كشف نزار بركة وزير التجهيز والماء عن صورة قاتمة بخصوص الواقع المائي بالمغرب، مع التراجعات الكبيرة في الموارد المائية، بشكل بدأ يحرم عددا من المناطق من الماء الصالح للشرب. وسجل بركة خلال ندوة بعنوان "الماء كرهان مغربي"، نظمت بالمعهد العالي للإعلام والاتصال بالرباط، وجود تراجع مستمر في نسبة ملء السدود بالمغرب، ففي السنوات الأربع الأخيرة، انتقلت نسبة ملء السدود من 62 في المئة سنة 2018 إلى 12.7 اليوم. ونبه بركة إلى أن الأرقام بخصوص ملء السدود، تضم مغالطات كبيرة، بالنظر إلى أن جزءا كبيرا من سعة السدود مليئة بالتربة بسبب التوحل، مشيرا إلى أن التوقع بسد محمد الخامس كان هو وجود 13 مليون متر مكعب من الماء، لكن عند الرغبة في الاستغلال تبين وجود أقل من مليوني متر مكعب، وهو ما يعكس حجم التوحل بالسدود. وأكد الوزير أن الوضع المائي هذه السنة أصعب، حيث إن التراجع شمل أيضا الأحواض المائية التي كانت تشهد نسب ملء مهمة، وهو ما يظهر خطورة الوضع الذي نمر منه، كما قد تجاوزت نسبة العجز المائي ببعض الأحواض 80 في المئة من التساقطات المطرية. وقد جعل التراجع الكبير في التساقطات المطرية خلال السنوات الثلاثة الأخيرة، بعض الأحواض المائية تصل لمرحلة دقيقة، فإلى حدود يوم أمس بلغت حقينة سدود ملوية 132 مليون متر مكعب فقط، وحقينة تانسيفت 32 مليون متر مكعب فق، في حين تستهلك مدينة متوسطة 40 مليون متر مكعب كمتوسط. كما توقف بركة على كون المياه مركزة في 7 في المئة من المساحة الوطنية، حيث إن 51 في توجد الحوض المائي سبو ولوكوس، في حين تتوزع 49 في المئة الأخرى على باقي المناطق. وفي الوقت الذي يفترض أن يتجاوز المتوسط السنوي للماء للفرد ألف متر، فإن المتوسط اليوم هو 600، في حين ينخفض ببعض المناطق إلى 300 فقط. وبخصوص المياه الجوفية، كشف وزير الماء، الاستغلال المفرط لهذه المياه منذ الثمانينات، إلى درجة تراجعت معها المياه ب 30 مترا، كما هو الحال في جهة فاس-مكناس، منبها إلى أن انخفاض الفرشة المائية لا يمكنها أن تعوض، وبعض المناطق مثل الناظور لا توجد بها فرشة مائية. وأفاد بركة أن العالم القروي مزود بالماء الصالح للشرب بنسبة 95 في المئة، 44 في المئة من الساكنة فقط يصلها الماء للبيت، في حين الباقي يصل الماء إلى الساقية. واستدرك الوزير أنه وبسبب نذرة المياه التي يعرفها المغرب، فإن 75 في المئة فقط من هذه الساقيات يصلها الماء، في حين انقطع الماء عن ربع سقايات العالم القروي. وأكد المتحدث أن هناك عملا على ألا يكون انقطاع كثير للماء، كما سيتم كراء الشاحنات الصهريجية لإيصال الماء للمواطنين في الدواوير، مع إطلاق محطة تحلية الماء بالناظور لتزويد المنطقة بالماء، والعمل على الوصول ل20 محطة تحلية المياه الجوية، مع إطلاق 129 سدا تليا في الثلاث سنوات المقبلة. كما سيتم العمل على تسريع وتيرة إنجاز السدود، وتوسيع الربط بين الأحواض لضمان الماء للجميع، مع بذل مجهود للحفاظ على المياه الجوفية، والعمل على تحلية المياه، والتأكيد على النجاعة المائية، مع استغلال معالجة المياه العادمة، واستغلال مياه التساقطات التي تذهب في البحر. ونبه الوزير إلى أن التقلبات المناخية ستدخل المغرب في سنوات شح المياه وبالتالي جفاف، ولكن أيضا سنوات فيضانات، كما أنه في نفس السنة ستعرف بعض المناطق جفافا، ومناطق أخرى فيضانات.