نشر مكتب جمعية الأطباء الداخليين بالمستشفى الجامعي بأكادير، غسيل أوضاعهم بعد معاناة استمرت لأكثر من سنتين منذ تعيين أول فوج، سواء ما تعلق منها بالتكوين الطبي الذي لا يرقى للتطلعات رغم ما يبذله الأساتذة من جهود، أو ظروف الاشتغال الكارثية بأغلب المصالح الاستشفائية، وخصوصا مصلحة المستعجلات التي يشتغلون بها بدوام دائم، من دون أبسط الحقوق التي يكفلها القانون للطبيب الداخلي والتي لم يتم توفيرها إلى حد الساعة. جاء ذلك، في بيان أصدره مكتب جمعية الأطباء الداخليين بالمستشفى الجامعي لأكادير، وصل موقع "لكم"، نظير منه. وضعية لا تبشر وصف بيان جمعية الأطباء الداخليين وضعيتهم بأنها "لا تبشر بالخير، يعكسها الغياب شبه التام للأمن داخل المستعجلات، مع تكرر الإعتداءات اللفظية و الجسدية دون أن تحرك الإدارة ساكنا، ناهيك عن غياب أبسط وسائل الحماية، حيث يضطرون للإشتغال بدون كمامات طبية، ومن دون قفازات طبية تحمينا و تحمي المريض. هذا بالاضافة الى حرماننا من أبسط الحقوق كالحق في التغطية الصحية و حقنا البديهي في المأكل". وتزداد معاناتهم بأنه "في الوقت الذي كنا ننتظر فيه رد الإعتبار للطبيب الداخلي، يتم التنكر لكل تضحياته و جهوده، بل و حتى في اختياره للتخصص يتم التضييق عليه. حيث نطالب منذ سنتين من الجهات المسؤولة تهيئة المصالح الإستشفائية و توسيعها، و تجهيزها بالوسائل الطبية و البيداغوجية الملائمة، لكي يجد الطبيب الداخلي عندما يباشر تخصصه أرضية ملائمة و كافية لتكوين جيد، وحتى ينعم مواطن جهة سوس ماسة بمستوى تطبيب لائق. الآن و قد بقي أقل من أسبوعين على بداية التخصص يجد الأطباء أنفسهم في مستشفى جهوي غير مؤهل و غير كافي بالمرة للتكوين في التخصص". نفاذ الصبر وأسئلة حارقة وبعد هاته المدة، يشرح البيان ذاته، ّنفذ صبرنا، واليوم نسائل المسؤولين عن مظاهر التخبط والعشوائية التي تميز قراراتهم. كيف يعقل أن الوزارة عينت أطباء داخليين تابعين للمستشفى الجامعي قبل أن يتم استكمال بنائه ؟ بل و قبل حتى تعيين إدارة المستشفى الجامعي حتى بتنا مستخدمين بدون إدارة لمدة سنة كاملة، ولم نجد حتى مسؤولا نخاطبه ! لماذا لم يتم تأهيل مستشفى الحسن الثاني حتى يقوم بدور المستشفى الجامعي إلى حين استكمال بنائه ؟ إلى متى سيبقى الطبيب الداخلي محروما من أبسط حقوقه ؟. وإلى متى ستبقى الساكنة ضحية هاته العشوائية ؟ ومما يزيد الوضع تأزما، وفق تعبير البيان نفسه، "عدم تجاوب الجهات المسؤولة مع مطالب الأطباء الداخليين، اذ لم نلمس من طرفهم إرادة حقيقية للحوار، فكم وجهنا من طلبات لقاء إلى المعنببن دون أن تلقى أدنى جواب، في إقصاء واضح و غير مفهوم للطبيب الداخلي". مستشفى غير مؤهل وأمام هاته الأوضاع، اعتبر بيان الجمعية ذاتها أن "المستشفى الجهوي الحسن الثاني لأكادير غير مؤهل لتكوين أطباء داخليين و أخصَائيين. وهو ما ينذر بالخطر ويساءل جودة تكويننا الطبي، مما يسلتزم إيجاد حلول بديلة استعجالية". وساءل البيان ذاته المسؤولين عن "أسباب تأخر المستشفى الجامعي بأكادير دون غيره من الجهات بالمملكة، داعين إلى الإسراع بإخراجه إلى حيز الوجود". مطالب آنية وبينما طالب بيان جمعية الأطباء الداخليين المسؤولين ب"احترام حرية اختيار التخصص بالنسبة للأطباء الداخليين أسوة بباقي أقرانهم في المستشفيات الجامعية المغربية"، استنكروا "بشدة سياسة الآذان الصماء، والمنهجية الإقصائية التي تتعامل بها الجهات المسؤولة مع الأطباء الداخليين ". كما دعوا ل"توفير وسائل الممارسة الطبية السليمة وأدنى شروط الكرامة للطبيب و المريض معا في المستشفيات التي نشتغل بها، وعلى رأسها توفير الحماية الأمنية، وسائل الوقاية من الأمراض، وسائل الإشتغال والمعدات الطبية". على مستوى آخر، طالبوا ب"الفورية بتوفير التغطية الصحية لكافة الأطباء الداخليين بالمستشفى الجامعي بأكادير الممارسين بالمستشفيات، وكذا حقنا البديهي و القانوني في المأكل لجميع الأطباء الداخليين كما ينص على ذلك المرسوم رقم 2.91.527، فضلا عن صرف تعويضاتنا و بأثر رجعي عن كامل المدة التي لم نستفد منها من حقنا في المأكل و المسكن". ولوحوا بما أسموه "خطوات تصعيدية غير مسبوقة في حالة عدم الاستجابة الى مطالبنا العادلة والمشروعة ".