تعيش مدينة الداخلة على صفيح ساخن منذ اكتشاف جريمة بشعة ذهب ضحيتها أحد تجار المدينة الذي عثر على بقايا عظامه وأسنانه في المكان الذي يعتقد قاتله تعمد حرق جثته بها لإخفاء معالم الجريمة. واحتشد مئات الأشخاص أمام مقر ولاية الشرطة في مدينة الداخلة للمطالبة في فك لغز هذه الجريمة البشعة، مما استدعى انتقال محمد دخيسي، والي الأمن والمدير المركزي للشرطة القضائية بالمديرية العامة للأمن الوطني ومدير مكتب الإنتربول بالمغرب، إلى مدينة الداخلة لمباشرة التحقيقات وتسريع كشف خيوط هذه الجريمة التي هزت الراي العام المحلي باقاليم الجنوب. وكان الوكيل العام بمحكمة الإستئناف بالعيون قد اصدر، مساء يوم الأربعاء، بلاغا يوضح من خلاله مستجدات جريمة القتل لأحد ضحايا الجريمة الشنعاء، فيما لازال البحث الامني جاريا للوصول إلى معطيات جديدة تفك لغزي الإختطاف في حق تاجر صحراوي وقتل مواطن اخر من اقاربه. المديرية العامة للأمن الوطني توضح وفي ساعة متأخرة من ليلة الأربعاء أصدرت المديرية العامة للأمن الوطني بلاغا قالت فيه إن مصلحتها الجهوية بمدينة الداخلة، تواصل ، بتعاون مع الفرقة الوطنية للشرطة القضائية ومصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، وبدعم تقني وعلمي من طرف فرقة الاستعلام الجنائي بالعيون والمختبر الوطني للشرطة العلمية بالدار البيضاء، القيام بإجراءات البحث القضائي الذي أمرت به النيابة العامة بمحكمة الاستئناف بالعيون، وذلك للكشف عن ظروف وملابسات الاختفاء المشكوك فيه لتاجر بمدينة الداخلة بتاريخ 7 فبراير الجاري، وتحديد العلاقة المحتملة لهذا الاختفاء بحادث العثور على جثة تاجر من معارفه في ظروف مشكوك فيها بالقرب من شاطئ المدينة. وذكر بلاغ للمديرية العامة للأمن الوطني، أن الأبحاث والتحريات الميدانية المنجزة في هذه القضية أسفرت عن تحديد مسرح الجريمة المفترض لهذه الأفعال الإجرامية، وهو عبارة عن مستودع يستغله التاجر الذي تم اكتشاف جثته بعدما لفظها البحر، والذي تم العثور بداخله على العديد من عينات الحمض النووي ومعاينة آثار دماء الضحية الذي تم التصريح باختفائه في ظروف مشكوك فيها، رغم محاولات طمسها وإتلافها باستعمال مواد منظفة. بقايا عظام متفحمة وأسنان بشرية وأضاف البلاغ أن عمليات التمشيط المكاني مكنت أيضا من اكتشاف آثار حريق في مكان خلاء غير بعيد عن مسرح الجريمة، وتم العثور فيه على بقايا عظام متفحمة وأسنان بشرية، كشفت الخبرات البيولوجية التي أجراها المختبر الوطني للشرطة العلمية أنها مطابقة لعينات الحمض النووي للضحية المصرح باختفائه، وأنها تحتوي على الشبه الجيني مع البصمة الوراثية المأخوذة من عينات الحمض النووي لوالدة الضحية. كما أكدت الخبرات التقنية والعلمية المنجزة، حسب المصدر ذاته، بأن افتعال هذا الحريق تم باستعمال مادة البنزين، وهي النتيجة العلمية التي جاءت متطابقة مع خلاصات البحث وتسجيلات كاميرات المراقبة التي أكدت أن التاجر الذي عثر على جثته بشاطئ البحر كان قد اقتنى خمسة عشر لترا من البنزين في حاوية، واشترى بعد ذلك ملابس جديدة بعدما تلطخت ملابسه الشخصية ببقع دم، كما