بلغ مجموع المواد التي تم رصدها بالنسبة للإعلام المكتوب و المرئي والمسموع خلال الحملة الإنتخابية، هو3927 أي بمعدل 302.07 مادة كل يوم من أيام الحملة التي دامت 13 يوما، هذا الرقم كشف عنه تقرير أولي للنسيج الجمعوي لرصد الانتخابات والذي أعده بشراكة مع منتدى بدائل المغرب. انتهاك لحرية التعبير وجه النسيج الجمعوي لرصد الإنتخابات، انتقادات لاذعة لوسائل الإعلام الوطني في مواكبتها للحملة الإنتخابية، انتقدت في تقريرها الأولي، حرمان الأحزاب غير المشاركة في الإنتخابات أو المقاطعة لها من حقها في التواصل، واستعمال الإعلام العمومي خلال الحملة الإنتخابية وهو ما اعتبرته " انتهاكا لحرية التعبير"، وأضافت أن المستقلون المشاركون في الانتخابات لم يعط لهم أي حظ بشكل أو بآخر للاستفادة من وسائل الإعلام العمومية. واعتبر التقرير الأولي للنسيج، أن المعايير المعتمدة في توزيع المدد الزمنية للاستفادة من الإعلام العمومي تفتقد إلى روح الإنصاف و تميل إلى تكريس الهيمنة والإقصاء، داعيا إلى مراجعتها لتحقيق الإنسجام مع الدستور والذي ينص الحق الجميع في التعبير، كما يجب فتح المجال للأحزاب السياسية لاستعمال الإذاعات الجهوية خلال الحملات الإنتخابية بما يتيح لها فرصا أكثر و يعطي مضمونا أقوى لمعنى الجهوية. كما انتقدت إقصاء ذوي الإحتياحات الخاصة من حقهم في الأخبار وعدم اعتماد أسلوب قار في التواصل معهم عبر لغة الإشارات أو الكتابة أسفل الشاشة، وخلص إلى أن الوقت المخصص بمجموعه للإنتخابات الجماعية و الجهوية على مستوى وسائل الإعلام العمومية و ل 31 حزبا غير متناسب و يحرم الأحزاب السياسية من وقت كاف للتعريف ببرامجها والتواصل مع المواطنات والمواطنين عبر الإعلام العمومي . وسائل إعلام "مستقلة" تخدم أطراف ضد أخرى وفي تقييمه للإعلام المستقل، نوه التقرير بالأدوار التي يقوم بها في إثارة قضايا الديمقراطية و فضح مختلف أشكال الفساد الرسمي منه و الحزبي علاوة على مواكبته للحملة الإنتخابية بمختلف مناطق المغرب، منتقدا "بعض وسائل الإعلام التي تعتبر نفسها مستقلة، لكنها "تنخرط في الغالب عن وعي ( أو غير وعي ) في خدمة مصالح أطراف ضد أخرى . واعتبر النسيج الجمعوي أن نشر بعض المنابر الإعلامية لدعايات حزبية مدفوعة الأجر لأحزاب سياسية خلال الحملة الإنتخابية "يطرح إشكالية ضمان التغطية العادلة" . فضائيات تبتعد عن المهنية من جهة ثانية، اعتبر التقرير أن الإعلام الإعلام الإلكتروني والإعلام الخارجي، أصبحا يؤثران سواء "إيجابيا أو سلبيا" في العمليات الإنتخابية، وأضاف أن "القنوات الفضائية التي أصبحت تلعب أدوارا مهمة سواء في توجيه مشاهديها بالمغرب أو التأثير في الرأي العام في هذا الإتجاه أو ذاك ( المشاركة في الإنتخابات أو مقاطعتها ..) أو الدعاية ونصرة هذا الحزب / التيار أو ذاك، منتقدا في ذات السياق مهنية بعض القنوات الفضائية والتي اعتبرها "تبتعد كثيرا عن المهنية،و تكشف من خلال تغطياتها / نشراتها و برامجها عن تحيز واضح لبعض التيارات ضدا على أخرى". لغة مسيئة إلى ذلك، خلصت توصيات تقرير النسيج إلى وضع إطار قانوني و أخلاقي ينظم عملية استعمال الإعلام الإلكتروني خلال الحملة الإنتخابية و ما قبلها بالخصوص، ودعت وسائل الإعلام إلى الالتزام بالميثاق الأخلاقي ومراعاة الدقة والحيادية و التوازن التغطية العادلة من جهة، و من جهة ثانية النشر الفوري و إبان الحملة الإنتخابية لبيانات الحقيقة و ضمان حق الرد لكل هيئة أو مرشح يؤكد عدم صحة ما يكون قد نشر حوله من معلومات أو تصرفات.. من جهة ثانية، دعت الأحزاب السياسية إلى تحمل مسؤوليتها في نوع اللغة المتداولة و التصريحات والخطب التي يتم استعمالها من طرف مسؤوليها و مرشحيها في الحملات الإنتخابية احتراما لأخلاقيات التنافس الإنتخابي الشريف، مبرزا في هذا السياق تسجيل تسجيل استخدام لغة مسيئة في الخبر ل"المرأة،الأحزاب، مؤسسات الدولة، المجتمع المدني"، حيث تم رصد 13 بالمائة من المواد التي تدخل في دائرة ما يمكن اعتباره مسيئا، بينما 87 بالمائة من المواد المذاعة أو المنشورة كانت بعيدة كليا عن الإساءة .