في تفاعلها مع الإضرابات التي يعرفها قطاع التربية الوطنية، عبرت الفيدرالية الوطنية لجمعيات آباء وأمهات وأولياء التلامذة بالمغرب عن قلقها وتذمرها من الوضعية الراهنة التي تشهدها المدرسة العمومية المغربية، جراء الإضرابات المتكررة وغير المفهومة التي فاقت 40 يوما. وقالت الفيدرالية في بيان لها إن هذه الإضرابات المتكررة تجعل زمن التعلمات الدراسية في ضياع مستمر، مما يعمق أزمة المنظومة التي تعرف أصلا الكثير من الأعطاب. واعتبرت الفيدرالية أن هناك من يفضل نهج أسلوب الحسابات الضيقة، ولو أدى ذلك إلى التضحية بالزمن المدرسي للتلاميذ، وانتهاك حقوق المتعلم الذي خرج من زمن كورونا يكابد الصعوبات بمجهودات فردية وأخرى مؤسساتية، دون التمكن من تحقيق مستوى التحصيل الدراسي المأمول. وطالبت الفيدرالية وزارة التربية الوطنية بالحرص على تعويض الزمن المدرسي المهدور، كما دعت الأساتذة والأستاذات إلى التشبث بروح المسؤولية الوطنية والتربوية التعليمية اتجاه تلاميذ المدرسة العمومية، والبحث عن آليات ترافعية لملفها المطلبي لا تمس بزمن التعلمات. ودق "أولياء التلاميذ" ناقوس الخطر لما آلت اليه الأوضاع، ونبهت إلى أن المسار التعليمي مرتبك، داعية الجميع إلى تقديم أقصى حد من التضحيات وجعل مصلحة الوطن والمصلحة الفضلى للتلميذ فوق كل اعتبار. ونبهت الفيدرالية إلى أن السنة الحالية عرفت انطلاقة متأخرة، مما قلص من عدد الأسابيع المضمنة في المقرر الوزاري، الشيء الذي لن يمكن من إتمام المقرر الدراسي، وهو ما يضرب في العمق المبدأ الدستوري القاضي بجعل التعليم الجيد حقا من حقوق المتعلم. وطالبت الوزارة بتدخل فوري وبشكل مستعجل يستدرك ما يمكن استدراكه للتمكن من إنقاذ الموسم الدراسي الحالي، وبالتالي إيقاف المنحى التنازلي لمستوى التحصيل الدراسي الذي بلغ مستويات متدنية تقر بها المؤسسات الوطنية والدولية.