وثقت الكاميرات التي تم استغلالها حضوره رفقة الهالك إلى المستودع الذي شكل مسرح الجريمة المفترض، قبل أن يغادره بمفرده دون الضحية. العثور على جثة المشتبه فيه الرئيسي ولفت البلاغ إلى أنه في هذه المرحلة من البحث، يواصل ضباط وأعوان الشرطة القضائية وتقنيو مسرح الجريمة مباشرة الأبحاث والتحريات الميدانية اللازمة تحت إشراف النيابة العامة المختصة، بغرض تحصيل جميع الإفادات والشهادات، وتعزيز القرائن والأدلة التي من شأنها الكشف عن الخلفيات الحقيقية التي كانت وراء ارتكاب هذه الأفعال الإجرامية، خاصة وأن الضحية كانت تجمعه معاملات مالية وتجارية مع التاجر الذي لفظه البحر، والذي ترجح كل معطيات البحث المتوفرة حاليا أنه المشتبه فيه الرئيسي في ارتكاب جريمة القتل العمد في حق الضحية الذي كان موضوع بلاغ الاختفاء. وسجل البلاغ أن خبراء الشرطة العلمية والتقنية يعكفون بمعهد العلوم والأدلة الجنائية التابع للمديرية العامة للأمن الوطني حاليا على مواصلة استخلاص وتحليل ومطابقة جميع عينات الحمض النووي المرفوعة من مسرح الجريمة، ومن جميع الأماكن والمنقولات والسيارات والملابس المرتبطة به، وذلك بغرض تحديد البصمة الوراثية لكل من له علاقة بهذه القضية، فضلا عن مساعدة ضباط الشرطة القضائية والطب الشرعي في الكشف عن الملابسات المحيطة وكذا السبب الحقيقي لوفاة المشتبه فيه، والذي تبقى فرضية غرقه قائمة إلى غاية هذه المرحلة من البحث. يذكر أن مصالح الأمن الوطني بمدينة الداخلة كانت قد توصلت، مساء يوم 7 فبراير الجاري، ببلاغ حول اختفاء الضحية الذي يعمل تاجرا ويبلغ من العمر 48 سنة، حيث تم نشر مذكرة بحث لفائدة العائلة في حقه، والاستماع لإفادات عدد من أفراد عائلته ومعارفه، من بينهم أحد التجار الذي كان يرتبط معه بمعاملات تجارية، والذي تم العثور لاحقا على جثته بتاريخ 09 فبراير الجاري، بالقرب من منطقة صخرية على الشاطئ بعدما لفظها البحر. تفاصيل الجريمة اللغز وبدأت قصة هذه الجريمة اللغز بخبر اختفاء التاجر المعروف "لحبيب أغريشي"، ظهر اليوم الاثنين، في ظروف غامضة وسط الحديث عن عملية استدراج واختطاف، قبل العثور على سيارته متوقفة بكورنيش المدينة. وأكدت عائلة المختفي أن لحبيب خرج ظهر يوم الاثنين من منزل العائلة وتأخر كثيرا عن العودة قبل أن يغلق هواتفه وذلك على غير عادته ، ما أثار مخاوف العائلة لتكثف عمليات البحث قبل أن يتم العثور على سيارته بالساحل الغربي للمدينة . وفي بداية الأمر رجحت مصادر الأسرة أنه تعرض لعملية استدراج واختطاف بالمكان الذي عثرت فيه سيارته . وعند دخول المصالح الأمنية على خط البحث والتحري، قامت بالتحقيق مع أحد أصدقاء المختفي، وهو تاجر مثله كانت لهما معاملات تجارية مشتركة. لكن، أثناء التحقيق، سيعثر على جثة المشتبه به الرئيسي، بعد أن لفظها البحر، مما عقد مشكل البحث لفك لغز الجريمة الأولى. وحسب بلاغ المديرية العامة للأمن الوطني، فإن المشتبه به الرئيسي قد يكون هو مرتكب الجريمة الأولى البشعة، لكنه موته سيعقد من البحث، خاصة وأن موته هو الآخر مازال غامضا ولا يعرف ما إذا كان يتعلق بغرق أم انتحار أو قتل.