كشف الأطباء الداخليون بالمستشفى الجامعي بأكادير، أنهم يشكون عطالة مفروضة لأزيد من أسبوعين إذ لم يلتحق أي طبيب داخلي بالمصالح الاستشفائية باستثناء مصلحة المستعجلات، بسبب عدم رغبة الإدارة في تسوية وضعيتهم الإدارية و إلحاق كل الأطباء الداخليين بالتخصصات التي اختاروها، وممارستها تضييقا على الطبيب الداخلي لحقه في اختيار التخصص كما تنص على ذلك الإتفاقيات التي تم توقيعها مع الوزارة المعنية، بخلاف ما هو معمول به في باقي المدن المغربية. واعتبر الأطباء الداخليون ، في بيان لهم، وصل موقع "لكم"، نظير منه، أن ذلك "سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ المستشفيات الجامعية المغربية، حيث التحق كل الأطباء الداخليين في باقي المدن بتخصصاتهم باستثناء الأطباء الداخليين بأكادير، حتى باتت قضيتهم تعرف بإسم : » الأطباء الذين فُرِضَتْ عليهم العطالة« ! ، وفق تعبيرهم. مطالب واحتجاجات ويطالب الأطباء الداخليون ب"احترام حق الطبيب الداخلي في اختيار التخصص، كما هو متفق عليه في محضر اتفاق 29 يونيو 2011 بين وزارة الصحة و اللجنة الوطنية للأطباء الداخليين و المقيمين، وكذا توفير حقوقنا الإنسانية و البديهية : الحق في التغطية الصحية، الحق في المأكل، وتعويضنا بأثر رجعي عن كل الفترة التي لم نستفد منها من حقنا في المأكل". وبينما دعوا إدارة المستشفى الجامعي بأكادير وكلية الطب والصيدلة إلى "التحلي بروح المسؤولية و الاستجابة إلى مطالب الأطباء الداخليين العادلة و المشروعة."، أعلنوا خوضهم "وقفة احتجاجية يوم غد الخميس 08 أبريل الجاري بكلية الطب و الصيدلة و ذلك على الساعة 12 ظهرا". تعيين هجين وأشاروا إلى أن مدينة أكادير، الحديثة العهد بتعيين الأطباء الداخليين، لم يمر على تعيين أول فوج منهم سوى سنتين، قد حطمت كل السوابق في مسار الطبيب الداخلي، بدءا بتعيينهم الهجين منذ الأول في مستشفى جهوي رغم تبعيتهم للمستشفى الجامعي ، نظرا لتأخر الأشغال في المستشفى الجامعي. هذا المستشفى الذي يفتقر لأبسط شروط التكوين و الممارسة البيداغوجية السليمة". ومن بين المؤاخذات المسجلة على المستشفى كون "سعة المصالح الإستشفائية غير كافية، والمعدات الطبية مهترئة، والمرافق البيداغوجية شبه غائبة. كما أن المستشفى لا يتوفر على ميزانية مرصودة لتكوين الأطباء الإختصاصيين". إنذار بكارثة واعتبروا أن هذه الوضعية "تنذر بكارثة على مستوى تكوين الطبيب الاختصاصي إن لم يتم تدارك الأمر على العجل، ليبقى السؤال مطروحا، إذا لم تكن أرضية تكوين الطبيب الاختصاصي جاهزة في أكادير، لماذا تم تعييننا من الأساس ؟ هل الهدف هو إغراق الجهة بأطباء اختصاصيين بغض النظر عن جودة تكوينهم؟. وساءل الأطباء الداخليون، وفق لغة بيانهم، المسؤولين عن "أسباب عدم تمتع الأطباء الداخليين بالمستشفى الجامعي بأكادير بأبسط حقوقهم البديهية والإنسانية. بداية بغياب التغطية الصحية، وغياب المأكل الذي يضمنه القانون للطبيب الداخلي نظرا لخصوصيات هذه الفئة، أو على الأقل تعويض عن غياب المأكل، على النقيض من كل الأطباء الداخليين بالمملكة، لنطرح السؤال مجددا: لماذا تشكل مدينة أكادير الإستثناء في كل مرة ؟. استهتار صحي ونبهوا إلى أن هذه الوضعية "غير الطبيعية التي بات يعيشها الأطباء الداخليون بالمستشفى الجامعي بأكادير، سيكون لها حثما تبعات سواء على مستوى مستقبلهم المهني، أو على مستوى مواطن جهة سوس ماسة الذي لا يجد الطبيب الذي يعالجه في المصالح الإستشفائية، أو على مستوى جودة الخدمات الطبية. غير أن المسؤولين لا يبدون آبهين بهذه المخلفات، في استهتار واضح بمستقبل الأطباء و بصحة المواطنين. وعلى الرغم من ذلك، يؤكد الأطباء الداخليون أن "حجم المسؤولية الأخلاقية الملقاة على عاتقهم تجعل الطبيب الداخلي يرابط ويداوم بشكل طوعي بمصالح المستعجلات التي لم تتوقف، رغم عدم تلقيه أجرا مقابل ذلك، بل و رغم عدم دخول الإشتغال بمصلحة المستعجلات ضمن قائمة اختصاصات الطبيب الداخلي".