وجه الفقيه المقاصدي أحمد الريسوني، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، رسالة إلى شقيقه المعتقل سليمان الريسوني، الصحافي ورئيس تحرير جريدة "الأخبار اليوم" المتوقفة عن الصدور، يناشده فيها برفع إضرابه عن الطعام والماء. وقال الريسوني في رسالة وجهها إلى شقيقه، اطلعت عليها جريدة "العمق": "أخي وعزيزي سليمان سلمك الله وسلامه عليك. أكتب لك هذه الكلمات وأنا لا أدري هل يمكن أن تصل إليك أم لا؟ لأن الحراسة والرقابة المضروبة على الكلمات أصبحت أشد مما هي عليه في الحدود والسواحل والمعابر الحدودية". وأضاف: "أود أن أؤكد لك أن لا أحد يجهل -سواء داخل المغرب أو خارجه- السبب الحقيقي والوحيد لاعتقالك والحيلولة بينك وبين الكتابة وإبداء آرائك.. وأن الجميع يعلمون حقيقة التهم الخرافية التي صنعت لك بعد أن تقرر اعتقالك والتنكيل بك". وتابع قوله: "عزيزي سليمان سلمك الله، كن على يقين أن المحنة التي أنت فيها ستكون عاقبتها لك -بإذن الله- بردا وسلاما.. لذلك أدعوك وأدعو زميلك عمر حفظه الله إلى الوقف الفوري لإضرابكما عن الطعام والشراب". اقرأ أيضا: عائلتا ودفاع الريسوني والراضي يكشفان حيثيات ومستجدات إضرابهما عن الطعام وأشار الريسوني في رسالته، إلى أن "الله تعالى قد تكفل بإنصاف المظلومين والانتقام من الظالمين، ولو بعد حين"، مستدلا بقوله تعالة: "وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ". واليوم الإثنين، قالت هيئة الدفاع عن الصحافيين سليمان الريسوني وعمر الراضي، إن الريسوني لا يزال مضربا عن الماء، وبدأ اليوم يشعر بالدوار ويفقد الوعي، كما أنه لا يأخذ دواء ضغط الدم منذ أربعة أيام مما لذلك من آثار وخيمة على صحته، كما أن الوضع الصحي للصحفي عمر الراضي سيء جدا وفي تراجع. وقال بلاغ لهيئة الدفاع عن الصحافيين المذكورين، إن دفاع الريسوني المضرب عن الطعام والماء منذ 5 أيام، لم يتمكن من رؤيته للمرة الثانية على التوالي، إذ يرفض الريسوني الخروج من زنزانته احتجاجا على منعه إلى جانب الراضي، من طرف إدارة السجن من إجراء المكالمات الهاتفية مع عائلتهما. اقرأ أيضا: "السجون" تكشف روايتها حول تفتيش زنزانة الريسوني وتحمله مسؤولية إضرابه وقالت هيئة الدفاع إن الريسوني والراضي دخلا في الإضراب عن الطعام "كخطوة يائسة واحتجاجا على استمرار اعتقالهما التعسفي وغير المبرر، إذ كان لديهما أمل أن تتم متابعتهما في حالة سراح لما يتوفران عليه من ضمانات الحضور لكل مراحل المحاكمة". وأضاف البلاغ أن دخول الريسوني في الإضراب عن الماء "جاء نتيجة للممارسات المهنية التي مارستها عليه إدارة السجن، إذ تم تفتيش أغراضه وحجزها، وعوض أن يتم تشجيعه على وقف إضرابه عن الطعام تم حجز حتى العسل منه باعتباره من المواد الغدائية، وتم تفتيش فراشه ظنا منهم أنه أخفى مواد غذائية تحته، وهو ما اعتبره غير مقبول ومهين للكرامة". وأشار المصدر ذاته، أن الصحفي عمر الراضي المضرب عن الطعام منذ 4 أيام، "تم منعه من إتمام المكالمة مع والديه بمجرد ما بدأ في الحديث عن خوض الريسوني للإضراب عن الطعام، إذ أُخبر بأنه ليس ناطقا رسميا بإسم الريسوني ولا يجوز الحديث عن معتقلين آخرين". اقرأ أيضا: الريسوني: صبرتُ سنةً على الظلم فإما استرجع حريتي المسلوبة أو أذهب إلى حتفي مفجوع الفؤاد واعتبر كل من الريسوني والراضي أن ظروف اعتقالهما قرابة السنة بالنسبة للريسوني و9 أشهر بالنسبة للراضي، هي "أشبه بتعذيب نفسي ممنهج، إذ إنهما ممنوعان من التواصل مع بعضهما ولا يلتقيان أثناء الفسحة"، بحسب المصدر ذاته. ولفك الصحفي سليمان الريسوني إضرابه عن الماء، يقول البلاغ، فإنه يطالب بإعادة أغراضه التي تم حجزها تعسفيا، وتمكينه وعمر الراضي من التواصل وأن يخرجا للفسحة في وقت واحد ومع بعضهما البعض. كما يطالب الريسوني برفع سقف المكالمات الهاتفية لمدة أكبر وتمكينهما من الكلام بحرية مع عائلتهما، وفتح باب الزنازين في الجناح خلال اليوم مثل باقي السجناء، والسماح لكل من الراضي والريسوني بالتواصل مع بعضهما أثناء النهار.