تشهد مدينة فاس منذ الساعات الأولى من صباح اليوم (الجمعة) حالة إستنفار أمني غير مسبوق، بعد قيام مجموعة من شباب المدينة بتوزيع مناشير تدعو المواطنين إلى المشاركة في إحتجاجات يوم 20 فبراير. وشوهدت العديد من سيارات قوات التدخل السريع والقوات المساعدة تحاصر مختلف شوارع وساحات ومساجد المدينة فضلا عن المنافذ المحيطة بجامعة محمد بن عبد الله، كما استنفرت مصالح وزارة الداخلية أعوان السلطة لطرق أبواب الشباب الذين عبروا عن مشاركتهم في الإحتجاجات لجمع المعلومات حول حياتهم الشخصية وإنتماءاتهم السياسية والإيديولوجية. وقام شباب ينتمون لحركة "20 فبراير" منذ الخميس بتوزيع مناشير تدعو المواطنين إلى المشاركة المكثفة في إحتجاجات يوم الأحد، كما قام الطلبة القاعديون بتوزيع نداء يدعو "الجماهير الشعبية إلى الإحتجاج على أوضاعها والمشاركة في المسيرة المزمع تنظيمها صباح يوم الأحد المقبل بشارع الحسن الثاني". وقررت تنسيقية فاس لحركة "20 فبراير ... الشعب يريد التغيير" تنظيم وقفة إحتجاجية وإعتصام أمام مقر جهة فاس بولمان بشارع علال بن عبد الله صباح يوم الأحد 20 فبراير على الساعة العاشرة صباحا. وفي إطار الإجراءات الإحترازية، قررت رئاسة جامعة محمد بن عبد الله تعليق الإمتحانات التي تجرى بمختلف الكليات والمؤسسات الجامعية إلى غاية الأسبوع القادم، وذلك على بناء على مذكرة وزارية مستعجلة حصل موقع "لكم" على نسخة منها، تطالب إدارات الكليات بتمديد عطلة عيد المولد النبوي إلى غاية يوم الاثنين المقبل. وفي نفس السياق، ذكر العديد من الطلبة وشباب المدينة المنخرطين في مجموعات حركة "20 فبراير" أنهم يتعرضون لتهديدات من طرف مجهولين يتصلون بهم هاتفيا، كما تعرضت الصفحات الشخصية للعديد منهم على موقع "فيسبوك" للإختراق وتشويه مضمونها. وعبرت هيئات سياسية يسارية ونقابية وحقوقية التي شكلت "تنسيقية محلية لمساندة نضالات الشعوب" عن مشاركتها في إحتجاجات 20 فبراير، وقررت بدورها تنظيم وقفة إحتجاجية ومسيرة في اتجاه الولاية يوم الأحد على الساعة 10 صباحا إنطلاقا من ساحة فلورانسا بشارع الحسن الثاني وسط المدينةالجديدة. --- تعليق الصورة: جانب من مدينة فاس