على غرار عشرات الحقوقيين والسياسيين والنشطاء المغاربة، وجه المقاوم محمد بنسعيد آيت يدر، اليوم الاثنين، رسالة للصحافي المعتقل سليمان الريسوني يناشده فيها لإيقاف إضرابه عن الطعام لذي بلغ يومه 47. وعبر آيت يدر في رسالته عن تقديره الكبير والتعاطف الصادق مع الريسوني وكافة الذين يؤدون ضريبة التعبير الحر عن مواقفهم الشريفة، ويصرون على تعرية الواقع الذي تعيشه البلاد، بكل مظاهره وتجلياته ونتائجه. وأشار آيت يدر إلى الوضع الصحي الذي انحدرت إليه حالة سليمان، والذي ينذر بالكارثة، وهو الوضع الذي يقلق الضمائر الحية في هذا الوطن. ومن منطلق حاجة الوطن له، وانطلاقا من كون المحن لا تدوم، ناشد آيت يدر الريسوني بقوة لإيقاف إضرابه عن الطعام، الذي وصلت معه حالته إلى وضعية مخيفة من العواقب التي لن تتحملها أسرته، ومحبوه وأصدقاؤه، مؤكدا أن أطيافا واسعة من الوطن تتفهم وضعه ومطالبه وحقوقه، إلا أنها تريده حيا ليمارس تلك الحقوق التي لا معنى لها بعده. وقال آيت يدر "إنني اليوم لست بحاجة إلى أن أعدد مناقبك وكفاءاتك أو أصف صدقك في مهنتك التي اخترتها حبا وطواعية، وأنت تعلم متاعبها المختلفة وخاصة إذا كانت نزيهة وحرة، نعم لست بحاجة إلى هذا لأن هناك أولويات ملحة؛ وأولوية كل من يحبك ويتعاطف معك ويقدرك هي صيانة حياتك الآن وليس غدا". وأضاف "إننا جميعا لا نريد أبدا فقدك، بل نريدك حيا معافى، من أجل أسرتك التي تناضل بقوة وإخلاص من أجلك؛ ومن أجل كل الأسر المناضلة التي تكافح من أجل إطلاق سراح كل المعتقلين من أجل مواقفهم وآرائهم"، متسائلا "كم يحتاج الوطن من السنوات لينجب أمثالك؟". وناشد آيت يدر الريسوني ليوقف هذا الإضراب الذي أضحى طريقا إلى مأساة ستفجع الجميع، وستحرق قلوب من ناضل لأجلهم، مؤكدا أن في استمرار حياته وحياة رفاقه، استمرارا لشرارة الأمل "التي نسعى معا ودوما إلى إشعالها من أجل المستقبل ." وختم آيت يدر رسالته بالتأكيد للريسوني والراضي ولكل معتقلي المواقف والرأي "أننا لن نذخر أي جهد من أجل صيانة كرامة الناس والوطن؛ وسنستمر في العمل بكل الوسائل المشروعة من أجل تحقيق انفراج سياسي واسع مدخله إطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين، وإطلاق سيرورة إصلاحات حقيقية وقوية ينعم في ظلها الوطن كل الوطن بكافة بناته وأبنائه".