كشفت وزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة أن الاستثمارات في التنقيب عن النفط والغاز في المغرب بلغت ما مجموعه 29,4 مليار درهم ما بين سنة 2000 وسنة 2022، 96% منها ممولة من طرف شركاء أجانب. وأشارت الوزارة في معرض ردها على سؤال برلماني للمجموعة النيابية للعدالة والتنمية حول "حصيلة التنقيب عن الغاز والنفط"، أن المغرب يقوم من خلال المكتب الوطني للهيدروكربونات والمعادن بمجهودات جبارة قصد جلب المستثمرين والشركات الأجنبية المختصة، بغية، تثمين الإمكانات النفطية والغازية، وبالتالي اكتشاف هاته الموارد والتي يعد المغرب في أمس الحاجة إليها لتقليص تكاليف الفاتورة الطاقية لبلادنا". وأوضحت أنه تم اكتشاف الغاز بكل من الغرب، والصويرة، ومؤخرا بتندرارة بالجهة الشرقية للمغرب، وكذا بسواحل العرائش بداية سنة 2022، كما توجت الجهود المبذولة من طرف المكتب وشركائه في التنقيب عن الغاز باكتشاف مكامن غازية منتجة بحوض الغرب، والتي بالرغم من صغر حجمها، تعد مهمة ومربحة من منظور اقتصادي، وذلك بفضل تواجد شبكة أنابيب غازية مهمة، تربط هاته المكامن بالمصانع المتواجدة بإقليم القنيطرة والتي يتم تزويدها بهذا الغاز. ولفتت إلى أنه بالنسبة لحوض الصويرة، بدأ إنتاج الغاز والغاز المكثف من هذا الحوض منذ ثمانينات القرن الماضي، ولازال الإنتاج مستمرا برخصة الامتياز "مسقالة"، مشيرة أنه يتم نقل الغاز المنتج في هذا الحوض إلى المركز المنجمي للمجمع الشريف للفوسفاط باليوسفية، لتلبية الاحتياجات الطاقية لوحدات تجفيف وكلسنة الفوسفاط، كما يتم بيع المكثفات إلى المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب. وفيا يتعلق بمنطقة تندرارة، أبرزت الوزارة أن شركة "ساوند إينيرجي"، قامت بحفر آبار استكشافية، واعتمادا على أشغال مسح ومعالجة واستقراء بيانات الاهتزازات الثلاثية الأبعاد اثنتان منها، تأكد وجود الغاز الطبيعي، مؤكدة أنه بناء على هذه النتائج المشجعة تم منح امتياز الاستغلال تندرارة في غشت 2018 لتطوير مكمن الغاز وسينطلق إنتاج هذا الاكتشاف عبر مرحلتين. وأضافت أن المرحلة الأولى تعتمد على تنفيذ مشروع صغير للغاز الطبيعي المسال LNG، وفي المرحلة الثانية تزويد المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب بالغاز عبر خط أنابيب المغرب العربي- أوروبا GME، بعد إنجاز مشروع خط أنبوب طوله 120 كلم يربط بين الحقل وخط أنبوب المغرب العربي أوروبا GME. أما منطقة العرائش البحرية، فقد قام المكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن وشريكه شاريوت، بعد إنجاز الدراسات الجيولوجية والجيوفيزيائية، بحفر بئر استكشافية في عرض سواحل العرائش، وذلك بين الفترة الممتدة من منتصف شهر دجنبر 2021 حتى منتصف شهر يناير من السنة الحالية 2022، حيث أبانت نتائج عملية الحفر وما تلاها من استخلاص بيانات أولية عن وجود إمكانات غازية بهذه المنطقة. كما يقوم المكتب بدراسات جيولوجية وجيوفيزيائية تقييمية بإمكانياته الذاتية بكل من المقاطع البحرية الأطلسية طنجة طرفاية طرفاية الكويرة والبحر الأبيض المتوسط، وكذلك بالمناطق البرية الراشيدية العيون- بوجدور والزاك.