قال البيت الأبيض إن الرئيس الأمريكي جو بايدن تحدث يوم الخميس إلى العاهل السعودي الملك سلمان وأبلغه أنه سيعمل على جعل العلاقات بين البلدين "قوية وشفافة قدر المستطاع"، وذلك قبل النشر المتوقع لتقرير مخابراتي أمريكي عن مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي عام 2018. والتقرير نسخة نُزعت عنها السرية من تقييم سري للغاية للمخابرات الأمريكية تقول مصادر إنه ذكر أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وافق على قتل خاشقجي في قنصلية المملكة باسطنبول.
وتنفي السعودية أن ولي العهد، البالغ من العمر 35 عاما والحاكم الفعلي للبلاد، وافق على عملية القتل. وقال البيت الأبيض إن الرئيس بايدن والملك سلمان تناولا مسألة الأمن الإقليمي وقضايا أخرى وإن بايدن أبلغ العاهل السعودي بأنه "سيعمل لجعل العلاقة الثنائية قوية وشفافة قدر المستطاع". وأضاف البيت الأبيض في بيان "أكد الزعيمان على الطبيعة التاريخية للعلاقات". ولم يشر البيان إلى التقرير الخاص بمقتل خاشقجي والذي يعد اختبارا لعلاقات وثيقة ممتدة على مدى عقود بين الحليفين في وقت يسعيان خلاله للتصدي لنفوذ إيران المتزايد بالشرق الأوسط. يجيء نشر تقرير خاشقجي في إطار مساعي إدارة بايدن لإعادة ضبط العلاقات الأمريكية السعودية لأسباب عدة منها واقعة الاغتيال وبثت وكالة الأنباء السعودية النبأ بصيغة طغت عليها الإيجابية. وقالت إن الملك سلمان هنأ بايدن بتولي الرئاسة وإنهما أكدا على "عمق العلاقة التي تربط البلدين وأهمية تعزيز الشراكة بينهما بما يخدم مصالحهما ويحقق أمن واستقرار المنطقة والعالم". وجاء في البيان الذي لم يشر أيضا إلى التقرير المتعلق بمقتل خاشقجي أن الزعيمين تناولا "السلوك الإيراني في المنطقة وأنشطته المزعزعة للاستقرار" وكذلك "التزام الولاياتالمتحدةالأمريكية بالدفاع عن المملكة تجاه مثل هذه التهديدات" وتأكيد بايدن "أنه لن يسمح لإيران بامتلاك السلاح النووي". وكان مصدر مطلع على الأمر قد صرح لرويترز بأن نشر التقرير في انتظار الاتصال الهاتفي بين الزعيمين، مضيفا أن النشر تأجل أيضا لخضوع ولي العهد السعودي والحاكم الفعلي للمملكة الأمير محمد بن سلمان لعملية جراحية هذا الأسبوع. وكان خاشقجي، الذي كتب مقالات في صحافية واشنطن بوست تنتقد ولي العهد السعودي، يحمل إقامة في الولاياتالمتحدة. ويجيء نشر التقرير عن مقتله في إطار مساعي إدارة بايدن لإعادة ضبط العلاقات الأمريكية السعودية لأسباب عدة منها واقعة الاغتيال. لكن بايدن أعلن بوضوح أنه يرغب في الحفاظ على العلاقات القوية مع واحدة من أوثق حلفاء واشنطن العرب. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي في إفادة صحافية قبل المحادثة الهاتفية "تركز إدارتنا على إعادة ضبط العلاقة... وبالتأكيد هناك مجالات سنعبر عن قلقنا فيها ونترك خيار المساءلة مفتوحا". وأضافت "وهناك أيضا مجالات سنواصل العمل فيها مع السعودية في ضوء التهديدات التي تواجهها في المنطقة"، في إشارة على ما يبدو لإيران. وتم استدراج خاشقجي إلى القنصلية السعودية في إسطنبول في الثاني من أكتوبر عام 2018، وقُتل هناك على أيدي عناصر سعودية لها صلة بولي العهد وقُطعت أوصاله ولم يعثر لها على أثر. ووصفت السعودية قتل خاشقجي بأنها عملية انحرفت عن مسارها لكنها نفت أي دور لولي العهد السعودي. وأدين خمسة بقتل خاشقجي وصدرت بحقهم أحكام بالإعدام في محاكمة عام 2019 لكن الحكم خُفف إلى السجن 20 عاما بعد عفو أسرة خاشقجي عنهم. وعوقب ثلاثة آخرون بالسجن 24 عاما في المجمل. وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إن الوزير أنتوني بلينكن ناقش في اتصال هاتفي يوم الخميس مع نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان "أهمية تقدم السعودية في مجال حقوق الإنسان". وقال المتحدث باسم الوزارة نيد برايس إن الوزيرين بحثا أيضا "الجهود المشتركة لتعزيز" الدفاعات السعودية والتعاون لإنهاء الحرب في اليمن حيث يدعم تحالف تقوده السعودية الحكومة ضد حركة الحوثي المتحالفة مع إيران.