة "UM6P" من خلال "عرض توضيحي لمنصة التكوين عن بعد"، شروحات خاصة ب"الخطوات اللازمة لمتابعة التكوين". وينقسم برنامج التكوين عن بعد، حسب ما عاينته هسبريس، إلى "ثلاث وحدات" أساسية؛ فبينما تركز الوحدة الأولى على "إتقان المفاهيم الأساسية وأدوات جمع المعطيات لدى الأسر"، تتناول الوحدة الثانية "تدبير المعطيات المجمَّعة مع التأكيد على أهمية الدقة والصِّدقية طوال عملية الإحصاء"، وتهم الوحدة الثالثة "عملية التنظيم الميداني للإحصاء".