صرح الكاتب حسن أوريد خلال حفل تقديم إصداره الجديد ''الموتشو''، أن هذه الرواية تبدأ أحداثها في خريف 2018 وتقف عند اختطاف واغتيال الصحفي خاشقجي وتنتهي في ربيع 2019، ولذلك ليست منفصلة عن الواقع أو عن فترة عرف فيها العالم تحولا معينا، معتبرا أنها بمثابة ملف اكلينيكي لفترة زمنية معينة. وكشف أوريد أن رواية ''الموتشو'' من نسج الخيال، لكنها لا تنفصل عن الواقع عن طريق إثارة قضايا مزعجة وأنية، مضيفا أن هذه الرواية هي نظرة ناقدة وفاحصة للعالم العربي، هذا العالم الذي كان واعدا واعتبر بعد الحرب العالمية الثانية القوة الثقافية الثالثة إلى جانب الصين والهند، لكن هذه القوة أخلفت الموعد. وأشار أوريد خلال استضافته في رحاب كلية علوم التربية بشراكة مع الجمعية المغربية لتحسين جودة التعليم ''أماكن''، أن الشخصيات في رواية "الموتشو" ترمز كلها إلى توجهات معينة، كل شخصية تحيل الى تصور ما. و أردف قائلا : كل الشخصيات اغلبها حقيقي ولكن هي مواد بناء، ولا ينبغي أن ننظر إليها كشخصيات فقط بل أن نتمعن لما هو أبعد. وخلال حديثه المفصل عن الشخصيات ودورها في الرواية، ذكر أوريد أن الشخصية المحورية هي ''الموتشو'' أو ''أمين الكوهن''، شخصية يسارية قومية، فتى مناضل ومتشبع بأفكار حركة 20 فبراير ومدافع عن القضية الفلسطينية رغم أصوله اليهودية. وأضاف قائلا، هناك طبيبة '"نعيمة بلحاج'" التي تعالج شخصا تعرض لحادث سير أفقده الحركة والنطق ويعيش حالة '"الكومة'"، ولا يخفى على أحد أن هذا الشخص هو العالم العربي الذي يعيش نوعا من الهذيان وتداخل الأزمنة. وعقب أوريد قائلا خلال تفصيل الحديث حول الشخصية الثالثة المحورية التي تدور حولها الأحداث في عمله الأدبي، أنها تعيش نوعا من الاضطراب وتنتابها هواجس تحيل إلى ذكرى الهولوكوست، إنها '"ايستير كوهن"، يهودية مغربية عاشت في إسرائيل وتشبعت بخطاب الصهيونية ولم تنسلخ منه، وتعتبر أرض فلسطين من حق اليهود بعدما عادوا وأنهم ليسوا محتلين. وكشف أن هذه الشخصية تمثل إسرائيل بحالتها الثقافية والذهنية. وأضاف صاحب الرواية، هناك شخصية أخرى هو "محند امزيان" أمازيغي يشتغل في جريدة ومعروف بمهنيته ولكنه لم ينسلخ عن ما يعتبره جرحه الوجودي (ندب الاعتراف) بعدما انتهى به الأمر إلى الانفصال عن الجريدة . وخلال حديثه عن الشخصيات الوسيطة والغير مؤثرة في روايته الجديدة، سجل أوريد وجود شخصية حارس العمارة "بوشعيب" بثقافته الشعبية وبساطته وحسن نيته، التي تعبر عن السماحة التي اتسم بها المغربي، وأضاف. هناك ام الموتشو "الحاجة لحلو" التي لا تظهر إلا عن طريق حواراتها مع ابنها وتشكل الضمير الحي.