دعا نقابيو الصحة، لخوض إضراب وطني يوم الخميس 29 فبراير الجاري، احتجاجا على "تهرب الحكومة من تنفيذ الاتفاقات بخصوص مطالب موظفي الصحة". وقالت النقابة الوطنية للصحة، إنها انتظرت طويلا جواب الحكومة، على اقتراحات النقابات بخصوص مطالب موظفي الصحة المادية، وتنفيذ الاتفاقات مع الوفد الحكومي. وأوضحت النقابة، أنها حذرت وزارة الصحة، قبل أسبوعين من إطالة الانتظار، مؤكدة أن "التفاعل السلبي للحكومة سيفقد الحوار مصداقيته وجديته". وأضاف نقابيو الصحة، أنهم "غامروا بكل التراكمات وبمجهودات كل الأطراف وبنتائج حوار قطاع الصحة في متاهات ترتيب أمورها الداخلية باحتمالاتها المتعددة والمعقدة، غير آبهة بانتظارات موظفي الصحة، بالرغم من أنها تتطلع إلى انخراطهم فيما تريده كحكومة من تغيير عميق في المنظومة الصحية". ومن جهتها، سجلت النقابة الوطنية للصحة العمومية، استنكارها تخلف الحكومة عن الوفاء بتعهداتها تجاه مهنيي الصحة، التي تضمنها محضرا الاجتماعيين بتاريخ 29 دجنبر و26 يناير المنصرمين، مستنكرة استخفاف الحكومة بوضعية مهنيي الصحة وتلاعبها بمصيرهم الاجتماعي والمهني خدمة لأجندة سياسية وانتخابية ضيقة تهدف إلى الهيمنة والتغول السياسي. ونددت النقابة، بالتلكؤ وسياسة خلق الأعذار التي تنهجها الحكومة في التعاطي مع الشأن الصحي، وعدم اكتراثها بحجم معاناة وتضحيات مهنيي الصحة بكل فئاتهم، وعدم إيلاء مطالبهم العادلة والمشروعة المكانة والحظوة التي تستحقها ضمن السياسات والبرامج الحكومية، مؤكدا افتقار الحكومة للبوصلة والرؤى السياسية الكفيلة بتنزيل ورش الإصلاح الشمولي للمنظومة الصحية الذي ما زال حبيس التصورات المتخبطة وتناقض التصريحات الفضفاضة والأهواء السياسية، وذلك منذ بلورة تصوره العام في إطار القانون 06.22 قبل سنتين. وجددت النقابة رفضها التام رهن الاستجابة، سواء للمطالب العامة أو الخاصة بالفئات الصحية، بدخول نظامي المجموعة الصحية الترابية والوظيفة الصحية حيز التنفيذ، مشددة على ضرورة الاستجابة الآنية وتنزيل ما تم التوقيع عليه بمحضري الاجتماعيين ليومي 29 دجنبر 2023 و26 يناير 2024 بشقيه الاعتباري والمادي، كمدخل لمعالجة المطالب الآنية والمشروعة لعموم مهنيي الصحة. ومن جهتها، استنكرت النقابة الوطنية للصحة، صمت وتماطل الحكومة تجاه مقترحات النقابات، مؤكدة أنها "ستعمل، بالتنسيق الميداني مع النقابات الحليفة، على الرفع من حرارة الصفيح الساخن كرد على التعامل السيء للحكومة مع مطالب موظفي الصحة وتهربها من الوفاء بالالتزامات والاتفاقات". وطالبت النقابة بالرفع من وتيرة التعبئة لإنجاح هذه المحطة النضالية، والاستمرار في الاستعداد للمعارك النضالية المقبلة في إطار من الوحدة والتضامن والتنسيق إلى حين الاستجابة لمطالب كل فئات موظفي الصحة العادلة والمشروعة".