حصل حزب "الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية" (معارضة)، بعد انتهاء عملية فرز وإحصاء الأصوات، على 2656 مقعدا جماعيا، أي بنسبة 8.43 بالمائة من مجموع مقاعد الجماعات الترابية، و48 مقعدا جهويا، أي بنسبة 7,08 بالمائة، حسب النتائج الرسمية لوزارة الداخلية. وبالمقارنة، بنتائج الانتخابات الجماعية لعام 2009، يتبين أن الحزب، لم يرواح مكانه كثيرا، حيث حصل على 3226 مقعدا، محتلا المرتبة الرابعة، متقدما بمرتبتين، على حزب "العدالة والتنمية"، الذي تصدر نتائج اقتراح رابع شتنبر الجاري. ويُرجع مراقبين للشأن السياسي في البلاد، تراجع حزب عبد الرحيم بوعبيد، إلى "انسحاب" أغلب قياداته التاريخية ونزوحها خارج الحزب، تنديدا ب"لا شرعية"، رئيس الحزب الحالي، إدريس لشكر. وفي الوقت الذي كانت تراهن فيه قيادة الحزب، على اكتساحه لنتائج انتخابات الرابع من شتنبر الجاري، بعد عودته إلى صف المعارضة، لأول مرة في تاريخ حكم الملك محمد السادس، تبين أن الحزب ما يزال يعيش حالة من توالي التراجعات، خاصة بعد الانتقادات الموجهة له انتخابات رابع شتنبر، بسبب ترشيحه لوجوه اقترن اسمها ب"الفساد والبلطجة واستعمال المال في الانتخابات". حزب "الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية"، الذي كان رمزا للمعارضة "الإقتراحية"، للسياسات العامة والإستراتيجية للمملكة، التي تجاوزت انتقاد برامج حكومات ما قبل تجربة التناوب، أضحى حسب مراقبين، "مرتعا"، لوجوه إقترن إسمها ب"الإقطاع"، و"البلطجة"، و"الفساد الانتخابي"، جعلت الحزب يدخل في مربع الأحزاب الإدارية الرسمية (أحزاب الإطابليشمنت)، التي لا يتجاوز خطابها السياسي "الشخصنة وتفجير القضايا الهامشية للمجتمع والبلاد". وبالمقابل، ترى الزعامة الحالية للحزب، بأنه بات يتبوأ مكانة في الساحة السياسية، أحسن من السابق، من خلال ما تظهره نتائج اقتراع رابع شتنبر الجاري، مشيرة إلى كونه استطاع تحقيق المراتب الأولي في أقاليم متعددة، وإستطاع الحفاظ على مكانته في الانتخابات الجماعية والجهوية، مع تراجع طفيف في اقتراع ال4 شتنبر، لم يتجاوز 4 في المائة، وحصوله على أصفار في مناطق أخرى عديدة.
الانسحاب من المؤسسات المنتخبة وجهة حزب "الاتحاد الاشتراكي للقوات العشبية"، بعد إقتراع رابع شتنبر الجاري، هي "الانسحاب من المؤسسات المنتخبة"، حسب ما قاله القيادي، محمد بوبكري، وعضو المكتب السياسي للحزب، في تصريح خص به موقع "لكم". وأرجع، بوبكري، ما قال عنها "الخسارة والكارثة الكبرى"، التي حلت بالحزب، إلى "خسارته ل570 مقعدا جماعيا، في انتخابات الرابع من شتنبر الجاري"، موضا بالقول :"لقد حصل الاتحاد الاشتراكي في انتخابات 2009 على 3226 مقعدا جماعيا بالمغرب، ليتراجع العدد بشكل ملفت إلى 2656 مقعدا جماعيا في انتخابات رابع شتنبر..أي بخسارة 570 مقعدا جماعيا..على الرغم من تموقع الحزب في المعارضة". وبذلك، قد يحصل حزب عبد الرحيم بوعبيد، في أحسن الأحوال، على مقعد يتيم في مجلس المستشارين، يقول قيادي الحزب، محمد بوبكري. وخلص، بوبكري، إلى ان حزب "الاتحاد الاشتراكي"، بات يعيش حالة "إنسحاب" من المؤسسات المنتخبة، بسبب "الزعامة الفاشلة" للحزب، التي ترغب في "عسكرة صفوف الحزب بأعيان بدل سياسيين نهلوا وآمنوا بفكر مدرسة الاتحاد الاشتراكي التقدمية.. ". وكمخرج من الأزمة، أورد بوبكري :"إن الحل الواحد، الوحيد، أمام الاتحاديين، هو الإقدام الجازم، على إقالة الزعامة الحالية للحزب".
توالي التراجعات ومن جهتها، أقرت القيادية الاتحادية، وعضوة المكتب السياسي، حسناء أبوزيد، ل"لكم"، بما قالت عنه "التراجعات المختلفة"، التي بات يعيشها حزب "الاتحاد الاشتراكي"، كقوة سياسية في المشهد السياسي للبلاد. وأرجعت "التراجعات" إلى "ضعف الحزب التأطيري، وتراجعه الانتخابي، وقلة تواصله الإعلامي، من جهة، وبالطفرات المجتمعية الزاحفة، التي بات يشهدها المغرب، من جهة أخرى، أفرز معها المجتمع، وعيا سياسيا شقيا، يصوت على نقيض الاختيارات الشعبية، لافتقاده صوت المشروع الإتحادي، وامتداداته الميدانية "، تقول أبوزيد. وركزت الاتحادية، على البون الواسع الذي "أضحى بين الحزب، والهيئة الناخبة الحاسمة، التي هجرت السياسة بمفهومها المرتبط بالخيارات والبدائل والبرامج، صوب تصويت لا سياسي بالشكل المتعارف عليه"، إشارة إلى الشعبية التي باتت للغريم السياسي، حزب "العدالة والتنمية"، القائد للإئتلاف الحكومي. وأوضحت، بان "المنعطف السياسي الذي يعيشه الحزب، بات حاسما نظرا للخيبة والألم التي كسرت قلوب الاتحاديات والاتحاديين، بعد فقدانهم معاقل اتحادية تاريخية، وتراجع الحزب على المستوى الشعبي والانتخابي". ووعن مسؤولية التراجعات المتتالية للحزب، قالت الإتحادية، بأن جزء كبير منها، تتحمله القيادة والهياكل المنتخبة.
حزب "الاتحاد الاشتراكي".. إنتهى ولن يعد على الرغم من إستنفار القيادة المركزية، للحزب، كل جهودها في انتخابات الرابع من شتنبر الجاري، وترشيح 14 عضوا من المكتب السياسي (أعلى هيئة تقريرية في الحزب)، وإحالة ميزانية الحزب الكلية، لاستكمال تمويله في الانتخابات الأخيرة، فقد خسر الحزب معاقله التاريخية، لحساب غريمه السياسي، القائد للحكومة، حزب "العدالة والتنمية"، لا، بل وقد عاد 12 من الأعضاء المرشحين بالمكتب السياسي، بخفي حنين، بعد نتائج اقتراع رابع شتنبر الجاري. علي بوعبيد، القيادي الاتحادي، الذي استقال من هياكل الحزب، أجاب في تصريح مقتضب، لسؤال "لكم"، عن مآل الحزب السياسي، بعد إقتراع رابع شتنبر :"لم يعد هناك شيء إسمه حزب الاتحاد الاشتراكي.. لقد إنتهى ولن يعد ..".