أثار تحور فرعي من المتحور أوميكرون قلق العلماء في العالم، نظرا لارتفاع أعداد الإصابة به إلى حد كبير في الآونة الأخيرة، مما جعل علماء الأوبئة يضعونه تحت المراقبة تحت لقب BA.2 تحت المراقبة. وأوضحت منظمة الصحة العالمية، أن أوميكرون هو مصطلح عام يشير دون تمييز إلى عدة سلالات من فيروسات متشابهة. وكشفت أن المتحور الفرعي "بي أيه 2″، والذي أصبح المسيطر في الآونة الأخيرة، قد فاجأ الجميع خصوصاً في الهند والدنمارك. وذكرت وكالة الأمن الصحي في بريطانيا أنها بصدد دراسة ومراقبة سلالة فرعية من متحور كورونا "أوميكرون"، أطلق عليها "بي إيه 2" (BA2). وقالت الهيئة إن إصابات بالسلالة الجديدة سُجلت في المملكة المتحدة، لكن المعدلات ما تزال منخفضة. وبشأن السلالة المتفرعة، ذكر مركز أبحاث الأمراض المعدية في الدانمارك أن دراسات وأبحاثا تجرى بشأن جدوى اللقاحات وغيرها، لكنه لم يلاحظ وجود فروق بشأن دخول المستشفيات جراء الإصابة بالسلالة المتفرعة الجديدة حتى الآن. كما تابعت أن العلماء يرغبون اليوم في معرفة أسباب قوة انتشار هذا الفرع الجديد رغم أنهم يعتقدون أنّ أعراضه لا تختلف في قوتها عن سلالة أوميكرون التي باتت معروفة. اليقظة وليس القلق وفي المغرب أكد الطبيب والخبير في السياسات والنظم الصحية، الطيب حمضي، السبت، أن الصنف (BA.2) لمتحور أوميكرون يستدعي، حسب المعارف والمعطيات المتاحة، اليقظة أكثر من القلق . وأشار حمضي في مقال له إلى أنه طالما أن الجائحة مستمرة، فإن الوسيلة الوحيدة لتجنب المفاجآت غير السارة تظل هي التلقيح واحترام التدابير الحاجزية،مبرزا أن الصنف الفرعي BA.2 لأوميكرون ليس متحورا جديدا في حد ذاته ، ولكنه" صنف فرعي من نفس سلالة أوميكرون. وحسب الخبير، فإن العلماء يشتبهون في كون هذا الصنف الفرعي أكثر قابلية للانتقال من أوميكرون الأصلي، والذي هو نفسه شديد العدوى بالفعل ومسؤول عن هذه الموجات الكبيرة التي تضرب العديد من البلدان. وذكر بأنه تم اكتشاف هذا الصنف الفرعي لأول مرة في الصين في 31 دجنبر لدى رجل عائد من الهند ، وهو موجود بالفعل اليوم في أكثر من 40 دولة بما في ذلك إسرائيل والولايات المتحدةالأمريكية وكندا والدنمارك وأستراليا وجنوب إفريقيا وبريطانياوفرنسا ، مضيفا أن هذا الانتشار العالمي هو أول مؤشر على قابليته العالية للانتقال. وفي ما يتعلق بانتشار هذا الصنف الفرعي، أشار حمضي إلى أنه في الدنمارك ، ضاعف معدله بأكثر من الضعف في أقل من ثلاثة أسابيع، حيث انتقل من 20 في المائة إلى 45 في المائة من المتحورات المشخصة. وأشار إلى أنه "في الوقت الذي كان يجب أن تشهد فيه الدنمارك تباطؤا لموجة أوميكرون ، استؤنفت فجأة ، وبالتأكيد تحت تأثير الصنف الفرعي BA.2" ، معتبرا أن العلماء يعتقدون أيضا أن استمرار الموجة في فرنسا بما يتجاوز التوقعات ربما يكون مرتبطا بهذا الصنف. وقال إن الملاحظات المبكرة لتطور الوضع الوبائي في الهند، التي يشتبه ظهور BA.2 بها، وفي الدنمارك، حيث أصبح الصنف الأكثر انتشارا، تشير إلى أن خطورته ستكون مماثلة لخطورة أوميكرون. وأضاف أنه رغم أن لا شيء مؤكد حتى الآن، فإن مقاومة اللقاحات والمناعة المكتسبة من عدوى سابقة، لن تختلف عن تلك المسجلة في حالة أوميكرون. وأشار حمضي إلى أنه إذا تأكدت المعطيات التي تقول بأن هذا الصنف الفرعي أسرع في العدوى من أوميكرون، فإنه سينتشر على مستوى العالم في غضون بضعة أسابيع.